الفرا: العودة الفتحاوية إلى غزة تعزز المصالحة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
غزة: لم يستبعد محافظ خان يونس والقيادي في حركة فتح الدكتور أسامة الفرا، بأن تساهم عودة العديد من قيادات حركته إلى غزة، في كسر حالة الجمود التي تمر بها الساحة الفلسطينية بسبب الانقسام في أعقاب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عسكرياً وخروج أكثر من 1500 فلسطيني بينهم قيادات حركة فتح خارج غزة.
وقال الدكتور الفرا الذي عاد مؤخرا إلى غزة لـ"إيلاف" أنه يجب أن تغليب المصلحة الوطنية على أي مصلحة حزبية، وأضاف:"فالشعب الفلسطيني بات أكثر المتضررين بسبب الإنقسام الذي حال دون إعادة بناء ما دمره الإحتلال الإسرائيلي خلال حربه الأخيرة على قطاع غزة قبل سنة وشهرين من الآن.
وأضاف محافظ خان يونس والقيادي في حركة فتح أن الدول المانحة "معنية بعدم تقديم المساعدات النقدية أو العينية في ظل الإنقسام الحاصل بين حركتي فتح وحماس، فعلى الرغم من إحكام إسرائيل لحصارها على الفلسطينيين، إلا أن هناك مشاريع وبرامج أخرى يمكن العمل بها بالتعاون مع الجهات الداعمة للعشب الفلسطيني".
وكشف الدكتور الفرا أن الأيام القادمة "ستشهد عودة مجموعة من كوادر حركة فتح إلى قطاع غزة على رأسهم عضو اللجنة المركزية للحركة صخر بسيسو وعدد آخر من أعضاء اللجنة من سكان الضفة الغربية، إضافة لعدد من أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح. وقال "يجب أن نمضي جميعًا إلى هذه العودة على أساس أنها تعزز من تحقيق المصالحة، وأن يكون هناك فرصة لالتقاء قيادات من حماس وفتح لانجاز هذا الموضوع". وأوضح أنهم لن يدخروا جهداً نحو تعزيز المصالحة بين الحركتين في حال الإلتقاء بين قيادات الحركتين.
وأستولت حركة حماس على كافة محافظات قطاع غزة الخمسة بعد أشهر من سيطرتها على قطاع غزة. فيما اعتقلت كلاً من محافظ غزة محمد القدوة ومحافظ خان يونس الدكتور أسامة الفرا لأكثر من ثلاثة أشهر. ثم غادرا غزة، وعادا قبل أربعة أيام مع محافظ رفح زهدي القدرة والعميد فاطمة البرناوي.
وأكد محافظ خان يونس أنه من الصعب مزاولة عمله كمحافظ. وقال لإيلاف "المحافظة منوط عملها بكافة شرائح المجتمع ولم تقتصر فقط على حزب أو تنظيم لوحدة، ولذلك سيكون من الصعب التعامل مع المواطنين داخل المحافظة والذي يبلغ تعدادهم أكثر من 300 ألف فلسطيني يسكنون خان يونس، جنوبي قطاع غزة".
وأشار الدكتور الفرا إلى أن المناطق الشرقية للمحافظة التي تقع على الحدود مع إسرائيل "بحاجة ماسة للوقوف بجانبهم مع تواصل إسرائيل لهدم منازلهم وتجريف أراضهم الزراعية التي يعتمدون عليها كمصدر رئيسي لهم. وقال لإيلاف "العمليات العسكرية الإسرائيلية لم تتوقف منذ سنوات، بل وزادت خلال الأسبوع المنصرم بشكل ملحوظ على الحدود مع قطاع غزة بما فيهم محافظة خان يونس"، معرباً عن أمله في الشروع لإعادة إعمار ما دمرته الدبابات والجرافات الإسرائيلية على المناطق الحدودية المتاخمة لها.
ولم يستبعد القيادي في حركة فتح الدكتور الفرا، أن تزيد إسرائيل من ضرباتها العسكرية في قطاع غزة لإلهاء الرأي العام العالمي الذي أنّبها بعنف على إقدامها بإستغلال جوازات سفر لمواطنين أوروبيين لإستخدامها في إغتيال القائد العسكري في حركة حماس محمود المبحوح في إمارة دبي الشهر الماضي.
وكانت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية قصفت يوم أمس مناطق مفتوحة في منطقة السودانية شمال قطاع غزة، دون وقوع إصابات، في حين أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة وقذائفها تجاه مراكب الصيادين في منطقة السودانية، أدى إلى ترك الصيادين البحر خوفا على سلامتهم.
وأكد محافظ خان يونس، ثاني اكبر محافظة في قطاع غزة، أن إسرائيل لن تتواني للحظة عن استهداف الإنسان الفلسطيني. وقال "يعبثون في مصادر رزق المزارعين، ويدمرون الأراضي الزراعية على الدوام، حتى يبقى المواطن أسير الفقر والجوع والبطالة"، معتبراً أن إسرائيل جاهزة على الدوام بمبررات لتنغيص حياة الفلسطينيين. وقال "كلما شعر قادتها بمواقف محرجة سلوكياً أو إدارياً، يبدؤون بحملات عسكرية على المناطق الفلسطينية لإشغال الرأي العام عما يقترفونه من فساد مالي وسياسي".
وكان القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار أعلن في وقت سابق أن حركته لن تسمح لعدد من قادة السلطة بالعودة إلى قطاع غزة حال التوصل إلى اتفاق للمصالحة. وقال "مخطئ من يظن أننا سنعيد إلى غزة بعد المصالحة من خان وطنه وشعبه وقتل من أبناء فلسطين بغير حق". في إشارة إلى عدد من قيادات حركة فتح تتهمهم حماس بإثارة الفتنة والتحريض على القتل قبل سيطرتها على قطاع غزة منتصف سنة 2007م.
وأضاف القيادي في حماس أن "مثل هؤلاء لن يكون لهم موطئ قدم، ومن سيتصدى لهم ليس حماس، وإنما أبناء الذين أخذوهم إلى الأجهزة الأمنية وفرق الموت وجعلوهم يرتكبون الجرائم ويقتلون ويُقتلون". ورأى الزهار أن ميزان القوى إختلف تماماً وقال "لن تكون هناك مربعات أمنية بعد اليوم".
إلا أن عضو المجلس الثوري الفلسطيني ومحافظ خان يونس الدكتور أسامة الفرا، قال "تواجدنا هنا بين أبناء شعبنا، يقلّص من حالة التشنج القائمة بين حركتي فتح وحماس، وتساهم بتذليل العقبات أمام إتمام المصالحة بينهما، فلا يوجد قانون في العالم يمنع مواطن من عودته إلى بلدة. ومع هذا فإن الإتفاق على إنهاء الإنقسام سيزيل بالتأكيد كافة الأمور الثانوية العالقة بين حركتي فتح وحماس".