أخبار

المرأة العراقية تتطلع لرفع صوتها في الانتخابات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تتطلع المرشحات العراقيات للانتخابات التشريعية القادمة الى القيام بدور فاعل في السياسة.

بغداد:
من بين وجوه الانتخابات القادمة في العراق سلامة الخفاجي التي توزع منشورات خلال حملتها تقدم للناخبين دليلا بمواعيد الصلاة وترتدي عباءة سوداء تغطي كل شيء في جسمها ما عدا وجهها.

والوجه الثاني هو ميسون الدملوجي ذات الشعر الاشقر التي تبتسم وهي ترتدي ملابس على النمط الغربي وتظهر صورتها على ملصقات تنتشر في أنحاء بغداد.

وتمثل هاتان المرأتان الاتجاهات المتنافسة التي تهيمن على المجتمع العراقي منذ عام 2003 بعد الاطاحة بنظام صدام حسين الذي كان علمانيا في أغلبه ومجيء الاحزاب الشيعية الى السلطة.

ودور المرأة في الفترة السابقة على الانتخابات التي ستجري في السابع من مارس اذار والادوار التي ستتولاها المرأة في الحكومة القادمة يعطي مؤشرا للاتجاه الذي سيسير فيه العراق وهو يكافح لانهاء العنف وخلق الاستقرار قبل انسحاب الولايات المتحدة.

سيضم والبرلمان القادم في العراق في عضويته 82 امرأة على الاقل لكن غالبيتهم يرون ان ذلك يحدث لان الدستور الذي اعد تحت تأثير النفوذ الأميركي في عام 2005 يضمن للمرأة ربع المقاعد.

وقالت الخفاجي وهي واحدة من بين 1800 امرأة رشحت نفسها سعيا للفوز بمقعد بعد أقل من عقد من ارساء واشنطن ما تأمل في ان يصبح ديمقراطية شاملة في الشرق الاوسط "أنا أؤمن بالحريات والحقوق لكن ضمن التقاليد العراقية"، وأضافت "في المرحلة القادمة ستختلف الامور".

وميسون الدملوجي مهندسة تخوض الانتخابات على قائمة العراقية العلمانية ولا تشير بصورة علنية الى الدين على موقعها الخاص بالانتخابات على الانترنت.

وقالت "هذا انا والانتخابات هي الفيصل ولم اخدع أحدا. ليس كبعض الرجال .. في بعض الاحيان يلبس (الرجل) عقالا وفي احيان اخرى يلبس قبعة او يلبس كرجل غربي وفي بعض الاحيان يلبس عمامة. أنا لست كذلك. المهم الجوهر... غير مهم الشكل." وأضافت انه يجب فصل الدين عن السياسة.

ويشعر كثير من العراقيين بالانزعاج لصعود الاحزاب الاسلامية منذ الاطاحة بصدام حسين في عام 2003 حتى انهم يلقون باللوم عليها في اذكاء العنف الطائفي والفشل في تقديم الخدمات.

وفي مواجهة مد المحافظين يتوق العراقيون الى الايام التي كانت فيها بغداد من أكثر عواصم المنطقة تحررا وكان بامكان النساء فيها ارتداء التنورات القصيرة في الحدائق الواقعة بجوار النهر.

وفي العراق كانت المرأة تدرس الطب في الثلاثينات وتولت أول امرأة منصب وزيرة بعد انتهاء الملكية بوقت قصير في اواخر الخمسينات.

ويرى اخرون هيمنة الاحزاب التي تمثل الغالبية الشيعية والذين يتبنى كثيرون منهم تقاليد محافظة على انها حق من حقوقهم.

والان ترأس المرأة لجانا اقل نفوذا في البرلمان ووزارات ليس لها نفوذ يذكر وتشكو المرأة التي تمارس السياسة من ان يتم ابعادها عن دائرة السلطة الصغيرة.

وقالت صفية السهيل وهي علمانية تخوض الانتخابات على لائحة رئيس الوزراء نوري المالكي ان الزعماء السياسيين تحدثوا عن الحقوق لكنهم يميلون فيما يبدو الى تشجيع النساء اللاتي يمثلن الاحزاب فقط.

وقالت "هذه واحدة من الاشياء التي مازلنا نفتقدها."

وتقول هناء ادوار من منظمة الامل لدعم حقوق المرأة ان المرشحات في الانتخابات السابقة التي جرت بعد عام 2003 لم تظهر وجوههن على ملصقات الحملة بسبب الخوف من المهاجمين الاسلاميين وقاموا بتصوير أزواجهن بدلا منهن.

وقالت ان هذه علامة على ما تعرضت له المرأة العراقية التي تحملت عبء الصراع خلال سبع سنوات من الحرب. وفي مدينة البصرة الجنوبية كانت تلقى في الشوارع جثث النساء اللاتي يرى المتشددون الشيعة انهن لا يتحلين بدرجة كافية من المباديء الاسلامية.

وفي بغداد أجبرت الميليشيات الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة في بعض المناطق والميليشيات الشيعية في مناطق اخرى النساء على ارتداء الحجاب والتوقف عن قيادة السيارات في ذروة اعمال العنف قبل عامين.

وانضمت سلامة الخفاجي وهي شيعية التحقت بالعمل السياسي في عام 2003 الى تحالف شيعي ينافس المالكي الذي يسعى لتولي فترة ثانية استنادا الى برنامج عمل يقوم على ارساء القانون والنظام.

وتسعى المجموعتان الى تقديم صورة جديدة ستروق أكثر على الارجح للعراقيين الذين سئموا من تقاعس الاحزاب عن تحقيق وعودها.

ونجح هذا الاسلوب مع المالكي الذي ينتمي لحزب الدعوة في انتخابات محلية جرت في عام 2009 . لكن كثيرا من العراقيين يشكون في ان التغيير سيكون عميقا.

وربما تنتهج بعض المرشحات مواقف احزاب غير مواتية للمرأة مثل اجراء يقضي بمنح رجال الدين سلطة أعلى من المحاكم المدنية في الطلاق والمواريث وحضانة الاطفال، وقالت هناء ادوار "مازال لدينا الكثير لنعمله".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم للرفع
رامي -

خالف شروط النشر