أخبار

الهتار:تخلي العالم عن المجاهدين أثناء الحرب الباردة ساهم في إيجاد القاعدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صنعاء - سبأنت:

أكد وزير الاوقاف والارشاد القاضي حمود الهتار أن حجم القاعدة في اليمن أقلّ بكثير مما تصفه وسائل الإعلام الغربية، وانه لا يصل إلى عشرة بالمائة مما تعلنه تلك الوسائل .وارجع الهتار في حوار اجرته معه قناة روسيا اليوم ، سبب تواجد القاعدة الى تخلي الحكومات العربية والإسلامية والغربية عن الأشخاص الذين ذهبوا للجهاد في أفغانستان في الحرب الباردة والتي كانت تدعمهم وبناء على طلب تلك الحكومات، وبانتهاء الحرب اصبحوا فجاة ملاحقين في أي مكان ينزلونه.
،

كما تطرق الهتار في اللقاء الى التحديات التي تواجه اليمن اثر تنامي نشاط تنظيم القاعدة، وكيف يواجه اليمن انتشار هذه العناصر .

فيما يلي نص الحوار :

* أهلا بكم معالي الوزير إلى شاشة روسيا اليوم.
- حياكم الله، شكرا كثيرا لكم.

* بداية لو نظرنا بموضوعية.. باعتقادكم ما هي الأسباب التي ساهمت في انتشار عناصر تنظيم القاعدة في اليمن؟
- حجم القاعدة في اليمن أقلّ بكثير مما تصفه وسائل الإعلام الغربية. الحجم الحقيقي للقاعدة في اليمن لا يصل إلى عشرة بالمائة ممّا هو في وسائل الإعلام الغربية، هناك عوامل عديدة ساعدت على إيجاد مثل هذه العناصر في اليمن بسبب الظروف التي مرّ بها العالم في فترة الحرب الباردة وتداعياتها على الموقف الدولي بشكل عام، بالإضافة إلى المواقف التي اتخذتها الحكومات العربية والإسلامية والغربية إزاء الأشخاص الذين ذهبوا للجهاد في أفغانستان بناءً على طلب تلك الحكومات، وبدعم من الحكومات الغربية كانوا يحلوا ضيوفا على أي عاصمة غربية ينزلون فيها، فلما انتهت الحرب الباردة وانهار الاتحاد السوفييتي تخلّى الجميع عنهم فجأة ثم أصبحوا عُرضة للملاحقة في أي مكان ينزلونه.

* معالي الوزير بحسب ما يتم تداوله في وسائل الإعلام، فإن القاعدة تنتشر في المناطق الأكثر فقرا في اليمن، ألا تعتقدون أن العوامل الاقتصادية هي من العوامل المهمّة التي ساعدت على انتشار فكر تنظيم القاعدة في اليمن؟
- ليس هناك شك في أن العوامل الاقتصادية تتيح أرضية خصبة لانتشار مثل هذه الأفكار لكنها ليست الوحيدة هناك عوامل أخرى تساعد على انتشار أو وجود مثل هؤلاء الأشخاص في تلك المناطق سواء من الناحية الجغرافية أو الناحية القبلية أيضا.

* في مجال آخر معالي الوزير. كُنتم قد كُلفتم سابقا من قبل الرئيس علي عبد الله صالح بمتابعة ملف إرشاد المتطرّفين، كيف تصف لنا هذه التجربة؟ - تجربة الحوار في اليمن هي فكرة أو تجربة يمنية لاقت استحسانا دوليا، وحققت فوائد عديدة على المستويين المحلي والخارجي. على المستوى المحلي كانت أهمّ فوائد الحوار تتمثل في إيجاد الأمل لدى أولئك الأشخاص بإمكانية العيش بسلام إذا ما تخلوا عن العنف؛ لأن فقدان الأمل يضع الشخص أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما قاتل، أو مقتول. فالحوار أوجد خيار ثالث هو خيار العيش بسلام إذا ما تخلا عن العنف، الفائدة الثانية تصحيح المفاهيم الخاطئة التي كانت موجودة لدى بعض الشباب عن الإسلام.

* هذا يعني أنكم حضرتم حوارا من خلال هذه التجربة مع المتطرّفين.. كيف تصف لنا مشروعهم في اليمن؟
- كما تعلمون القاعدة بشكل عام ليس لها مشروع سياسي، ولكنها تحاول الحد من نفوذ الغرب عموما والولايات المتحدة الأميركية خصوصا في العالم الإسلامي، لكن كمشاريع أخرى ليس لهم مشاريع واضحة أو برامج محددة. فكر القاعدة يقوم على ركنين أساسيين تكفير الحكومات الإسلامية، واستباحة دماء غير المسلمين.

* هناك معالي الوزير ملف هام جدا، وهو التعليم الديني في اليمن، البعض يقول: إن بعض المدارس والجماعات الإسلامية لا تخضع لرقابة الحكومة والدولة اليمنية، ماذا تقول في ذلك؟
- كل المدارس الدينية تحت سمع ونظر الدولة، ليس هناك مدرسة أو مركز من المراكز الدينية بعيدة عن الرقابة سواء كانت تلك الرقابة عن طريق المؤسسات التعليمية أو الجهات المعنية بالتعليم أو من قبل الجهات الأمنية، ليس صحيحا ما يقال إنها لا تخضع لرقابة. كانت الجهات الأمنية في فترات سابقة تراقب تلك المراكز وتوافي الجهات المختصّة بتقارير العودة، حديثا تم الاتفاق بين وزارتي الأوقاف والإرشاد والتربية والتعليم على توحيد الجهة المشرفة على هذه المدارس من خلال إنشاء قطاع متخصص في وزارة الأوقاف ورفده بالعناصر التي تمكّنه من القيام بمهمّة الإشراف والرقابة على أكمل وجه، وأحسن حال، وقد تم إنشاء قطاع مدارس تحفيظ القرآن الكريم وأصدر فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية قرارا جمهوريا بتعيين وكيل لوزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع مدارس تحفيظ القرآن الكريم. قُمنا بتعديل قانون الأوقاف، جرى بموجب هذا التعديل إنشاء المجلس الأعلى للأوقاف والإرشاد، وأعطى مهام مناقشة وإقرار مناهج المعهد العالي للتوجيه والإرشاد والمؤسسات التعليمية التي تخضع لإشراف وزارة الأوقاف والإرشاد، وقد عقد المجلس أول اجتماع له يوم مطلع الأسبوع الماضي، وسيواصل اجتماعاته أسبوعيا. كان إقرار السياسة العامة للإرشاد الديني هو باكورة عام هذا المجلس، ويمكنكم أن تطلعوا على تلك السياسة، وفيها ملامح واضحة ومؤشرات هامة على جدّية الدولة في مكافحة التطرّف والإرهاب.

* في ظل المشهد الحالي في اليمن ... باعتقادكم هل هناك عوامل خارجية تساهم في تأزيم الوضع الداخلي في اليمن؟
- كما تعلمون يعيش العالم كله حالة طوارئ غير معلنة عقب أحداث 11 سبتمبر، ولا توجد دولة من الدول إلا ولديها معتقلون على ذمة تنظيم القاعدة، لذلك فإن اليمن أعاد دراسة العمليات الإرهابية التي حدثت في العالم، ومنها العمليات التي حدثت في اليمن، وانتهت تلك الدراسة إلى نتائج عديدة. من بين تلك النتائج نتيجة تقول: كل عملية إرهابية لا بُد لها من فكر تستند عليه وتنطلق منه أيا كان ذلك الفكر سواء ديني أو غير ديني، إسلامي، مسيحي، يهودي، بوذي، المهم أنه فكر والفكر لا يواجه إلا بالفكر، والمشكلات الفكرية لا تُحل إلا عن طريق الحوار، إذ يستعصى حلها عن طريق القُوة؛ لأن القوة تزيد الفكر قٌوة وصلابة، لذلك فإن الحوار هو السبيل الأمثل لحل المشكلات الفكرية، وتغيّر القناعات والسلوك.

* يعني هل أنتج شيئا هذا الحوار؟
- بالتأكيد الحوار بداية كان مع المعتقلين الذين كانوا لدى الأجهزة الأمنية، حيث دعا فخامة الرئيس مجموعة من العلماء في اليمن لاجتماع خاص عُقد برئاسته وبحضور كبار مسؤولي الدولة، وطرح الرئيس مشكلة أولئك الشباب. قال: لدينا معتقلون لم يرتكبوا جنايات تُوجب حبسهم، لكننا لو تركناهم وشأنهم لألحقوا بأنفسهم وبالوطن أضرارا بالغة، وهم مصرون على رأيهم، ولم تستطع أجهزة الأمن إقناعهم بالعدول عن تلك الآراء، ولا بُد من الحوار معهم. في ذلك الاجتماع أقرّ مبدأ الأخذ بمنهج الحوار كمرتكز أساسي في سياسة الدولة لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى الإجراءات الأمنية والاقتصادية، والتدابير التي تقتضيها ضرورة التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الإرهاب.

* معالي وزير الأوقاف والإرشاد في اليمن القاضي حمود الهتار شكرا جزيلا لكم.
- شكرا.
قناة روسيا اليوم

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف