أخبار

بعد "السلام".. حرب ونزوح في دارفور

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد إتفاقية الهدنة في الدوحة، كثف السودان عملياته العسكريّة في دافور ما أدى إلى نزوح مدنيين.

الخرطوم: كثف السودان خلال الايام الاخيرة عملياته العسكرية في جبل مرة في قلب دارفور، وهو معقل قبيلة فور وحركة تحرير السودان المناهضة لعملية السلام ، ما ادى الى نزوح عشرات الالاف من المدنيين. وظلت منطقة جبل مرة هادئة نسبيا منذ ان اندلعت في العام 2003 الحرب الاهلية في دارفور التي اوقعت 300 الف قتيل وادت الى نزوح قرابة 2,7 مليون شخص وفقا للامم المتحدة.

ولكن منذ شهرين تدهور الوضع الامني في معقل حركة تحرير السودان التي يتزعمها عبد الواحد نور، وهو قائد شاب من قبيلة فور، الاهم تاريخيا بين قبائل دارفور والتي اعطت الاقليم اسم. ووقعت معارك بين قادة عسكريين مؤيدين للانضمام الى عملية السلام والمفاوضات التي جرت في الدوحة وقادة اخرين معارضين لها. وقاطع عبد الواحد نور هذه المفاوضات رغم محاولات الوسطاء لاقناعه بالانضمام اليها.

واثناء المفاوضات التمهيدية في الدوحة قام الجيش السوداني ببضع عمليات توغل في جبل مره ضد رجال عبد الواحد نور الذي قال هذا الاسبوع لوكالة فرانس برس ان الحكومة "تهاجمنا للضغط علينا حتى نذهب الى طاولة المفاوضات في الدوحة". ووقعت حكومة الخرطوم مع الحركة الثانية الكبرى في دارفور، حركة العدل والمساواة، اتفاقا لوقف اطلاق النار الثلاثاء في الدوحة واتفقا على توقيع السلام النهائي قبل الخامس عشر من اذار/مارس المقبل.

وامس الاربعاء، اكد الرئيس السوداني عمر البشير، الذي يسعى لطرح نفسه خلال الانتخابات المقبلة في نيسان/ابريل كمرشح السلام بعد ان اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، ان "الحرب في دارفور انتهت". في الوقت ذاته، كانت القوات الحكومية تدخل مدينة دريبات وهي اكبر مدن جبل مرة، كما قصف الطيران السوداني مواقع رجال عبد الواحد نور، بحسب حركة تحرير السودان.

وتعرضت مدينة دريبات التي يقطنها 50 الف شخص لهجوم الاربعاء ادى الى فرار جماعي للسكان ليرتفع بذلك عدد النازحين في المنطقة الى 100 الف، بحسب ما اكدت منظمة اطباء العالم غير الحكومية الفرنسية في بيان اصدرته.

وقال الناطق باسم مكتب الامم المتحدة للمساعدة الانسانية في الخرطوم سام هندركس لوكالة فرانس برس "يحتمل ان يكون هناك عدد كبير من النازحين ولكننا لا نستطيع تأكديه لاننا لا نستطيع بعد تقويم الوضع على الارض فمازالت تدور معارك". واضاف ان "هدفنا الرئيسي هة الوصول الى هذه المناطق النائية". وصرح المحلل المتخصص في شؤون السودان في مجموعة الازمات الدولية فؤاد حكمت ان "هناك صلة بين المعارك في جبل مره واتفاق الدوحة والانتخابات السودانية، انها الزوايا الثلاث لمثلث واحد".

وتابع ان "حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) يأمل في مناخ مستقر في دارفور من اجل اجراء الانتخابات في نيسان/ابريل" وهو ما يفسر اتفاق السلام مع حركة العدل والمساواة ولكنه يفسر ايضا الهجوم على المتمردين المناهضين لاتفاق السلام من اجل ارغامهم على الجلوس الى مائدة التفاوض. واذا لم تنجح هذه الاستراتيجية، فيمكن ان تحاول القوات الحكومية "القضاء" على قوات عبد الواحد نور.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف