خطط حماس العسكريّة تكشفها أخطاء "المهمّات الجهاديّة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كثرت الأخبار التي تداولت أخيرًا مقتل عناصر من الفصائل الفلسطينية في "مهمات جهادية". فما هي طبيعة تلك المهمات؟ ولماذا أطلقت عليها تسمية "جهاديّة"؟ إيلاف إلتقت أهالي من سقطوا خلال هذه العمليات وعادت بالتقرير التالي.
امام منزل غسان الترابين شمال قطاع غزة
غزة: من الحجر إلى البندقية وصولاً إلى الصواريخ والعبوات الناسفة محلية الصنع، مراحل مختلفة مر بها قتال الفلسطينيين لإسرائيل، وكل شيء يتطور على يد مجموعة من الشباب الفلسطيني تخرجوا من كليات الهندسة أو الفيزياء، أو من أحبوا تلك الأعمال. وأصبحت هوايتهم المفضلة، فانضموا إلى وحداتٍ عسكرية داخل التنظيمات الفلسطينية، "كسلاح الهندسة" أو "وحدة التصنيع".
مسميات تلك الوحدات ليست حبرًا على ورق، وإنما هي عدة وعتاد وممارسة وعمليات وقتل وتفجيرات، والأهم من ذلك "مهمات جهادية" وهي ما ستضعه "إيلاف" على بساط البحث، ولا سيما بعد كثرة الأخبار اليومية التي يذكر فيها مقتل "مقاومين" تقول الفصائل الفلسطينية إنهم قضوا في ما وصف بـ"مهمات جهادية".. فما هي طبيعة تلك المهمات..؟ ومن المسؤول عنها..؟ وأين تنفذ..؟ ولماذا تسميها الفصائل مهمات جهادية..؟
ثائر خضر 21 عامًا يعمل في سلاح الهندسة داخل كتائب القسام في منطقة عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة، قتل في مهمة وصفتها حركة حماس بالجهادية، يقول والده أبو سفيان: "ثائر كتوم جدًّا لأسراره، وأي شيء يقوم به لا يخبر أحد عنه، وسلوكه طبيعي جدًّا، ونشاطاته في حماس كانت تنفذ خارج البيت، وأهل البيت لا يعلمون ماذا يفعل وأين يذهب".
كانت من هوايات ثائر الإلكترونيات والهندسة، يقول والده حول ذلك: "كنت أشجعه في هوايته، وأجهزه وأرشده لطريق المقاومة، ولو أن واحدًا من أبنائي يريد الذهاب إلى المقاومة والعمل الهندسي وزرع العبوات فلن أتردد في تشجيعه، لأنني كنت قبلهم في المقاومة بحركة فتح".
وعن انتمائه لحركة حماس يوضح والده أبو سفيان: "لو سألته عن حركة حماس سيقول لك أنا لا أتدخل بهم، ولا أعلم عنهم، وحتى أهالي الحي لا يعلمون أنه ينتمي إلى حركة حماس، وعملية استشهاده كانت مفاجأة لهم جميعًا".
صورة ثائر خضر
قتل ثائر بتاريخ 11-1-2010، ويروي شقيقه الأكبر أبو نبيل قصة مقتله فيقول: " كنت مع أحد الأصدقاء نجلس فوق سطح المنزل، وقد طلبت من ثائر إصلاح جهاز الكمبيوتر فذهب ليصلحه، وكذلك استأذنني صديقي للذهاب إلى موعد فذهب، وإذا بصوت انفجار قريب من المنزل بعد 5 دقائق، فأسرعت وفتحت جهاز اللاسلكي لمتابعة الأخبار، وإذا بشاب يتصل بي ويقول إن أمير المجموعة غسان الترابين كان موجودًا في مكان الإنفجار، وهو جارنا في المنطقة، وأحد أصدقاء ثائر".
ويضيف: "وصلت إلى مكان الإنفجار، فوجدت شابًا مصابًا يطلب مني الإسراع لإنقاذ من تبقى في الداخل، فذهبت ووجدت غسان الترابين صديق ثائر جثة هامدة، وبينما إنتشل غسان لفتت انتباهي ساعة الفحص التي يستخدمها ثائر في هندسة العبوات، حيث كانت معلقة على السياج من شدة الإنفجار، وبينما أبحث عن مصابين وجثث أخرى تفاجأت بأحد الشباب يقبل رأسي ويقول: أخوك ثائر استشهد وتم نقله إلى المستشفى".
وحول كيفية مقتله يضيف أبو نبيل: " تبين بعد استشهاده أن بعض الشباب استدعوه لزرع 3 عبوات ناسفة، ولكن ثائر اعتذر لأن لديه امتحانات جامعية، وبينما يقوم أفراد القسام بإعداد العبوات اتصلوا بالمسؤول عن تجهيزها وهندستها فحدث خلل في الاتصال ولم يأت، فقاموا باستدعاء ثائر لخبرته في العبوات الناسفة وتجهيزها، فذهب ثائر، وحدث الإنفجار، وحتى اللحظة لا يعرف أحد ماهية الإنفجار ولم يصدر أي تقرير عن ذلك حتى اللحظة".
ويتحدث شقيق ثائر عن خلفياته العسكرية في صفوف المقاومة، فيذكر: "لم تكن له فترة طويلة في المقاومة، ومع ذلك كانت توكل إليه مهام زرع العبوات في مناطق متقدمة جدًا، وقد نجحت بعض العمليات النوعية، لقد قام بزرع أكثر من 15 عبوة ناسفة في أماكن مختلفة".
غسان الترابين، 22 عامًا، متزوّج وزوجته حامل، وقد قتل في مهمة أخرى وصفت بـ"الجهادية" يقول والده مصلح الترابين أبو نصر الله: "الأمور غامضة بالنسبة إلينا، ولا يمكننا الحديث عن شيء لم نره لأننا كنا خارج الحدث، وما سمعناه فقط انفجار كبير تبعه انفجارات صغيرة لم نعرف أساسها وطبيعتها".
وعن سلوك غسان داخل البيت يؤكد والده أبو نصر الله: "لا يقول لي أي شيء عن طبيعة عمله، وما كنت أعرفه فقط هو أن لديهم مقر ويجلسون به باستمرار".
وفاة في انهيار رملي داخل أحد الأنفاق
غسان الترابين داخل بيته
عماد السلقاوي 25 عامًا ويعمل كمهندس معماري في بلدية دير البلح، توفي في مهمة وصفت بالجهادية، يقول أبو البراء وهو أحد المقربين منه في لقاء مع إيلاف: "انضم عماد إلى تخصص سلاح الإشارة في كتائب القسام، بسبب خبرته في هذا المجال ودراسته للكهرباء والاتصالات، وقبل استشهاده كان مسؤولاً عن مجموعات كتائب القسام في منطقه سكناه، وكل ذلك بسبب مبادرته وطرحه لنفسه للعمل في أي مجال تطلبه القيادة العسكرية".
عماد وكما يقول أقرانه، يُعتمد عليه في سلاح الهندسة على مستوى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث كانت توكل له مهمات عدة بسبب تخصصه في هندسة الاتصالات والإشراف على العبوات والتصنيع، ويضيف أبو البراء: "كان مسؤول ومهندس لمشروع كبير قامت كتائب القسام بتنفيذه، حيث كان يعد الخرائط ويرسم بالاوتوكاد عن طريق الكمبيوتر، وحتى في الحدث الذي استشهد فيه كان مسؤولاً عن العمل الذي يقوم به مع أفراد كتائب القسام".
ويقضي أفراد المقاومة أوقات طويلة للقيام بأعمال تصنيع وزرع العبوات وحفر الأنفاق، فيشير أبو البراء الى انه : "لم يكن يدخل عماد البيت إلا لأغراض خاصة مثلاً للاستحمام والنوم، أما أغلبية وقته فيقضيها في العمل داخل صفوف كتائب القسام، ويستمر عمله أحيانًا حتى الساعة الثانية صباحًا أو لصلاة الفجر".
كتائب القسام تخوض مرحلة إعداد عسكرية كبيرة خاصة بعد الحرب الأخيرة على غزة، ومن ضمن خططها المراوغة عبر الأنفاق الأرضية، ومن بينها ذلك النفق الذي توفي به عماد السلقاوي، يقول طلعت شاهين وهو أحد عناصر حركة حماس: "كان عماد يعد في هذا النفق بصفته مهندس، ويشرف عليه ضمن مجموعة، وقد غامرت كتائب القسام في الدخول إلى تلك المنطقة لحفر الأنفاق، لأن المنطقة رملية، وصعبة في الحفر".
وعن كيفية مقتله يقول شاهين: "تعرض النفق الذي كان يعملفيه عماد لانهيار رملي في الداخل، ورغم ذلك قام وبمساندة عناصر من كتائب القسام باستكمال العمل داخل النفق من خلال إعادة ترميمه ووضع البلاط على جوانبه الداخلية، وبينما يتم استكمال العمل في النفق وإصلاحه، انهال الرمل على عماد بالكامل، ولم يتمكن أحد من إنقاذه".
ويشير: "قبل الحرب الإسرائيلية على غزة بشهر تعرض عماد للموقف نفسه، ودفن لمدة نصف ساعة نتيجة انهيار رملي ولكنه نجا من تلك الحادثة".
ويعتبر أفراد كتائب القسام بأن عملهم مميز، فيقول شاهين بهذا الشأن: "لكتائب القسام تكتيكات عسكرية، فعند تنفيذ بعض العمليات قد يبدو للجميع بأن الخطط مكشوفة، ولكننا نكون قصدنا ذلك وتعمدنا كشفها للتمويه للعدو، ومن اجتهاداتنا أن أفراد كتائب القسام يجدون دائمًا موادّ أخرى بديلة لاستخدامها في تصنيع صواعق العبوات والصواريخ نظرًا لأن العدو الإسرائيلي يمنع دخول أي مادة تستخدمها المقاومة في تصنع العبوات أو الصواريخ".
وحول إطلاق مصطلح "مهمات جهادية" على مثل هذه العمليات يوضح شاهين: "الشباب يخرجون للتضحية بأرواحهم، دون أي عائد مالي، ويكون العمل في مرحلة الإعداد للعدو لذلك اعتبرناها مهمة جهادية في سبيل الله".
وتتابع حركة حماس شؤون من يقتلون في مهمات "جهادية"، فيشير: "هناك مؤسسات للحركة تهتم بعائلات الشهداء، وتكفل وتأوي العائلات التي يستشهد أبناؤها في مهمات جهادية، ولا تنسى حركة حماس الأيتام وأهالي الشهداء من المستحقات المالية".
أبو عبيدة: أخطاء عسكرية داخلية في صفوف كتائب القسام
بدوره، تحدث أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس حول مسمى المهمات الجهادية، ويقول: "نطلق مصطلح مهمة جهادية على كل عمل يقوم به المقاوم في مقاومة الاحتلال الصهيوني، سواء كان العمل مباشرًا مثل عمليات إطلاق النار، والاشتباكات المسلحة، والصواريخ، والقذائف، أو غيرها، ونحدد طبيعة تلك المهمات إذا كان الظرف متاحًا من ناحية أمنية وعملية".
ويتحدث أبو عبيدة عن سبب عدم توضيحهم لطبيعة المهمات الجهادية التي ينفذها عناصر القسام فيقول: "إذا لم نذكر تفاصيل المهمة الجهادية، واكتفينا بذكر أنها مهمة جهادية فنحن نكون معنيين بعدم ذكر التفاصيل حفاظًا على سريّة العمل، وحتى لا يتم الكشف عن أساليب المقاومة وخططها، إلا إذا كان الظرف متاحًا من ناحية أمنية فنعلن ونحدد طبيعة تلك المهمات".
وعن التقسيمات العسكرية داخل كتائب القسام يوضح: "لدينا تشكيلاتنا العسكرية الداخلية، وما زلنا في إطار الإعداد والتنظيم لأننا في مواجهة مع الاحتلال، ولكننا لا ننشر أسماء وحداتنا في كتائب القسام، ونؤكد وجود تلك الوحدات، فكل وحدة تقوم بعملها الخاص المطلوب منها".
ويعترف أبو عبيدة بالأخطاء التي يرتكبها أفراد المقاومة خلال فترة الإعداد وتصنيع العبوات فيقول: "لا شك بأن هناك أخطاء عسكرية داخلية، فهذا أمر يحدث في كل جيوش العالم، وكذلك مع المقاومة الفلسطينية ولا سيما أن الإمكانات ليست متطورة بدرجة كبيرة، فبعض الأخطاء العسكرية قد تحدث أثناء العمل مثل إنفجار عبوات أو غير ذلك".
*** الصور خاصة بايلاف
التعليقات
مصائب قوم عند قوم
رمزي -أمر يدعو للأسف الشديد أن يذهب شباب في عز نشاطهم وعنفوانهم ضحية أفكار بالية بداعي تحرير تراب الوطن.. يدفع بهم للموت قادة يجلسون فوق ملايين الدولارات وينكحون ما طاب لهم من النساء ولهم فلل وقصور في أرقى وأجمل مناطق العالم وليس أمامهم سوى أن يحرقوا شباب وطنهم ويجعلوا منهم حطبا لأفكارهم الابئسة المريضة بداعي المقاومة هؤلاء الشباب كان يمكن أن يؤسسوا عائلات ويبنوا حياة وينشؤا وطنا من خبرتهم ويحرروه بأفكارهم النيرة وليس بحفر أنفاق يتسفيد منها قادتهم للتهريب .. أمر يدعو للحزن أن يقتل شاب جامعي يدرس الفيزياء أو الهندسة ويفتخر ولي أمره بذلك .. فعلا مصائب قوم عند قوم فوائد .. أريحونا من جعجعات كلامكم عن مقاومة المحتل وصنع العبوات وزرعها أزرعوا بدلا منهم قيم مجتمع راقي وازرعوا بدلا منها علماً يفيد أجيالكم القادمة ولاتزرعوا شراً باسم المقاومة.. المقاومة الفارطة أمام عدو كبير يريدها أن تأتي له على طبق من فضة وبذلك نعطيه مبررا ليصفي خيرة شباب الوطن وهو يشترك مع قادة هؤلاء الشباب المغرر بهم والا ليذهب أحدهم ليزرع بنفسه عبوة أو يجاهد كما يدعون ..
ابادة المرتزقة
قشمر العراقي -مخالف لشروط النشر
للشّرفاء فقط
maher -فزتم و رب الكعبة في الفردوس الأعلى إنشاء الله