أخبار

السلطات الإيرانيّة تشنّ حملة إعتقالات استباقيّة وتشدّد الأمن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أنصار المعارضة الإيرانيّة خلال تظاهرة سابقة

لندن: تستعد المعارضة الإيرانية لاحتجاجات جديدة ضد النظام يوم الأربعاء الاخير من السنة الفارسيّة الذي يصادف السابع عشر من الشهر الحالي من خلال تعبئة أنصار المعارضة وخاصة الشباب منهم فيما إتخذت السلطات إجراءات استباقية باعتقالات للمشكوك بهم وتشديد الدوريات ونقاط التفتيش وإبطاء شبكة الانترنت وبث رسائل مضللة لإحباط معنويات المحتجين.

وأبلغ مصدر في أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس "إيلاف" انه على الرغم من بدء السلطات الإيرانية باتخاذ بعض الاجراءات وشن حرب نفسية، فإن المواطنين وخاصة الشبان منهم يتأهبون في العاصمة طهران ومدن إيرانية اخرى لانتفاضة جيديدة من خلال الاحتفالات بليلة الأربعاء الأخير من السنة الفارسية في السابع عشر من الشهر الحالي.

وقال إن المعارضة باشرت منذ الان بتوجيه نداءات في مختلف المدن الإيرانية من اجل "تحويل الاحتفال الوطني للأربعاء الاخير من السنة الإيرانية الى انتفاضة عارمة ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه" على حد قوله.

وأشار إلى أن السلطات وفي مواجهة هذه الاستعدادات المناهضة لها فإنها قد لجأت إلى اتخاذ اجراءات في المدن الإيرانية بهدف احتواء انتفاضة الاربعاء من خلال تشديد اجراءاتها الامنية وشنّ حملة اعتقالات استباقية والبدء بحرب نفسيّة عن طريق شبكة الانترنت.

وأوضح ان السلطات بدأت بتعميم رسائل عبر الشبكة تحمل توقيعات مناهضين للنظام تقول "علينا ألا نفعل ما يتذرع به ممارسو العنف"... و"علينا ألا نرفع مستوى مطالبنا وألا نطلق شعارات تمس بأساس النظام" في دعوة واضحة للشبان بالتزام الصمت والهدوء... ورسائل اخرى تقول "علينا أن نقاطع الاحتفالات بليلة الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية". وقال إن السلطات تسعى من استخدام كلمة "المقاطعة" الى "تضليل الشبان ودفعهم إلى الإحباط والخيبة واليأس حسب ظنهم".

وأكد ان أنصار المعارضة، وعلى الرغم من ذلك قاموا بحرق صور المرشد الاعلى خامنئي وقائد الثورة الإيرانية الراحل خميني في شارع جامعة مشهد بمدينة مشهد "شمال شرق إيران" هاتفين بشعارات مناوئة للحكومة فيما توسعت عمليات كتابة الشعارات الداعية للمواطنين إلى الالتحاق بالانتفاضة في ليلة الأربعاء.

واضاف انه على الرغم من وجود نقاط التفتيش والدوريات التابعة لقوات الامن الداخلي، فإن الشبان يقومون الان باستخدام المفرقعات والصواعد الخاصة بالألعاب النارية خلال الليالي الاخيرة التي تسبق الاربعاء في مختلف مناطق بطهران بما فيها "طهرانبارس" و"نارمك" و"صادقيه" و"كوي فردوس" و"بلدة اكباتان" و"ساحة حشمتية" وشوارع "باب همايون" و"ناصر خسرو" و"سعدي".

واشار الى انه في منطقة "عشرت آباد" بطهران تقوم قوات الامن الداخلي بالتفتيش الجسدي للشبان المارين بحجة تقديم شكاوى من قبل سكان المنطقة وذلك بسبب تواجدهم بكثافة في المنطقة وشدة أصوات تفجير المفرقعات والصواعد الخاصة للألعاب النارية. كما تقوم قوات التعبئة "البسيج" بتفتيش ومراقبة السيارات التي يقودها الشبان. وفي منطقة "ستار خان" في العاصمة طهران يخرج الشبان الى الشوارع في معظم الليالي ويفرشون المفرقعات المتقاطرة وسط الشارع مما يؤدي الى ارباك قوات الامن بعد تفجيرها بصوت عال في حرب نفسية معاكسة.

واضاف انه في مدينة اصفهان "وسط إيران" فإن اصوات المفرقعات تسمع بقوة حاليًّا في شوارع "احمد آباد" و"مير" و"زينبية" و"جهار راه وفايي" و"جار باغ بالا" و"منوشهري" الامر الذي ادى قوات الامن الداخلي الى نشر فرقها المسلحة بشكل ثابت في ساحة "انقلاب" التي تعتبر من المناطق التقليدية لإقامة الاحتفالات بليلة الأربعاء الاخير من السنة الفارسية التي تنهي في العشرين من الشهر الحالي.

وأوضح ان المعارضين الذين يستعدون للاحتجاجات قد وزعوا بيانات ومنشورات تدعو المواطنين الى المشاركة في احتجاجات الاربعاء الاخير في كل من مدن "شيراز" و"كرمانشاه" و"رشت" و"لاهيجان" و"بوشهر". واضاف ان قوات الحرس الثوري التي تسيطر على شركة الاتصالات الإيرانية تقوم حاليًّا وفي اجراءات احترازية بفلترة المواقع على الإنترنت والبريد الإلكتروني على نطاق واسع مما أدى إلى بطء الاتصالات عبر شبكة الإنترنت بشكل كبير كما اختلت هذه الاتصالات منذ امس الاول الثلاثاء.

واوضح انه وفقًا للتعليمات الصادرة عن مجلس التأمين في محافظة طهران ستغلق الاتصالات بالهواتف النقالة خلال الاحتفالات بليلة الاربعاء الاخير في مناطق المواجهات وسيتم التقليل من عرض خط التذبذب على الإنترنت إلى الحد الأدنى، لكي لا يمكن الارتباط بالمواقع والتراسل بالبريد الإلكتروني والتقاط وإرسال الأخبار عن الاحتجاجات والمواجهات.

إعلانات إيرانية عن مواعيد تنفيذ إعدامات في شوارع الأحواز

إعلان للسلطات الايرانيّة حول عمليات إعدام

وعلى الصعيد نفسه وفي ظاهرة غير مسبوقة وملفتة للنظر قامت السلطات القضائية الإيرانية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بتوزيع منشورات وتعليق ملصقات في أحياء وشوارع مدينة الأحواز مركز اقليم الاحواز الجنوبي الغربي تعلن عن قيام السلطات بتنفيذ إعدامات بحق عدد من أبناء الإقليم بتهم مختلقة منها "المحاربة" وهي تهمة توجه لكل من يعتقل بتهمة معارضة النظام أو السرقات المسلحة.

وابلغ مصدر احوازي معارض "ايلاف" ان نشر هذه الإعلانات قد جاء خلافًا للقرارات السابقة التي أعلنها رئيس السلطة القضائية السابق "محمود الشاهرودي" ورئيس السلطة القضائية الحالي "صادق لاريجاني" واللذين أعلنا بموجبها منع الإعدامات العلنية في الشوارع والميادين العامة بعد شكلت ظاهرة الإعدامات العلانية ردود أفعال واحتجاجات من قبل منظمات حقوق الإنسان الدولية مما ارغم السلطات الإيرانية على وقف تنفيذ الإعدامات في الأماكن والشوارع العامة.

واشار الى ان "نشر إعلانات من قبل السلطات القضائية في مدينة الأحواز العربية تدعو الى التجمهر لمشاهدة تنفيذ أحكام الإعدام التي نفذت امس الأربعاء بعدد من أبناء الإقليم كانت ملفتة للنظر حيث اعتبرت من قبل بعض الناشطين في مجال حقوق الإنسان والمدافعين عن الحقوق القومية للعرب بأنها وسيلة لإرهاب المعارضين ومنعهم من المشاركة بأي نشاط سياسي".

وقد جاء في احد الإعلانات التي علقت في شوارع المدينة ما يلي "دعوة لمشاهدة تنفيذ حكم الإعدام بمهرب"... الزمان: الأربعاء 19 88/12/سنة إيرانية )10مارس الجاري) الساعة الرابعة بعد الظهر. المكان: مدينة الأحواز - حي رمضان". وجاء في الإعلان الثاني في ذات "تنفيذ حكم اعدام بمحارب لله ورسوله الله وسارق مسلح.. الزمان 22/12/88 (السبت 13 مارس الجاري ) الساعة الرابعة بعد الظهر. المكان - مدينة الأحواز - تقاطع شارع نادري. عدلية محافظة خوزستان (الأحواز).. العلاقات العامة.

وحول الانباء التي اشارت الى منع الرئيس الإيراني السابق خاتمي من السفر اشار الى ان هذه الانباء غير صحيحة لأن خاتمي عازم على السفر الى خارج إيران خلال ايام قليلة لينأى بنفسه عن الاحتجاجات التي ستخرج في يوم الاربعاء الاخير.

وكانت وكالة فارس للانباء قد ذكرت امس ان خاتمي وهو من ابرز مناصري حركة المعارضة منع من السفر خارج البلاد. وقال معاون لخاتمي "هذه الانباء غير صحيحة. لا اؤكدها". وبدوره نفى محامي خاتمي علي زاده طبطبائي الانباء. وخاتمي الذي كان يعد من اعمدة النظام الاسلامي يتعرض لانتقادات حادة من قبل متشددين لدعمه مجموعات المعارضة التي قامت باحتجاجات بعد الانتخابات المثيرة للجدل التي فاز فيها الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية ثانية في حزيران (يونيو) الماضي... وتولى خاتمي الرئاسة الإيرانية للفترة بين عامي 1997 و 2005.

ومن جهتها وجهت السلطات الإيرانية امس "تحذيرات" الى 17 صحف محلية منها واحدة اصلاحية واسعة الانتشار بتهمة "مخالفة آداب المهنة" و"انتهاك القوانين" ونشر "اخبار سطحية". وقال محمد علي رامين نائب وزير الثقافة المسؤول عن وسائل الاعلام في تصريح لوكالة مهران المنشورات المستهدفة "لم تحترم الواجبات الصحافية وانتهكت القواعد الخاصة بوسائل الاعلام ونشرت اخبارًا سطحية وروجت للميول المادية".

وقد تلقت صحيفة بهار الاصلاحية تحذيرًا لاقدامها على "نشر شائعات واكاذيب" كما اوضح رامين الذي لم يقدم مزيدًا من التفاصيل. إما المنشورات الاخرى المستهدفة فإن القسم الاكبر منها مجلات تعنى بالموضة والمنوعات وتغطي ايضًا اخبار المجتمع والثقافة والرياضة. ويأتي هذا "التحذير" بعدما اغلقت السلطات في الاول من الشهر الحالي صحيفة اعتماد الاصلاحية واتهمتها بارتكاب "انتهاكات متكررة" للقوانين الناظمة للعمل الصحافي.

وزادت السلطات الإيرانية التي تتعرض لانتقادات علنية من المعارضة الاصلاحية والمعتدلة منذ اعادة انتخاب الرئيس نجاد المثيرة للجدل من الضغوط على وسائل الاعلام في الاشهر الاخيرة فاوقفت عشرات الصحافيين واغلقت صحفًا وزادت من التحذيرات التي لم تقتصر على صحافة المعارضة وحدها. وكانت السلطات قد وجهت تحذيرًا في 20 كانون الثاني (يناير) إلى 15 صحيفة بتهمة ارتكاب "مخالفات" متعددة واخذت عليها خصوصًا نشر تصريحات لخاتمي اتهم فيها الحكومة بافتعال ازمة في البلاد ونشر مواضيع ومقابلات "تعطي صورة مغلوطة" عن الوضع في إيران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف