أخبار

متكي يؤكد استعداد إيران للتعاون مع وكالة الطاقة الذرية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الاثنين ان بلاده على استعداد للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامجها النووي. يأتي ذلك عقب التصريحات التي أدلى بها المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة قال فيها إن ايران "لا تتعاون" في التحقيق حول نشاطاتها النووية المثيرة للجدل، فيما اعلن الرئيس الروسي إن بلاده ستبحث فرض عقوبات "ذكية" على إيران اذا فشلت الجهود الدبلوماسية.


ساركوزي وميدفيديف خلال مؤتمر صحافي مشترك - أمس في باريس

باريس، عواصم: قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاثنين إن بلاده ستبحث فرض عقوبات "ذكية" على إيران اذا فشلت الجهود الدبلوماسية في حمل إيران على الاذعان للمطالب الدولية في ما يخص برنامجها النووي.

وكان ميدفيديف يتحدث عقب محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته الرسمية لباريس التي تستمر ثلاثة أيام.

وتسعى فرنسا سعيًا حثيثًا لفرض عقوبات دولية جديدة على ايران لمعاقبتها على برنامجها النووي، ولكنها تلاقي صعوبة في الحصول على اجماع في مجلس الامن على هذه الخطوة.

وقال ميدفيديف إنه يأمل ان يمكن تفادي العقوبات ولكنه أضاف أن روسيا لا يمكنها الصبر على إيران الى الابد، وأضاف "نحن متفائلون ولم نفقد الشعور بأننا قد نحقق نجاحا. ولكن اذا لم يفلح ذلك فقد قلت أكثر من مرة ان روسيا مستعدة لان تبحث مع شركائنا الاخرين مسألة فرض عقوبات".

وقال ساركوزي للصحافيين إن مواقف فرنسا وروسيا "متقاربة للغاية" بشأن إيران وربط التعاون بشأن احتمال فرض عقوبات على طهران بخطط أثارت جدلا لفرنسا بشأن بيع حاملات طائرات هليكوبتر لموسكو.

وأدت الصفقة المقترحة لبيع روسيا حاملات هليكوبتر من طراز ميسترال الى اثارة قلق الولايات المتحدة وبعض أعضاء حلف شمال الاطلسي في شرق أوروبا، لكن ساركوزي قال انه يتعين على الغرب أن يثق في روسيا. وأضاف "هل يمكن أن نقول للرئيس ميدفيديف في الصباح.. نحن نثق بكم. صوتوا معنا في مجلس الامن.. فلنعمل معًا على قرار واحد.. ثم في المساء نقول.. متأسفون نحن لا نثق بكم لذا فليس بمقدورنا العمل معًا".

"أين الاتساق في هذا الموقف؟ نحن نريد أن نطوي صفحة الحرب الباردة"، وأكد أن فرنسا دخلت محادثات مع روسيا بشأن بيع أربع حاملات هليكوبتر.

وكانت روسيا التي لها معاملات تجارية كبيرة مع طهران قالت الاسبوع الماضي انها لن تقبل فرض عقوبات "معوقة" على طهران.

وقال ساركوزي يوم الاثنين إن موسكو ستؤيد الاجراءات الجديدة ما دامت تلك الخطوة لا تخلق أزمة انسانية، وأضاف "في ما يتعلق بايران وحديث الرئيس ميدفيديف عن "عقوبات ذكية" أقول.. ذكية وفعالة. ان موقفينا متقاربان للغاية وهذا مهم جدًّا".


وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي

من جهته، صرح وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي يوم الاثنين في مؤتمر صحافي في جنيف بأنه ليس هناك تغيير في الانشطة النووية السلمية لبلاده وبأن طهران ترحب بمزيد من المفاوضات مع القوى الكبرى في العالم.

وفي اشارة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اجتمع مجلس محافظيها في فيينا يوم الاثنين قال متكي "لقد تعاونا بشكل تام مع الوكالة وهذا التعاون سيستمر"، وقال الوزير ان على المدير الجديد للوكالة يوكيا أمانو وعلى ادارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية النظر الى ملف التعاون الايراني مع الوكالة وهو ملف واضح تمامًا.

فيما اعلن المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا امانو الاثنين في فيينا ان ايران لا تزال غير متعاونة مع الوكالة بشأن ملفها النووي المثير للجدل ما يمنع من تأكيد الطابع السلمي البحت لاهدافها.

وقال امانو لدى افتتاح اجتماع مجلس حكام الوكالة الاثنين في فيينا المخصص في قسمه الاكبر لملف ايران، ان "الوكالة تواصل التحقق من عدم تحويل وجهة استخدام المواد النووية في ايران، لكن لا يمكنني التأكيد على ان جميع المواد النووية تستخدم لاهداف سلمية لان ايران لم تبد التعاون الضروري".

وأضاف متكي "ما من دليل أو سبب لحدوث تحول في أنشطة ايران النووية السلمية. لاتوجد وثيقة" تفيد بذلك، وتابع أن ايران رحبت دوما بالمفاوضات ولاتزال تجرى مفاوضات مع اطراف مختلفة بشأن قضية تبادل الوقود النووي.

وقال متكي عبر مترجم نقل عن الفارسية "ان مسألة المقايضة هي مسألة قابلة للتنفيذ. ويمكن التوصل الى اتفاق الان لكن التوصل الى المقايضة وتنفيذها على ارض الواقع يتطلب وقتا."

وفي خطاب للوكالة الدولية للطاقة الذرية الاسبوع الماضي قالت ايران في اول رد رسمي على اقتراح مقايضة توسطت من اجله الوكالة انها تود ببساطة شراء الوقود لكنها ستقبل بتبادل متزامن على ان يتم ذلك داخل اراضيها.


المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا امانو

واوضح امانو امام الصحافيين ان ايران تعاونت جزئيا لكن "هذا التعاون غير كاف في ميادين اخرى". ودعا مرة جديدة الجمهورية الاسلامية الى احترام قرارات مجلس الامن الدولي مطالبا بتجميد انشطتها لتخصيب اليورانيوم وبوصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى المواقع النووية في مهمات مفاجئة. كما اعرب عن الامل بالحصول على "توضيحات حول نقاط مرتبطة بابعاد عسكرية محتملة للبرنامج النووي الايراني".

واضاف امانو ان الاقتراح الذي تقدمت به في تشرين الاول/اكتوبر واشنطن وموسكو وباريس برعاية الوكالة، ويقضي بمبادلة اليورانيوم المخصب خارج ايران بوقود لتشغيل مفاعل الابحاث الطبية "لا يزال مطروحا على الطاولة".

واوضح ان الاقتراح قدم "لضمان مواصلة نشاطات مفاعل طهران للابحاث" وان ذلك "سيسهم في خلق اجواء ثقة" في حال قبل النظام الايراني به.

ومنذ شباط/فبراير 2006 يدرس مجلس الامن الدولي والوكالة، بعد التصويت على ثلاثة قرارات دولية تتضمن عقوبات ضد ايران، الملف الايراني دون التمكن حتى الان من تأكيد ان طهران لا تسعى الا الى انتاج الكهرباء وليس الى التزود بسلاح نووي كما تشتبه القوى الغربية.

وتخشى الدول الغربية من وجود رغبة لدى ايران في تخزين اليورانيوم لتخصيبه الى مستويات قد تسمح باستخدامه لصنع اسلحة نووية. بيد أن ايران تقول ان غايتها الوحيدة هي تشغيل محطات تعمل بالطاقة النووية لتوليد الكهرباء وانتاج نظائر تستخدم في مجال الطب او الزراعة.

واعلنت ايران الشهر الماضي بدء عملية تخصيب عالية المستوى تهدف للوصول الى تخصيب نقي بنسبة 20 في المئة وهو المستوى المطلوب للتحول الى رقائق الوقود اللازمة لمفاعل طهران للابحاث الذى يقوم بتصنيع النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان.

وسئل متكي عمااذا كان يخشى من هجوم اسرائيلي على ايران أو سوريا فقال " النظام الصهيوني ليس في موقع يؤهله بشكل من الاشكال لشن حرب في المنطقة.. ولكننا نعتقد أن طبيعة هذا النظام ترتكز الى الارهاب والاحتلال. لذا فمن الممكن أن تفعل فعلاً مجنونًا".

ووصف المندوب الايراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية الاثنين هذا التقرير بانه "غير مبرر وغير مقبول" فيما رد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي من جنيف مؤكدا ان ايران تتعاون "كليا" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانها "ستواصل" تعاونها.

وقد يفتح التقرير المجال امام فرض عقوبات جديدة على طهران في الامم المتحدة. لكن بحسب دبلوماسيين فإن مجلس حكام الوكالة لن يصوت على قرار جديد يدين موقف طهران كما حصل في تشرين الثاني/نوفمبر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف