أخبار

اضطراب الساحل الافريقي يقوض جهود مكافحة الارهاب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قوض الانقلاب في النيجر الشهر الماضي وتنامي التوترات بين الحكومات في منطقة شمال افريقيا القدرة على التعاون العسكري لمكافحة خلايا تنظيم القاعدة التي تنشط في المنطقة.

دكار: قال محللون إن تراجع التنسيق قد يعطي التنظيم فرصة لتعميق جذوره في المنطقة الغنية بالطاقة ومخزونات المعادن التي تجذب شركات الموارد الدولية كما قد يؤدي الى تضاؤل عوائد السياحة التي تشتد الحاجة اليها. وقال جيريمي بيني وهو خبير أمني في واشنطن لمجلة جينز الدفاعية " يبدو أن الوضع الحالي يقضى بالتأكيد على التفاؤل في منتصف عام 2009 عندما دارت أحاديث كثيرة حول التعاون الاقليمي."

واقتحم جنود متمردون القصر الرئاسي في النيجر البلد الواقع في منطقة الصحراء الشهر الماضي وأطاحوا بالرئيس محمد تانجا وحكومته. ومن المرجح أن يعطل الانقلاب استئناف المساعدات العسكرية الى النيجر والتي علقت بسبب شكاوى حول تمديد تانجا لفترة رئاسته العام الماضي.

وفي هذه الاثناء نشب صراع دبلوماسي بين دول جوار اقليمي هي مالي وموريتانيا والجزائر بسبب ادارة مالي لازمة رهينة فرنسي خطفه تنظيم القاعدة في الاونة الاخيرة حيث وافقت على الافراج عن أربعة سجناء اسلاميين مقابل اطلاق سراح الرهينة.

وقال جيوف بورتر وهو محلل في شؤون افريقيا بمجموعة يوراسيا "احتمال التعاون في منطقة الصحراء تراجع. "يوجد قدر كبير من انعدام الثقة في المنطقة وهذه التطورات الاخيرة تزيد من تفاقم الوضع."

وغيرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال اسمها في 2007 ليصبح تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وهو جناح القاعدة في شمال افريقيا. وكان التنظيم قد شن حملة من التفجيرات الانتحارية والكمائن في الجزائر خلال التسعينات.

واستهدفت العمليات الاولية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الجيش الجزائري ومنظمات دولية تعمل في الجزائر. ونقل التنظيم جزءا كبيرا من نشاطه جنوبا الى منطقة الصحراء واستغل الاضطراب السياسي في المنطقة وقلة عدد سكانها ليتخذ منها ملاذا امنا لعمليات خطف وتهريب مخدرات.

وقال مارك شرودر وهو محلل لشؤون افريقيا في مؤسسة ستراتفور للتوقعات الاستراتيجية "قد يحاول تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي استغلال مساحة للمناورة نتيجة للاحباطات بين حكومات منطقة الساحل. "لكن قد يلطف من هذا الامر أن هذه الحكومات لن تخفف من مواقفها الامنية الفردية المشددة تجاه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي." وتحاول الولايات المتحدة والدول الاوروبية تعزيز قدرة دول الصحراء على العمل معا لمواجهة خطر القاعدة الذي قال محللون انه قد يشكل خطورة على استثمار الموارد على المدى البعيد.

وقال دبلوماسي غربي يعيش في المنطقة "هذه الدول منقسمة بشكل كبير. وما لم تعمل معا فستكون هناك مساحة كبيرة لا توجد فيها ادارة." وتجذب النيجر استثمارات بمليارات الدولارات من شركات مثل أريفا لتعدين اليورانيوم والشركة الوطنية الصينية للبترول وهي شركة عملاقة للطاقة بينما تأمل موريتانيا أن تكتشف شركات تنقيب غربية مثل توتال مخزونات نفطية فيها. وقال بورتر "قد تحجم الشركات عن بدء مشروعات اذا كان هناك خطر كبير."

وقد يقوض انعدام الثقة الكبير بين الدول الغربية ودول شمال افريقيا من قدرة الغرب على ملء أي اتساع في الفراغ الامني بمنطقة الصحراء بسبب التوترات الدبلوماسية الاقليمية. وتتهم الجزائر وهي قوة اقليمية في مكافحة الارهاب فرنسا بتنسيق مبادلة الاسرى في مالي لاطلاق سراح الرهينة الفرنسي بيير كاماتي كما أنها ترفض ضغوطا غربية تطالبها بملاحقة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي خارج حدودها.

وقال العقيد الجزائري المتقاعد أحمد عظيمي للتلفزيون الرسمي في الجزائر ان الطريقة التي اتبعت للافراج عن الرهينة الفرنسي انتكاسة خطيرة في قتال القاعدة بمنطقة الساحل. وأضاف أن زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمالي هي في حد ذاتها انتصار للقاعدة.

وقد يؤدي احتمال تنامي نشاط القاعدة في منطقة الصحراء الى الاضرار بعوائد السياحة في دول مثل النيجر ومالي اللتين تقول منظمة السياحة العالمية ان سياحة زيارة المعالم تمثل أكثر من أربعة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي فيهما.

وقال بورتر "الارقام بالدولار لا تذكر لكنها تصبح كبيرة للغاية عندما تحسب بالنسبة المئوية." وقال خبراء أمنيون ان متمردي الطوارق في النيجر ومالي بدأوا في التعاون مع خلايا القاعدة في الشهور القليلة الماضية لانهم يحققون من الفدى وتهريب المخدرات مكاسب أكبر من نصيبهم في عوائد السياحة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف