أخبار

قطر تجدد دعوتها لمنظومة إنسانية إقليمية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة / بدأت فى الدوحة اليوم أعمال المؤتمر الثالث للمنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي تنظمه المنظمة بالتعاون مع جمعية قطر الخيرية ويستمر يومين . ويشارك في المؤتمر الذي يعقد تحت شعار "معا من أجل تضامن فعال "ممثلون عن حوالي مائة منظمة إنسانية وخيرية من 35 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة . ويركز المؤتمر على محورين أساسيين الأول يتعلق بالتعاون بين المنظمات الإنسانية في مجال التأهب والاستجابة للكوارث في العالم الإسلامي، والثاني علي تعزيز التعاون بين المنظمات الإنسانية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
واكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة للتعاون الدولي تأييد دولة قطر للتنسيق الوطيد بين منظمات المجتمع المدني ومنظمة المؤتمر الاسلامي ..وقال "إننا نراها سابقة يجب أن تعمق وأن تبنى على أسس من الشراكة المتينة".
ودعا المشاركين إلى الخروج بتوصيات وقرارات تؤسس لهذه العلاقة الوطيدة وتترجم هذا التنسيق إلى آليات عمل فعالة تكون نموذجاً يحتذى به. كما شدد فى كلمته التى افتتح بها اعمال المؤتمر على دعم دولة قطر لهذه المبادرات الانسانية انطلاقا من قناعتها بضرورة تكاتف الجهود بين كافة ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات.
وقال "لطالما نادت قطر بمنظومة إنسانية إقليمية تكون ركائزها شراكة مبنية على ثقة متبادلة تمهد المجال لشراكة حقيقية مع منظمات المجتمع المدني لضمان اسهامه في السياسات والاستراتيجيات والخطط التنفيذية في المجال الانساني والتنموي".
واضاف ان هذا اللقاء يعتبر استمرارا للجهود الطيبة في مواصلة مسيرة العمل الانساني والتنموي المشترك، والذي يدل على رغبة اصيلة في التنسيق والتعاون.
وأشار الدكتور العطية إلى المعضلات الانسانية والتنموية التي تعانيها منطقتنا كالكوارث والأزمات إلى جانب الأوضاع الإنسانية المحزنة الناجمة عن الحصار الجائر المسلط على الشعب الفلسطيني في غزة والتدهور البيئي ومشاكل الفقر التي لا تعرف حدوداً جغرافية بعينها .
وقال إن كل هذه التحديات تتطلب منا مزيداً من المقاربات الشاملة لحلها وتضافرا في الجهود من أجل التنسيق والتكامل فيما بينها .
وفي هذا السياق ثمن سعادة وزير الدولة للتعاون المبادرات الإنسانية لمنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الإنسانية فى العالم الإسلامي ، مؤكدا أن هذه الجهود هي الطريق الصحيح والأمل في مواجهة هذه التحديات بروح جماعية من أجل مد يد العون للمستحقين. وتمنى سعادته فى ختام كلمته للمؤتمر النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة منه سواء ما يتعلق بتبني إيجاد مدونة سلوك وميثاق شرف للعمل الإنساني وإيجاد آلية لتنسيق فعال مع منظمة المؤتمر الإسلامي والبحث عن حلول لبعض المشاكل الإنسانية التي تعاني منها بعض الدول التي ستناقشون أوضاعها في مؤتمركم هذا.
بدوره قال السفير عطا المنان بخيت الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الإنسانية إن إنعقاد المؤتمر الثالث فى الدوحة والمشاركة الكبيرة التى حظى بها من المنظمات الإنسانية والحضور والتغطية الإعلامية التى واكبته تؤكد أن فكرة تنظيم وحشد مؤسسات المجتمع المدنى تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي قد أصبحت حقيقة ماثلة واكتسبت الزخم الذى تستحقه . وأكد أن هذا النجاح لم يكن حصاداً سهلاً ولامصادفة عابرة وإنما جاء بجهد وكد وعمل دؤوب طوال السنوات الخمس الأخيرة.
وأوضح السفير عطا المنان بخيت أن فكرة جذب منظمات المجتمع المدنى إلى داخل منظمة المؤتمر الإسلامى واحدة من الأفكار الأساسية التى تبناها الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى منذ مباشرته لعمله قبل خمس سنوات..
وأكد أن هذا التوجه الجديد والانفتاح على المنظمات الإنسانية على غاية من الأهمية فى إطار سياسة الإصلاح والتطوير الجارية فى المنظمة. وذكر أن هذه الفكرة تبلورت بشكل واضح أثناء مداولات القمة الإسلامية الإستثنائية الثالثة في رحاب مكة المكرمة التى أجازت برنامج العمل العشرى الذي تناول بشكل واضح ضرورة تفعيل دور المجتمع المدنى وتعزيز الدور الإنساني والتنموي لمنظمة المؤتمر الإسلامي وأجهزتها.
ولفت السفير عطا المنان إلى الخطوات الإصلاحية التى انتهجتها المنظمة في إطار الانفتاح على المنظمات الإنسانية ومن ذلك قرار وزراء الخارجية بمنح المنظمات الإنسانية صفة العضو الإستشاري بمنظمة المؤتمر الإسلامى واستحداث إدارة خاصة للشؤون الإنسانية داخل الأمانة العامة إلى جانب سعي المنظمة هذا العام إلى تكوين مكتب للمنظمات الإنسانية ستتم في هذا المؤتمر مناقشة مهامه وطريقة عمله.
كما لفت في هذا الإطار إلى جهود المنظمة فى تحديث وتطوير صندوق التضامن الإسلامي الذراع المالي الأهم للمنظمة وإنشاء صندوق التضامن الإسلامي للتنمية داخل البنك الإسلامي للتنمية والذى بدأ أعماله ببرامج تنموية طموحة داخل الدول الأعضاء ..مشيرا فى الإطار ذاته إلى أن إتفاقية إنشاء اللجنة الإسلامية للهلال الدولي دخلت مرحلة التنفيذ. وتطرق السفير المنان إلى التحديات المختلفة التي يواجهها العالم عامةًًًًً والإسلامي خاصة في المجال الإنسانى والتنموي ومن ذلك تعدد الأزمات والكوارث وتفاقم الوضع بسبب تغيرات المناخ وتعدد بؤر النزاعات مما أدى لإنتشار وإتساع دائرة الفقر والجوع والمرض، وتدهور البيئة وتفكك المجتمع.
وحذر الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي للشؤون الإنسانية من أن هذه التحديات والكوارث آخذة في الإزدياد وقال "يتوقع أن تتفاقم آثار تغيير المناخ عشرات المرات عما هي عليه الآن وسيكون لزاماً على الدول ومنظمات المجتمع المدني توزيع الغذاء والماء والدواء سنوياً على عشرات الملايين".
وأشار إلى أن الكوارث التي شهدتها عدة دول إسلامية خلال العام المنصرم أكدت ضرورة جسر الفجوة القائمة بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدنى وتوحيد جهودها وتنسيق الأدوار فيما بينها حتى نتمكن سوياً من مواجهة التحديات الإنسانية والتنموية التى تهدد دولنا ومجتمعاتنا. ودعا الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الاسلامي للشؤون الإنسانية إلى تصحيح بعض المفاهيم فيما يتعلق بطبيعية العلاقات بين الحكومات والمنظمات الانسانية ..مطالبا بعلاقة تقوم على الثقة وتبادل الأدوار بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني .
وأكد أن العمل الإنساني ركن أساسي في الثقافة الإسلامية حيث لعبت مؤسساته منذ فجر الإسلام الأول دوراً مهماً في تأهيل المجتمع والاستجابة لحاجياته الأساسية فى أوقات الحرب والسلم وتطوير نظام الحسبة، وظل هذا الدور متواصلاً حتى يومنا هذا.
وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية والتنموية فى العالم الإسلامى أمامها اليوم تحديات كبيرة وتحتاج إلى مضاعفة الجهد ومواصلة العمل لمواجهتها، مشددا على أن منظمة المؤتمر الإسلامي تسعى وفق رؤية واضحة وسياسات مدروسة إلى مساعدة هذه المنظمات في مجال بناء القدرات والتوثيق وتطوير العلاقات البينية وأحكام نظم الرقابة المالية بما يعطيها قوة تنافسية أكبر، ويجعلها أكثر استعداداً في ميدان العمل الإنسانى بمجالاته المختلفة. وفى هذا الإطار أكد أن برنامج هذا المؤتمر يتضمن قضايا إدارية وتنظيمية وفكرية مهمة على رأسها مدونة ميثاق الشرف الإنسانى وتكوين مكتب المنظمات الإنسانية داخل منظمة المؤتمر الإسلامي والتنسيق الميداني في مواجهة الكوارث وتقاسم التجارب الناجحة مما يجعل من هذا المؤتمر معلماً بارزاً في مسيرتنا الإنسانية المشتركة وبما يجعل تعاوننا وتضامننا أكثر فاعلية. وعبر في ختام كلمته عن شكره لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا لاستضافتها هذا الؤتمر.. كما أعرب عن تقديره لقطر الخيرية على حسن تنظيمها لهذا اللقاء الهام.

من ناحيته قال السيد عبدالله حسين النعمة نائب رئيس مجلس إدارة قطر الخيرية ان هذا المؤتمر فى دورته الثالثة الذى تستضيفه الدوحة سيقر مدونة السلوك وميثاق شرف العمل الإنساني الذي يستمد رؤيته من مقومات الهوية الحضارية لأمتنا ومنظومة قيمها الإسلامية السامية.
واكد السيد النعمة فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية ان الميثاق سيشكل إضافة نوعية على المستوى العالمي ويكون إطارا مرجعيا لجميع العاملين في المنظمات الإنسانية وضابطا لحركتهم وهم يؤدون واجبهم الإنساني للشرائح المحتاجة .
كما ذكر ان المشاركين سيقرون في ختام المؤتمر الآليات الفعالة في مجالات التعاون والتنسيق بين منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء بالمنظمة من جهة وبين المنظمات الإنسانية بعضها البعض من جهة أخرى.
واوضح بان هذه الأليات من شأنها تعزيز الجوانب التنظيمية والتأطيرية الخاصة بالاستجابة للكوارث في هذه الدول باعتبار أن ذلك يأتي استجابة لقول الله سبحانه "وتعاونوا على البر والتقوى"، وتحقيقا لمصلحة مشتركة لهذه الأطراف جميعا.
واشار السيد النعمة ايضا الى ان المؤتمر الثالث سيقر آليات التعاون المشترك بين المنظمات الإنسانية في الاستجابة للكوارث على مستوى الميدان خصوصا في الدول الأشد احتياجا للتدخل الإغاثي. واكد فى هذا الاطار "أن الشراكة الفعلية بين هذه الأطراف في مجال تنفيذ البرامج والمشاريع من شأنها أن توثّق عرى التعاون المشترك بين هذه المنظمات وتسهل فتح الابواب أمامها بشكل عام".
واعتبر نائب رئيس مجلس إدارة جمعية قطر الخيرية المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات في ورش العمل التى تخص بعض البلدان الإسلامية التى تم اختيارها، معربا عن الأمل في الخروج بآلية عمل مشتركة وفعالة من شأنها أن تعزز التعاون في تقديم الخدمات للمستحقين في هذه البلدان.
وعبر عن اعتزاز قطر الخيرية بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي في تنظيم النسخة الثالثة لمؤتمر المنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء لمنظمة المؤتمر الإسلامي واستضافته. وأشار إلى الواقع الحالي للدول الإسلامية وما تعانيه بعضها من أزمات إنسانية مزمنة أو شبه مزمنة بسبب كوارث وحروب ما تزال ترزح تحت وطأة تأثيراتها الخطيرة. كما لفت إلى التحديات الأخرى التي تواجهها بعض الدول الإسلامية بسبب الفقر والفاقة والبطالة وتدني مستويات المعيشة .
وقال "إن هذا الواقع يملي علينا جميعا سواء على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي أو المنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء بالمنظمة أن نكون في هذا الملتقى على مستوى المسؤولية وأن نسعى إلى بذل الجهود للخروج بآليات عملية بخصوص الشراكة في مجالات الاستجابة للكوارث والإسهام الفاعل في التنمية المستدامة للمجتمعات الإنسانية. ويتضمن برنامج عمل المؤتمر العديد من جلسات وورش العمل المتعلقة بمتابعة توصيات المؤتمر الثاني ذات الصلة بإدارة العمل الإنساني بمنظمة المؤتمر الإسلامي والوضع الإنساني في العالم الإسلامي".
كما سيتم تسليط الضوء على بعض القضايا التى تعزز عمل المنظمات الإنسانية والخروج بآليات وصيغ تهدف إلى تطوير العمل فى هذا المجال الهام. يشار إلى أن المؤتمر الأول للمنظمات الإنسانية بالدول الأعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامي عقد في السنغال عام 2008..فى حين عقد المؤتمر الثاني في ليبيا عام 2009 .
ويقام على هامش المؤتمر الثالث معرض مصاحب يتيح للجهات المشاركة عرض برامجها وإنجازات مشاريعها الإنسانية فضلا عن انعقاد ورش عمل متخصصة تبحث الوضع الإنساني في الدول الإسلامية الأكثر تعرضا للكوارث.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف