أخبار

أمانو يواجه توتراً متزايداً مع ايران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سيتبنى الرئيسي الجديد للوكالة الذريّة نهجاً أكثر صرامة في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني .

فيينا: سيتبنى الرئيس الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية نهجا اكثر صرامة تجاه ايران خلال اجتماع للدول الاعضاء يبدأ يوم الاثنين حيث تلوح الخلافات في الافق بشأن اشارته الى أن طهران ربما تحاول تصميم سلاح نووي. ومن المرجح أن تجادل ايران بأن يوكيا امانو يفتقر للكفاءة والاستقلالية عن القوى الغربية التي تريد فرض عقوبات اكثر صرامة عليها مع تزايد التوتر بشأن رفعها مستوى تخصيب الوقود والشكوك حول اجراء أبحاث غير مشروعة لانتاج قنبلة ذرية.

وينتظر أن يعرض امانو الذي تسلم رئاسة الوكالة من محمد البرادعي في ديسمبر كانون الاول الموقف المتشدد الذي ورد في تقريره الصادر في 18 فبراير شباط عن ايران حين يفتتح اجتماعا يستمر أسبوعا لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال دبلوماسي أوروبي طلب مثل غيره عدم نشر اسمه بسبب الحساسيات السياسية "التقرير أكثر وضوحا وصرامة في نبرته من التقارير التي أعدها البرادعي. سيقدم ملخصا بنفس لهجة التقرير ليس الا."

ونهج امانو مهم اذ يتوقع أن تعطي مناقشات المجلس المكون من 35 دولة في فيينا زخما للمشاورات التي تجري بين القوى العالمية الست على مستوى مجلس الامن الدولي بشأن فرض عقوبات اكثر صرامة على ايران. وقال بعض الدبلوماسيين ان ايران ربما تجرب شن هجوم شخصي غير معتاد على امانو لتلمح الى أن الدبلوماسي الياباني المخضرم تابع خانع للغرب لتحويل الاهتمام عما وصل اليه تقريره من نتائج ومحاولة حشد تأييد الدول النامية وراءه.

وقال دبلوماسي أوروبي اخر ان ايران "أرادت مهاجمته بمجرد نشر التقرير. سيحاولون التركيز على الجانب الشخصي وليس الجوهري." وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي قد انتقد امانو بالفعل خاصة اشارته الى أن الجمهورية الاسلامية ربما تكون عاكفة الان على تطوير صاروخ يزود بشحنة نووية وانها لم تفعل هذا في الماضي وحسب. وكان متكي قد صرح لتلفزيون العالم الايراني الاسبوع الماضي قائلا "السيد امانو جديد في المنصب ومن الواضح أن أمامه شوطا طويلا ليقطعه قبل أن يصل الى الخبرة التي تمتع بها البرادعي." وأضاف "كان هذا اول تقرير لامانو ومثل الكثير من التقارير الاولى الاخرى كان مشوبا بالعيوب بشكل خطير."

وكان دبلوماسيون غربيون قد أشادوا بالمدير العام الجديد لما اعتبروه تعاملا عمليا من قبله مع تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في "الابعاد العسكرية المحتملة" للانشطة النووية الايرانية. وأغفل امانو انكار ايران التام وتنديدها المتكررين بالمعلومات "الزائفة" ولم يروج لفكرة أن معلومات المخابرات لم يجر التحقق منها بشكل كامل كما كان يفعل البرادعي كثيرا في تقاريره. وقال دبلوماسي غربي بارز "تقرير ايران يظهر ماذا يعني (تأثير امانو) من الناحية العملية.. انه يعني فريق عمل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية غير مثقل بالاعباء وله مطلق الحرية في قول الحق.. كل الحق ولا شيء غير الحق."

وليس من المتوقع أن يصدر محافظو الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يوبخ ايران مثلما فعلوا في اخر اجتماع لهم في نوفمبر تشرين الثاني حين وبخوا طهران لاخفائها موقعا لتخصيب اليورانيوم. لكن من المرجح أن تندد الدول الغربية بايران بسبب شكوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أنها بدأت تغذية اجهزة الطرد المركزي بيورانيوم منخفض التخصيب لتنقيته لدرجة أعلى قبل ان يتسنى للمفتشين الوصول الى الموقع بمحطة نطنز للتخصيب.

وقالت ايران انها بدأت التخصيب لدرجة اعلى بعد انهيار خطة مدعومة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقضي بأن تمدها القوى الكبرى بقضبان الوقود لانتاج النظائر المشعة التي تستخدم في الاغراض الطبية من يورانيوم مخصب لدرجة نقاء تصل الى 20 بالمئة. وتساءل بعض الدبلوماسيين أيضا لماذا نحت ايران أغلبية مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب جانبا من أجل تخصيبه لمستوى أعلى اذا كانت تفتقر للتكنولوجيا اللازمة لتحويله في نهاية المطاف الى قضبان وقود لمفاعل طهران للابحاث الطبية.

وأثار رفع ايران لمستوى التخصيب غضب الغرب لان التقدم من مستوى نقاء 20 في المئة الى مستوى نقاء 90 في المئة وهي الدرجة الكافية لانتاج قنبلة لن يحتاج سوى بضعة اشهر وهو أسرع كثيرا من الوصول الى المرحلة الاولية التي تبلغ 3.5 بالمئة والملائمة لمحطات الطاقة. كما أبلغت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تنشيء خط انتاج بمحطتها لتحويل اليورانيوم في اصفهان لتحويل المسحوق الذي يشتق من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى فلذ اليورانيوم مما أثار مخاوف لان هذه المادة لها تطبيقات في مجالي التسلح والطاقة السلمية على حد سواء.

كما سيجري محافظو الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقييما لتقرير منفصل لامانو يعبر فيه عن شكوكه في أن سوريا منخرطة في نشاط نووي سري بموقع صحراوي قصفته اسرائيل عام 2007 لان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثروا على جزيئات يورانيوم هناك في يونيو حزيران من العام التالي. ورفضت سوريا مطالب الوكالة باجراء تحقيق للمتابعة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف