الهاشمي يحذر من تبني المحاصصة في الحكومة المقبلة

حذّر الهاشمي من تكرار تبني المحاصصة الطائفيّة في تشكيل الحكومة العراقيّة المقبلة والتوجه نحو التوافق السياسي. كما اعتبر عمليّة إستبعاد المطلك من الإنتخابات تقف وراءها حسابات سياسيّة بهدقف إضعاف القائمة العراقيّة، وعمّا إذا كان سيترشح لمنصب رئيس الجمهورية إعتبر أنه يملك المؤهلات والمواصفات ولكنه ترك خيار إنتخابه للشعب العراقي.

بغداد: حذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي من تكرار تبني اسلوب المحاصصة الطائفية في تشكيل حكومة عراقية مقبلة واصفا التجربة الماضية بانها كانت "بائسة" وانها ستعيد العراق الى مربع الصراع الطائفي. ووصف الهاشمي عملية استبعاد السياسي العراقي السني صالح المطلك من الانتخابات المقبلة بانها ذات دوافع وحسابات سياسية كانت تهدف التأثير على القائمة الانتخابية العراقية التي ينتمي اليها الهاشمي والمطلك ويترأسها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي.

وقال الهاشمي ان المطلوب الان لتشكيل حكومة مقبلة هو التوافق السياسي وليس المحاصصة الطائفية " والا سوف تواجه العراق مشكلة اربع سنوات قادمة تذبح فيها المهنية ولا نرتقي بها... وسيكون من المؤسف ومن الخطأ بعد كل هذه التجربة ان نعيد نفس التجربة البائسة التي بنيت عليها الحكومة (قبل اربع سنوات)." ورغم اعتراف الهاشمي بان المشهد السياسي الحالي لا يختلف كثيرا عن المشهد الذي سبق الانتخابات البرلمانية قبل ما يقارب اربع سنوات الا انه قال ان "التحدي اليوم هو في كيفية كسر الاستقطاب الطائفي."

وكان الهاشمي قد تنحى عن قيادة الحزب الاسلامي العراقي قبل عدة اشهر ومن قيادة جبهة التوافق البرلمانية السنية. وعلى اثرها شكل الهاشمي قائمة تجديد الانتخابية لينضم بعد ذلك الى القائمة العراقية التي يترأسها علاوي والتي توصف على انها القائمة العلمانية في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي يؤمل اجراؤها في السابع من الشهر المقبل. ودافع الهاشمي الذي يستعد للقيام بجولة على عدد من الدول العربية يبدأها بمصر وتشمل الاردن وسوريا عن زيارة رئيس الحكومة السابقة اياد علاوي للمملكة العربية السعودية واصفا اياها بانها "لا تحمل دوافع او بعدا سياسيا".

وكان علاوي قد زار قبل يومين السعودية والتقى خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله. وانتقدت اطراف سياسية عراقية منافسة لعلاوي الزيارة وشككت بتوقيتها واعتبرت انها تفتح الباب امام تدخلات في الشأن العراقي. وقال الهاشمي ان "الهًم العراقي يهم كل دول الجوار ويهمنا وجهات نظرهم وليس تدخلهم في الشأن الداخلي." واضاف ان "السبب الرئيس" لجولته المقبلة لعدد من الدول العربية هي اللقاء بالناخبين العراقيين في هذه الدول "اضافة الى ان هناك الكثير من المصالح المشتركة بين العراق وبين هذه الدول تستدعي منا مثل هذه الزيارة."

ومضى يقول "الزيارات لمحافظات العراق الان لا تختلف عن زيارة اي مرشح لدول الجوار واللقاء بالعراقيين المقيمين في دول الجوار.... من الضروري جدا ان يقوم المرشح باللقاء بناخبيه في الخارج ولا اعتقد ان مثل هذه اللقاءات تندرج من خلال التدخل بالشؤون الداخلية." وترجح تقديرات الامم المتحدة عدد العراقيين المقيمين في سوريا والاردن ومصر بما يقارب المليونين. واعلنت المفوضية العراقية المستقلة قبل ايام انها انتهت من فتح عدد من مراكز الاقتراع في هذه الدول لتسهيل مهمة انتخابات العراقيين المقيمين على اراضيها.

وانتقد الهاشمي عملية استبعاد المطلك من الانتخابات المقبلة بعد شموله باجراءات المساءلة والعدالة واصفا العملية بانها "تقتصر الى السند القانوني ... ولم يكن لها مايبررها وانها تمثل خسارة كبيرة للقائمة العراقية في الانتخابات... وانها جاءت بناء على موقف سياسي في اطار حسابات سياسية للتاثير على هذه القائمة وجرها الى معارك جانبية." كما انتقد الهاشمي اداء الحكومة العراقية للسنوات الاربع الماضية وقال "العراق الان لديه سجل سيء في حقوق الانسان وسجل سيء في النزاهة وفي الفساد."

واضاف ان الحكومة العراقية فشلت في مشروع المصالحة الوطنية الذي تبنته غداة تسميتها في العام 2006 وانها "سجلت اخفاقا غير مسبوق في هذا المشروع." ومضى يقول "حتى الان لا توجد نية او ارادة حقيقة لاجراء مصالحة حقيقية ... وان هذا المشروع تمت المتاجرة به سياسيا وتم هدر المليارات من الدنانير العراقية وفي نهاية المطاف لم نحقق شيئا في هذه المشروع." وأيد الهاشمي تسمية رئيس جمهورية عراقي للمرحلة المقبلة وقال " هوية العراق عربية ومعروفة واستطلاعات الرأي تشير ان العراقيين في مختلف المحافظات يتمنون ان يكون على رئاسة الجمهورية القادمة رئيس عربي."

وفي سؤال فيما اذا كان سيقدم نفسة لمنصب رئيس الجمهورية للسنوات الاربع القادمة قال "لدي القدرة والامكانية والرغبة في ان اخدم اهلى للسنوات الاربع القادمة ولدي من المؤهلات مايؤهلني لان اتقلد وظيفة واخدم اهلي الخدمة التي يتمنون." لكنه قال " الموضوع يترك للشعب العراقي وللتوافقات السياسية فيما بعد الانتخابات." وتوقع الهاشمي فوز قائمته العراقية في الانتخابات المقبلة وقال "انا متأكد ان فرصة العراقية هذه المرة ستكون واعدة والفوز سيكون كاسحا وغير مسبوق يثلج الصدر... وان القائمة العراقية لديها فرصة حقيقية للفوز هذه المرة."

ووصف برنامج القائمة العراقية بانه "عابر للقوميات والاديان والمذاهب وان هذه القائمة ستكتب الخلاص ومستقبلا واعدا للشعب العراقي خاليا من الظلم وخاليا من العنف وخاليا من الفساد ولديها البرنامج الكامل والرؤيا الكاملة لعلاج المشاكل في العراق." واكد الهاشمي ان العراق بمكوناته الشعبية "تجاوز مرحلة احتمال الانزلاق لحرب اهلية ذات طابع طائفي" لكنه قال ان المشكلة التي تعصف بالبلاد الان موجودة بين "النخب والاحزاب السياسية" محملا اياها مسؤولية عدم الاتفاق لحل هذه المشاكل.