أخبار

اطفال بدو يبحثون عن مستقبلهم في مدرسة في الضفة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أصدرت السلطات الإسرائيلية أمرا بإزالة مدرسة إبتدائية للبدو بحجة إقامتها على أرض تحت السيطرة الإسرائيلية

عرب المليحات: يتجمع حوالى 64 طفلا وطفلة في مدرسة ابتدائية للبدو الرحل بمحاذاة جبل صحراوي في الضفة الغربية يتحدون البيئة في صفوفهم المتواضعة ويتمنون الا تتم ازالة مدرستهم من قبل السلطات الاسرائيلية.
وتلقى البدو في ذلك التجمع القريب من مدينة اريحا في الضفة الغربية بلاغا من قبل الادارة المدنية الاسرائيلية يمهلهم وقتا لازالة المدرسة وجامع اقامهما هناك البدو الذين يطلق عليهم اسم "عرب المليحات".

وحسب البلاغ العسكري الاسرائيلي الذي اظهره مدير المدرسة تيسير دراغمة فان البدو مطالبون بازالة المدرسة لانها اقيمت على اراض تقع تحت السيطرة الاسرائيلية وتبتعد امتارا عن خزان مائي بني لصالح مستوطنة يهودية قريبة.
ويبدو الاطفال سعداء وهم يلعبون كرة القدم في ساحة مليئة بالحجارة امام المدرسة رغم ان البيئة التي يعيشونها تفتقر الى كثير من اساسيات المدارس.

وما يتمناه التلامذة في تلك المدرسة ليس سوى الابقاء على مدرستهم وتزويدها باجهزة تبريد لان الوضع في صفوف المدرسة لا يطاق في فصل الصيف.
وتتكون المدرسة من سبعة كرافانات حديدية وساحة مفتوحة. وقد رسم على واجهة احد الصفوف علم فلسطيني كبير.

وتبدو المدرسة كأنها ثكنة عسكرية للجيش وليست مدرسة اطفال الا انها تختلف عن الثكنة في ان حدودها مفتوحة وليست مغلقة.
ولا يوجد دورة مياه لتلامذة المدرسة ومن اراد قضاء حاجته، عليه ان يختار مكانا بعيدا عن الانظار. لكن اقيم حمام متنقل للمدرسين مثل الحمامات التي يستعملها الجنود عند الحواجز العسكرية.

وقالت التلميذة مرام احمد (14 عاما) التي تتمنى ان تصبح طبيبة نفسانية، بانها تتمنى وجود مكيفات هواء داخل صفها (الثامن). واضافت "في ايام الصيف تكون الحرارة داخل الصف لا تطاق".

وقالت "اتمنى ان يكون لدينا مختبرا وطاولات جديدة".

ويتمنى الطالب صالح عطا (13 عاما) ان يصبح طبيبا عاما مثل اخيه عرفات الذي تخرج قبل ايام من احدى جامعات القاهرة وكان تعلم في نفس المدرسة.
ويقول "اتمنى ان يتم تثبيت المدرسة والا يزيلها الاحتلال".

ويعمل في التدريس في المدرسة عشرة موظفين يتلقون رواتبهم من الحكومة الفلسطينية، الا انهم يقطعون مسافات طويلة صباح كل يوم للحاق بمدرستهم.
ويؤكد مدير المدرسة تيسير دراغمة (42 عاما) الذي يأتي يوميا من بلدة طوباس شمال الضفة الغربية، انه سعيد جدا في عمله.

وقال "انا سعيد لاني اشعر في كل تقدم نحرزه هنا بانني حققت شيئا مميزا واحب عملي هذا لانه نوع من المغامرة، ان تأتي كل هذه المسافة لادارة مدرسة في منطقة نائية".

واكد دراغمة انه نجح خلال ثلاث سنوات من عمله في ادارة المدرسة، في تثبيت الهيئة التدريسية في العمل في المدرسة بعدما اقنع اهالي التجمع البدوي بابقاء ابنائهم في المدرسة في حال انتقالهم الى منطقة اخرى.
واضاف ان "اهالي الطلبة اعتادوا عند ترحالهم صيفا الى مناطق باردة، نقل ابنائهم معهم، لكن الان يبقون على ابنائهم في المدرسة رغم تنقل الاهالي بعد ان وفرنا لهم وسائل لنقل الطلبة الى المدرسة من الاماكن الجديدة التي انتقلوا اليها".

واشار دراغمة الى ان وزارة التربية والتعليم بذلت جهدا كبيرا لجلب هذه الكرافانات قبل حوالى شهر بعدما كانت عملية التدريس تجري في كرافانات خاصة بالاغنام.

وقد تأسست هذه المدرسة في 1969 وكانت تتألف من صف واحد في البداية، قبل ان تصبح على ما هي عليه الان.

وانهمك مدرس اللغة العربية محمد شريتح (35 عاما) في تدريس طلبة الصف الاول في المدرسة. وقد القى درسا بعنوان "وطن الحرية" طلب فيه من الطلبة كتابة ما كتبه على اللوح.

وكان الاستاذ كتب "خرجت وفاء من السجن فرحت ام وفاء كثيرا، احتفل الجيران بخروج وفاء من السجن. قالت الام سيخرج امين ونكمل فرحتنا".

وقال المعلم شريتح الذي يأتي صباح كل يوم، منذ 14 عاما من قريته المزرعة الغربية في رام الله للتدريس في المدرسة النائية، انه لن يسعى مطلقا لتغيير مكان عمله رغم ما يكلفه ذلك من عناء.
واضاف "ما ان بدأت عملي في هذه المدرسة حتى شعرت ان الاطفال هنا لديهم رغبة في التعلم بشكل غير طبيعي، لذلك دفعني شعوري بالعطف عليهم ان ابقى معهم خصوصا. انهم طلبة يعيشون في منطقة نائية ومهملة".

وتنتشر في ذلك التجمع اكواخ تضم ما بين 450 و500 فلسطيني من البدو الرحل يعيشون حياة بدائية لكن اطفالهم يسعون الى التعلم والبحث عن حياة افضل.

وقال عطا سليمان (49 عاما) وهو من سكان التجمع البدوي الذي يحرص على زيارة المدرسة يوميا ان "حياتنا صعبة ونأمل ان يكون لدينا ارض نسكن عليها ونثبت فيها بدلا من حياة التنقل والترحال".
واضاف "صعبت حالنا اكثر حينما فقدنا فرص العمل بعد الاغلاقات الاسرائيلية".

وفي المدرسة عدد من الطالبات.
وقال سليمان ان "المشكلة لدينا هي ان الفتاة تجد صعوبة في تكملة دراستها بعد المدرسة الابتدائية هنا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف