معرض أبو ظبي الدولي للكتاب يختتم فعالياته بنجاح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلاف من أبو ظبي:اختتمت مساء الأحد في العاصمة الإماراتية فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته العشرين، ليسدل الستار عن دورة تاريخية مميزة بكافة المعايير والمقاييس، أقيمت خلال الفترة من 2 ولغاية 7 مارس 2010 بتنظيم من شركة "كتاب" التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتحت رعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتوجه المزروعي بوافر الشكر والتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي على رعايته لمعرض أبوظبي للكتاب، ولاهتمامه الواسع بمختلف فعالياته، ودعمه مشتريات طلبة المدارس والجامعات بـ 4 مليون درهم، وللشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، لمتابعته الدؤوبة لاستراتيجية تطوير المعرض، والتي تمثل رؤية ثقافية جادة في تقديمها للكتاب، وفي طرحها لقضايا الفكر والثقافة، وفي تواصلها مع الجمهور بقطاعاته الواسعة والمتباينة.
وأكد أن الشيخ محمد بن زايد يدعم كل نشاط ثقافي باعتبار أن العلم هو أساس التقدم، ويرى في معرض الكتاب تظاهرة فكرية ثقافية رائدة تهدف للتعريف بالجديد في مجال التأليف والنشر والترجمة، ولقاء الجمهور مباشرة بالمؤلفين والناشرين وغيرهم من عناصر الصناعة المعرفية، حيث أكد أن إقامة معرض الكتاب في مدينة أبوظبي سنوياً يأتي متوافقاً مع المكانة المتنامية لهذه المدينة كمركز للثقافة والعلوم، يحرص على تعميق الفكر ويدعم الثقافة بكل أنماطها ومختلف فروعها.
وتميّز المعرض بزخم فكري وثقافي غير مسبوق، مع تنظيم أكثر من 150 فعالية ثقافية استقطبت مُشاركة حوالي 1200 من روّاد الفكر والأدب والشعر والثقافة وصناعة الكتاب، والذين شاركوا في البرنامج المهني بندوات متخصصة للناشرين والوكلاء والموزعين وأصحاب المكتبات والمترجمين والجمهور، وبالبرنامج الثقافي من مجلس كتاب ومنبر الحوار ومنبر الشعر وملتقى اليونسكو لتشجيع القراءة ونادي أبوظبي للأدباء والمثقفين، فضلا عن برنامج الفصل التعليمي الذي شارك فيه أكثرمن 250 من خبراء المناهج وصناعة الكتاب ومدارء المدارس وأعضاء هيئات التدريس من مختلف مدارس الدولة، وكذلك ركن الإبداع وركن النشر الإلكتروني، وفعاليات الطهي والكتب ذات الصلة.
كما شهد المعرض توقيع ما يزيد عن 60 كتاباً وديواناُ شعرياً جديداً، واهتماما إعلاميا إقليميا وعالميا كبيرا، حيث شارك في تغطية فعاليات الدورة الـ 20 ما يزيد عن 500 من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية.
وإيماناً بأهمية المكتبة وتعزيز دورها لخلق جيل قارئ قادر على اكتساب المعارف المختلفة، أطلقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مشروع مكتبة أبوظبي المستقبلية، والتي تمثل نوعية متقدمة من المكتبات، يتاح من خلالها تقديم خدمات إلكترونية مكتبية للمهتمين في مختلف مناطق إمارة أبوظبي.
وأعلنت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن تأسيس شركة خاصة في العاصمة الإماراتية لتسهيل توزيع الكتاب العربي في المنطقة والعالم، وهي الشركة الأولى من نوعها على الصعيد العربي، ومن المتوقع أن يتراوح عدد عناوين الكتب المسجلة في قاعدة بيانات الشركة في المرحلة الأولى حوالي 200 ألف كتاب.
وأعلن مشروع "كلمة" للترجمة عن إطلاق آلية عمل جديدة تحت مسمى "جسور"، وتهدف هذه الآلية إلى إيجاد منصة تواصل والتقاء وتفاعل بين الناشرين العرب والدوليين.
وأكد المزروعي أن "الترجمة" وعملية التبادل الثقافي تُعتبر أحد أهم محاور الاستراتيجية الثقافية لحكومة أبوظبي، وعنصراً أساسياً في التطور الحضاري لمسيرة الإنسانية، بما تعنيه من توفير الإمكانات التي تسمح بتعزيز الثقافة المحلية والعربية، وتوسيع آفاقنا وعلاقاتنا مع الآخر، وقد نجح مشروع " كلمة " في تعزيز قدراتنا في هذا المجال، وتوّج ذلك بترجمة أكثر من 300 كتاب خلال عامين عن 10 لغات عالمية.
كما أصدر مشروع "قلم" 20 كتاباً جديداً لمبدعين إماراتيين في مجال الشعر والأدب والقصة والمسرح.
وشاركت أكاديمية الشعر بـ 25 إصداراً مُختصاً، ورافق إصادراتها الجديدة حفلات توقيع أكدت حرص الأكاديمية على مدّ جسور التواصل بين الشعراء والأدباء وجمهورهم.
وأقيم للمرة الثانية في أبوظبي، أول معرض في العالم العربي للكتب النادرة والنفيسة والخرائط التي يعود تاريخها لأكثر من سبعة قرون.
وقام الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بتكريم الفائزين في الدورة الرابعة من جائزة الشيخ زايد للكتاب، حيث كان الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد وحاكم الشارقة، أول الفائزين بتسميته شخصية العام الثقافية. ومُنح الدكتور عمار علي حسن جائزة فرع التنمية وبناء الدولة عن كتابه "التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر"، ومنح الدكتور امحمد الملاخ جائزة فرع المؤلف الشاب عن كتابه "الزمن في اللغة العربية: بنياته التركيبية والدلالية". كما منحت جائزة الشيخ زايد للكتاب للترجمة للدكتور ألبير حبيب مطلق عن "موسوعة الحيوانات الشاملة"، فيما كانت جائزة فرع الفنون من نصيب الدكتور إياد حسين عبدالله الحسيني عن كتابه "فن التصميم". هذا كما منحت الجائزة للدكتور حفناوي بعلي في فرع الآداب، ولقيس صدقي في فرع أدب الطفل.
وحصل الروائي السعودي عبده خال على جائزة البوكر للرواية العربية 2010 عن روايته "إنها ترمي بشرر"، حيث أقيم حفل التكريم ضمن فعاليات معرض الكتاب.
ومن جهته أكد جمعة القبيسي مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومدير دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن الهيئة أنجزت منذ تأسيسها قبل أربع سنوات، الكثير في مجال الفعل الثقافي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وشكّل الاهتمام بمختلف جوانب صناعة الكتاب أحد أهم محاور الاستراتيجية الثقافية لإمارة أبوظبي.
ولعلّ من أبرز إنجازات الهيئة ما حققه معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي أصبح دولياً وعالمياً بكافة المعايير والخصائص، إضافة إلى تأسيس شركة " كتاب " التي تختص بتنظيم وإدارة المعارض والفعاليات والمشاريع المعنية بصناعة الكتاب.
وأوضح أن هذه المشاركة الواسعة من 840 دار نشر التي عرضت لأكثر من نصف مليون عنوان، تعكس مدى تنامي مكانة المعرض على الصعيد العالمي، سيما وأن عدد المشاركات الدولية بلغت أكثر من 350 دار نشر أجنبية، فيما تمّ الاعتذار لـ 72 دار نشر عربية وأجنبية كانت موضوعة على قائمة الانتظار لعدم وجود مساحة لها داخل المعرض، وذلك على الرغم من زيادة المساحة الإجمالية للمعرض إلى حوالي 20 ألف متر مربع بنسبة 20% عن دورة العام 2009.
كما ذكر القبيسي أنه تمّ رفض مشاركة 20 دار نشر عربية لوجود نشاط معروف لها في مجال القرصنة الفكرية، مؤكداً أنّ من أهم ما يُميز معرض أبوظبي للكتاب هو الالتزام بحقوق الملكية الفكرية لأبعد الحدود.
وقال إن إجمالي مبيعات المعرض من الكتب المقروءة وسائر المطبوعات والبرمجيات فاق الـ 37 مليون درهم (حوالي 10 مليون دولار)، فيما تعدّت قيمة الصفقات التي عُقدت بين العديد من الجهات المُشاركة الـ (25 مليون درهم)، حيث يُعد معرض الكتاب سوقاً رحبة لبيع الكتب، إذ تُبادر الكثير من المدارس والجامعات الإقليمية والجهات الحكومية إلى شراء كل لوازمها من الكتب الاختصاصية، فضلا عن جمهور القراء الواسع المُقدّر بعشرات الآلاف.
وكشف القبيسي عن حجز غالبية مساحة المعرض للدورة القادمة 2011 بسبب تزايد إقبال العارضين، مؤكداً أن اللجنة المنظمة للمعرض تعمل دائماً على اختيار الأفضل من الناشرين وفق معايير دقيقة في هذا المجال، مع دراسة إمكانية زيادة مساحة المعرض مُجدداً تلبية للرغبة الواسعة للمشاركة من قبل دور النشر .
وأكد أن معرض أبوظبي يمتاز بنوعية الكتب المعروضة وتعدد اهتماماتها، إذ لا وجود للكتب الرديئة. وهو المعرض الوحيد في المنطقة ذي السمعة العالمية في مكافحة القرصنة وحماية حقوق الملكية الفكرية، وهذا ما ساهم في استضافة أبوظبي لمؤتمر اتحاد الناشرين الدوليين للمرة الأولى في مدينة عربية، وذلك قبيل افتتاح الدورة العشرين من المعرض.
وأوضح تضاعف عدد دور النشر 3 مرات من دورة العام 2007 إلى العام 2010 (رغم أنه في حينها كانت المشاركات مجانية تماماً)، كما تضاعف عدد الدول المشاركة 4 مرات من دورة العام 2007 إلى العام 2010.
وقد ازداد عدد العارضين من 637 دار نشر في عام 2009 إلى 840 دار نشر في عام 2010 بنسبة 32%، كما ازداد عدد الدول المشاركة من 52 دولة في عام 2009 إلى 63 دولة في عام 2010 بنسبة 22%، فيما ازدادت المساحة الإجمالية من 16722 متر مربع في دورة 2009 إلى 20192 متر مربع في دورة 2010.
وأكد عدد كبير من الناشرين الذين شاركوا في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب أن مدينة أبوظبي تعيش طفرة تنموية ثقافية استقطبت أنظار العالم بأكمله نحوها، لتفرد مشاريعها الثقافية العالمية التي سجلت إنجازات متلاحقة وسريعة أبهرت الجميع، فاستطاعت أن تتبوأ مكانة رفيعة في مسيرة التنمية الثقافية في العالم.
واعتبر الناشرون أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب هو جزء من هذه الاستراتيجية المتفردة، وقد واصل تألقه على نحو غير مسبوق ليصبح المعرض الأهم في منطقة الشرق الأوسط، وقد صنّفه الاتحاد الدولي للناشرين كأحد أهم المعارض على مستوى العالم.
وأشاد الناشرون بمستوى تنظيم المعرض وتقسيم الأجنحة، واتساع المساحة المخصصة للمعرض، والتي ساعدت دور النشر على تقديم معروضاتها في مساحات أكبر. وتمنى ناشرون أن تحذو المعارض الأخرى النهج ذاته من حيث التنظيم والترتيب والشكل وغنى الأنشطة والفعاليات.
وضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب أقيمت ورش عمل للأطفال لتدريبهم على رسم شخصية "حمدون"، حيث تواجدت هذه الشخصية الكرتونية طيلة أيام المعرض ورافقت الأطفال في جولات في ركن الإبداع وعلى متن حافلة كتاب، حيث تحوّل "حمدون" إلى شخصية مشهورة لما لها من بعد وانتماء إلى الهوية والوطن، إلى جانب أنها أصبحت رمزاً وثيمة يتم التواصل من خلالها مع الأطفال.
وتعتبر حافلة " كتاب " مكتبة وطنية متنقلة تسعى إلى إيصال الكتب مباشرة إلى الجميع، وإعطاء فرصة لمختلف شرائح المجتمع في الحصول على الكتب التي يرغبون بها وتنمية هواية المطالعة، لا سيما في أوساط الشباب والأطفال، وقد شهدت هذه الحافلة إقبالاً كثيفاً لأطفال قصدوها بحثاً عن الاستمتاع بأجواء القراءة ورغبة في الاطلاع على كل جديد.