أخبار

ساركوزي في مهمة مصالحة في كيغالي وصداقة في الغابون

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: يعود نيكولا ساركوزي الاربعاء الى افريقيا لطي صفحة بعد 16 سنة من عملية الابادة التي عكرت الاجواء بين فرنسا ورواندا و"يبارك" الغابون "الجديدة" التي يقودها ابن عمر بونغو.

وتشكل الجولة الافريقية التي تستغرق يوما في فرانسفيل وليبرفيل ثم ثلاث ساعات في كيغالي، على غرار الجولات السابقة تحديا كبيرا لان الرئيس يزور بلدا افريقيا يعتبر من اقرب الدول الى فرنسا لدعم الصداقة القديمة وآخر عضوا في الكومنولث تعبيرا عن القطيعة وباختصار تعبيرا عن سياسة ما زالت تتردد في التخلص نهائيا من "فرنسا الافريقية" وما يواكبها من رواسب الاستعمار.

حتى وان كانت رمزية، فان اول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي الخميس الى رواندا منذ عملية الابادة، تشكل النقطة الابرز في هذه الجولة التي ياتي ساركوزي خلالها ليضع حدا نهائيا لخلاف دبلوماسي وقضائي مع نظام بول كاغامي وفتح مرحلة جديدة في جهود "المصالحة" التي بدات سنة 2007 وطي نهائيا صفحة الخلافات في افريقيا.

وقطعت رواندا علاقاتها مع فرنسا سنة 2006 بعد ان اصدر القاضي جان لوي بروغيير مذكرة توقيف بحق تسعة شخصيات مقربة من الرئيس التوتسي الرواندي للاشتباه في تدبيرهم الاعتداء الذي اودى بحياة سلفه الرئيس الهوتو جوفنال هابياريمانا في 1994 وكان الشرارة التي فجرت الابادة واسفرت عن سقوط 800 الف قتيل حسب الامم المتحدة، اغلبيتهم الساحقة من فصيل الهوتو.

وادى ذلك الحادث الى تشديد حدة موقف نظام كيغالي من باريس منذ 1994 التي يتهمها بمساعدة منفذي عملية الابادة وهو ما تنفيه بشدة فرنسا التي كانت تدعم نظام هابياريمانا في وجه حركة تمرد كاغامي الذي كان في المنفى.

ورغم ذلك التصعيد لم ينقطع الحوار الذي استانفه نيكولا ساركوزي حتى ادت مقابلتان "صريحتان ومباشرتان" مع بول كاغامي في 2007 و2008 الى تسوية الخلاف.

وبعد ذلك ساهمت سلسلة من الخطوات القضائية المواتية في استئناف العلاقات عقب زيارة خاطفة قام بها الى كيغالي في تشرين الثاني/نوفمبر الرجل الثاني في الاليزيه كلود غيان.

وفي نهاية طريق محفوف بالمخاطر يصل نيكولا ساركوزي الى المستعمرة البلجيكية السابقة وهو يشعر بالارتياح على تخلصه من مشكلة كانت تؤرق فرنسا التي تريد استئناف التعاون مع منطقة البحيرات الكبيرة في افريقيا عند حدود كيفو الكونغولية التي تزخر اراضيها بالمناجم.

واعرب مصدر رسمي في باريس عن الارتياح لان "هذه المصالحة مع رواندا تلغي عنصر ازعاج كبير كان يشوب سمعة فرنسا في مجمل القارة لاتهامها بالتواطؤ في الابادة".

ويقول الطرفان انهما "طويا الصفحة" لكن اجواء زيارة الرئيس ما زالت متوترة الى حد ما وستكون حركاته وكلماته تحت المجهر لان في كيغالي ما زال ضحايا الابادة يطالبون ب"اعتذارات" فرنسية بينما يعبر سياسيون وعسكر في باريس عن قلقهم بعبارات متسترة من ثمن المصالحة.

وقد تحدث ساركوزي الذي لا يعبر عن ندم عادة، قبل سنتين عن "ضعف واخطاء" فرنسا في هذا الشان لكن مقربين منه توقعوا ان "يقول اشياء قوية دون ان يقدم اعتذارات".

الا ان الطريق التي تؤدي بالرئيس الى الغابون الاربعاء للمرة الثالثة منذ انتخابه، تعتبر اقل مجازفة.

وبعد ثمانية اشهر من وفاة "العميد" عمر بونغو الذي كان يعتبر امين سر فرنسا في افريقيا تريد باريس ان تجعل من ابنه علي الذي تطعن المعارضة في انتخابه، واجهة سياسيتها الافريقية الجديدة وتعتبره الرئاسة الفرنسية "نموذج سياسة عصرية اكثر من ذي قبل ومتخلصة من ملابسات الماضي".

وسيوقع ساركوزي في ليبرفيل اتفاقا دفاعيا مجددا مع نجل بونغو كما سيزور ضريح والده.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف