عودة الحوار الى الشرق يكثف الضغط على واشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يضع استئناف الحوار غير المباشر بين اسرائيل والفلسطينيين الذي جاء ثمرة مساعي ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، واشنطن تحت الضغط من اجل المضي قدما في عملية السلام.
واشنطن: اعرب الناطق باسم وزارة الخارجية عن ارتياحه بالقول "سعينا بقوة منذ عدة اشهر الى توفير الدعم السياسي الضروري الذي يحتاج اليه الطرفان لاتخاذ قرار المشاركة في المناقشات" وذلك بعد اعلان الجامعة العربية دعمها العودة الى المفاوضات. وقد توجه الموفد الاميركي جورج ميتشل الى المنطقة حيث سيجري مباحثات خلال نهاية الاسبوع والاثنين. وعندما يوافق الطرفان رسميا على الحوار غير المباشر سيكون هو الوسيط. وقال امجد عطا الله الخبير في مؤسسة "نيو اميركا" ان دور ميتشل سيتجاوز دور الوسيط اذ انه "سيتعين على الولايات المتحدة ان تكون المحفز الذي يحرض الطرفين ويقول لكلاهما: يجب عليك ان تتنازل عن هذا او ذاك".
من جانبه قال حاييم ملكا من مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن ان "الادارة بذلت جهودا كبيرة من اجل تحريك المباحثات الاسرائيلية الفلسطينية لكن التحدي المتمثل في تحديد اهداف ملموسة يمكن تحقيقها في مناقشات، سيكون اكبر". واكد مصدر حسن الاطلاع على الملف ان شد انتباه الادارة مجددا سيكون من الانعكاسات الايجابية لعودة الحوار. ويفترض ان يزور نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اسرائيل والاراضي الفلسطينية الاسبوع المقبل.
من جانبها اعدت هيلاري كلينتون بموافقة نظيرها الروسي سرغي لافروف لعقد اجتماع للجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) في موسكو في 19 اذار/مارس. وبشان جوهر المفاوضات كشفت صحيفة معاريف الاسرائيلية في كانون الثاني/يناير خطة سلام اميركية جديدة تتضمن ضمانات يقدمها الرئيس باراك اوباما في رسائل الى الفلسطينيين وتنص على مهلة لا تتجاوز سنتين للتفاوض. لكن لا شيء يوحي بان الطرفين مستعدان لتقديم تنازلات جوهرية كما تامل واشنطن.
ويرى ناتان براون ان "قرار الجامعة العربية دعم الحوار ناجح" بالنسبة لادارة اوباما "لكن المكونات الاساسية لاي تقدم مفقودة ببساطة". وتابع الخبير في جامعة جورج واشنطن ان "تنظيم حوار حتى اذا كان مباشرا بين قادة فلسطينيين معزولين وحكومة اسرائيلية من اليمين المتطرف، نجاح في حد ذاته لكن لا يمكن لاي من الطرفين القيام بادنى حركة" معتبرا المساعي الاميركية مجرد "دبلوماسية من اجل الدبلوماسية". وفي هذه الاجواء المتشائمة اعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة هذا الاسبوع ان الحوار غير المباشر سيسمح لادارة اوباما الادراك ان اسرائيل ليست تنوي التفاوض حقا.
من جانبها نظرت اسرائيل بريبة الى دعم الجامعة العربية المفاوضات خشية ان يؤدي ذلك الدعم الى تقييد ايدي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كما راى مصدر دبلوماسي في واشنطن. ومما سيزيد في تعقيد المهمة الاميركية مهلة الاربعة اشهر التي حددت للمفاوضات غير المباشرة والتي تنتهي مع نهاية تعليق اسرائيل البناء في المستوطنات. واعتبر امجد عطا الله ان "الفشل سيكون له ثمن باهظ جدا" مضيفا ان "حماس ستخرج معززة وستتراجع المبررات ضد انتفاضة ثالثة وقناعة الجامعة العربية بقدرة الاميركيين على التفاوض حول اتفاق".