أخبار

شكوك تحيط بالسلام بين الطوائف بعد إنتخابات العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بغداد: قد تحقق الانتخابات العراقية التي تجري الشهر القادم الوحدة والسلام اذا اعتقد السنة أنهم حصلوا على نصيب عادل في إدارة الشؤون الوطنية لكن الخطاب الطائفي الذي يتسم بالتشكك قبل الانتخابات يمكن أن يضعف إمكانية تحقيق هذه النتيجة.

وأذكى إستياء العرب السنة لفقد وضعهم الذي كان مميزا ذات يوم في عهد الرئيس الراحل صدام حسين سنوات من أعمال العنف وإراقة الدماء مع الاغلبية الشيعية بالعراق وقد قاطع الكثير من السنة الانتخابات العامة التي أجريت عام 2005 وهيمن عليها الشيعة.

وبعد أن أنهكتهم سنوات من العنف منذ ذلك الحين يقول السنة والشيعة العراقيون في الشارع إنه ليس هناك نزاع بين بعضهم البعض ويأمل السنة في أن يمنحهم المزيد من المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تجري في السابع من مارس اذار دورا أكبر في حكم العراق.

لكن الساسة لجأوا لاذكاء المخاوف الطائفية لكسب أصوات وليس واضحا ان كان المرشحون السنة المنتشرون بكثافة ضئيلة بين الائتلافات المختلفة سيحصلون على صوت سياسي يمكن أن يؤدي الى خفض الدعم للجماعات السنية المتشددة مثل تنظيم القاعدة.

وقال فاروق احمد وهو سني بعد أداء صلاة الجمعة مؤخرا في أحد اكبر مساجد السنة ببغداد "اذا لم تحقق هذه الانتخابات توازنا في القوى بين السنة والشيعة فان الحرب الاهلية اتية." وحث عبد الستار عبد الجبار وهو امام السنة الذين كانوا يستمعون لخطبته بالمسجد على الادلاء بأصواتهم.

وقال "لو حدث تغيير نكون قد حققنا هدفنا. ان لم يحدث نكون قد حاولنا على الاقل." أنشأت بريطانيا العراق الحديث الذي كان يعرف في العالم القديم باسم ميزوبوتاميا من أطلال الامبراطورية العثمانية عام 1920 بموجب تفويض من عصبة الامم. وأصبح العراق جمهورية عام 1958 حين اغتيل الملك وولي العهد ورئيس الوزراء. وجاءت سلسلة من الانقلابات العسكرية العنيفة بمجموعة متعاقبة من الحكام العسكريين حتى الاطاحة بصدام عام 2003 .

وانخفضت أعمال العنف انخفاضا حادا بالعراق في العامين الاخيرين لكن التفجيرات وحوادث اطلاق الرصاص لا تزال شائعة وينحى باللائمة في كثير من الهجمات على تنظيم القاعدة وجماعات اسلامية سنية متشددة أخرى أو أعضاء حزب البعث المحظور الذي هيمن عليه السنة وكان مسيطرا في عهد صدام.

وباستثناء المكاسب الامنية لا تملك الحكومة التي يقودها الشيعة والتي تولت الحكم عام 2006 سوى بضعة انجازات لتتباهى بها. وهناك نقص في الخدمات الاساسية واعادة الاعمار بدأت بالكاد والفساد منتشر على نطاق واسع.

وقال نصر كاظم وهو موظف حكومي شيعي بينما كان جالسا بأحد المقاهي في بغداد " شهد الشيعة حكومة يهيمن عليها الشيعة ولم يأت من ورائها خير... الطائفية انتهت. رجل الشارع يريد الامانة والكفاءة." غير أن الكثير من زعماء الشيعة لم يظهروا الكثير من حسن النوايا تجاه السنة الذين ربما يمثلون ربع السكان.

وأذكى قرار اتحذته هيئة يسيطر عليها نواب شيعة الشهر الماضي بمنع خوض المرشحين الذين لهم صلات مزعومة بحزب البعث من خوض الانتخابات اتهامات السنة بمحاولة تهميشهم. وقال النائب السني وثاب شاكر انه يجب عدم الخلط بين المصالحة السياسية والمصالحة في المجتمع الاوسع نطاقا فالاخيرة حققها العراقيون بأنفسهم لكن المصالحة السياسية لم تتحقق. وألقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وساسة شيعة بارزون اخرون بثقلهم وراء منع المرشحين وأشاروا الى مؤامرات مزعومة لم يذكروا تفاصيل عنها يحيكها البعثيون للعودة الى الحكم.

وقد تخطب هذه الخطوة ود الناخبين الشيعة والاكراد الذين عانوا من قمع وحشي على يد حزب البعث وتثبت فعالية في جمع الناخبين حول الهوية الطائفية لكنها تلهيهم عن قضايا ملحة مثل الخدمات الاساسية والحكم الرشيد. وقال المحلل السياسي حازم النعيمي ان معظم العراقيين بسطاء ورجعيون ويستجيبون للاشارات المتشددة.

وحتى اذا أدلى المزيد من السنة بأصواتهم الشهر القادم وانتخب عدد اكبر منهم فان فعالية هذا في منح السنة مساحة الدور الذي يبتغونه في السياسة العراقية ليست واضحة. والمرشحون السنة موزعون بين عدد من الجماعات في الانتخابات مقابل التكتلات الشيعية والكردية الكبيرة.

ويقول محللون ان الكثير من السنة في الائتلافات ليسوا سوى "رموز" ستستغل لاضفاء مظهر الشرعية غير الطائفية على الجماعات التي يغلب عليها الشيعة والاكراد وليس لمنح السنة صوتا حقيقيا. وقال يحيى الكبيسي الباحث بمعهد الدراسات الاستراتيجية بالعراق انه سيكون هناك دور مهم للسنة لكنهم سيكونون ضعفاء ككيان على الساحة السياسية. وعبر عن اعتقاده بأن العرب السنة لن يهملوا لكنهم سيكونون خارج اللعبة السياسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف