مكريستال: اعتقال رجل طالبان الثاني مؤشر صراع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رأى مكريستال أن إعتقال الرجل الثاني في طالبان يشير إلى صراع داخل الحركة.
سبين بولداك: قال قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان يوم الخميس ان اعتقال الرجل الثاني سابقا في حركة طالبان الافغانية ربما كان نتيجة صراع داخلي وعملية تطهير بين زعماء الحركة.
وكان اعتقال الملا عبد الغني بارادار في باكستان في عملية أميركية باكستانية مشتركة الشهر الماضي قد وصف بأنه انجاز كبير لاجهزة المخابرات وعلامة محتملة على تزايد استعداد اسلام اباد للمساعدة في قتال متشددي طالبان. لكن ثمة نظرية في بعض دوائر المخابرات مفادها أن بارادار لم يعتقل الا بعد أن طرد فعليا من حركة طالبان في أعقاب صراع قبلي داخلي تاركا وراءه قيادة أكثر تشددا.
وقال الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان انه ليس واضحا تماما لماذا اعتقلت باكستان بارادار الان لكن وجود صراع داخلي في طالبان تفسير معقول. وقال مكريستال في مقابلة مع رويترز وصحيفة نيويورك تايمز عندما سئل عن تقارير أفادت بأن عملية تطهير داخل طالبان أدت الى اعتقال بارادار "أعتقد أن هذا محتمل جدا. لقد سمعت ذلك. لا أستطيع تأكيده لكني أراه محتملا."
وأضاف "لا أستطيع أن أؤكد أن صراعا داخليا في مجلس شورى كويتا أدى الى اعتقال بارادار لكني أرى أنه احتمال معقول." وتشير واشنطن الى قيادة طالبان الرئيسية باسم "مجلس شورى كويتا" نسبة الى البلدة الحدودية الباكستانية التي تقول ان فيها مقر المتشددين. وقال مكريستال "أنا سعيد أن ذلك حدث لكني لست مستعدا أن اقول لكم انني أعرف لماذا اعتقل في هذا الوقت بالذات. أكرر أنني أعتقد أن ابعاده عن الساحة أمر ايجابي."
وبارادار من كبار أعضاء مجلس شورى طالبان وكان القائد العسكري الرئيسي المسؤول عن عمليات الحركة اليومية ويعتقد أنه كان الرجل الثاني بعد زعيم الحركة الملا عمر. وتعتقد القوات الغربية أنه كان مسؤولا عن قيادة الحملة الدموية على نحو متزايد ضد القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي وأنه خطط تفجيرات انتحارية وهجمات أخرى رئيسية.
لكنه أيضا من أفراد قبيلة بوبالزاي البشتونية الارستقراطية التي ينتمي اليها الرئيس الافغاني حامد كرزاي وقيل أحيانا انه أحد كبار أعضاء طالبان الذين يحتمل أن يكونوا مستعدين لقبول دعوة كرزاي لاجراء محادثات سلام. وطلبت كابول من اسلام أباد اعادة بارادار الى أفغانستان. وقضت محكمة باكستانية بعدم جواز تسليمه.
وأشار بعض الخبراء الاقليميين الى أن اعتقال بارادار وشخصيات كبيرة أخرى في طالبان قد يكون طريقة باكستان لجمع زعماء طالبان الافغانية حيث يمكن الاتصال بهم للمساعدة في تحفيز عملية مصالحة بين الحركة وحكومة كرزاي. لكن طرد بارادار واخرين من طالبان لاسباب قبلية قد يجعل الحركة أكثر تشددا من ذي قبل وبالتالي أقل قابلية للموافقة على التفاوض لانهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أعوام.
وثمة تكهنات في وسائل الاعلام الافغانية بأن بارادار حل محله كأكبر قائد عسكري أفغاني في طالبان واحد من أقارب الملا عمر يعرف باسم الملا ذاكر وينتمي الى قبيلة من البشتون يعتقد أنها أكثر عداء لكرزاي.
وكتب توماس جونسون وكريس ميسون وهما من أكبر المنتقدين للحرب هذا الاسبوع في صحيفة (فورين بوليسي) "ما حدث هو في واقع الامر عملية ابعاد أجراها من ينتهجون خطا متشددا في طالبان لرجال يتصورون أنهم أقل جدارة بالثقة سواء من الناحية العرقية أو السياسية أو كليهما."
وأضافا "استغل مجلس شورى كويتا المخابرات الباكستانية راعيته المخلصة المثابرة للتخلص من قمامته... الزعماء القليلون الذين يعتقد أنهم مستعدون للنقاش مع العدو الكافر. وهكذا استبعد غير الانقياء عقائديا من الجهاد."