نتانياهو ابدى لبايدن "اسفه" لتوقيت اعلان المشروع الجديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ابدى رئيس الوزراء الاسرائيلي أسفه لنائب الرئيس الأميركي اثر اعلان بناء 1600 وحدة سكنية يهودية في القدس الشرقية، وتسبب هذا الإعلان بردود فعل داخلية وخارجية إحتجاجا على هذا القرار الإسرائيلي، وكادت ان تتسبب حكومة نتانياهو بازمة دبلوماسية مع الادارة الاميركية.
رام الله- تل أبيب: اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن "اسفه" لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن اثر اعلان بناء 1600 وحدة سكنية يهودية في القدس الشرقية، كما جاء في بيان رسمي الخميس.
وجاء في البيان ان "رئيس الوزراء تحدث الى نائب الرئيس (الاميركي جو) بايدن واعرب له عن اسفه للتوقيت غير المناسب" للاعلان الاسرائيلي.
من جهته، قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الخميس انه "يقدر" رد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على الضجة التي اثارها اعلان الحكومة بناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية.
وقال بايدن في كلمة في جامعة تل ابيب "احيانا الصديق فقط هو الذي يقر باصعب الحقائق، وانا اقدر استجابة رئيس الوزراء اليوم".
واشار الى ان نتانياهو "اعلن هذا الصباح (الخميس) انه يعكف على وضع عملية تحول دون تكرار ما حدث، واوضح ان البدء الفعلي بالبناء في هذا المشروع بالذات سيستغرق على الارجح سنوات عدة".
واضاف "هذا مهم لانه يمنح المفاوضين وقتا لحل هذه المسالة وغيرها من المسائل العالقة".
وكان أعلن وزير الزراعة الاسرائيلي شالوم سمحون اليوم الخميس أن حزب العمل الذي ينتمي اليه بات عليه ان يفكر في الانسحاب من الائتلاف الحكومي الذي يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقال سمحون إن "حزب العمل بات يجد صعوبات متزايدة في المشاركة في الائتلاف الحكومي الذي انضموا اليه من اجل اعادة اطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين".
واضاف ان "غضب بايدن مبرر. لقد ارتكبت (اسرائيل) خطأ فادحًا وهناك ثمن لا بد من دفعه. لقد بات من الصعب اكثر فاكثر بالنسبة الينا نحن اعضاء حزب العمل ان نستمر في هذه الحكومة". وتأتي هذه التصريحات اثر قرار الحكومة الاسرائيلية السماح ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية.
هذا وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة الأنباء الفرنسية الخميس ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ جامعة الدول العربية قراره بعدم استئناف المفاوضات مع اسرائيل قبل وقف الاستيطان في القدس الشرقية.
وقال عريقات ان "عباس اتصل الليلة الماضية (ليل الاربعاء) بعمرو موسى (الامين العام للجامعة العربية) وابلغه انه قال خلال لقائه امس مع بايدن "يجب الغاء قرار الاستيطان في القدس الشرقية لانه من الصعب الذهاب الى مفاوضات غير مباشرة في ظل استمرار هذا القرار". واضاف "ان عباس قال ايضا لبايدن ننتظر قدوم مبعوث السلام (الاميركي الى الشرق الاوسط جورج) ميتشل الاسبوع المقبل من اجل ابلاغنا بقرار الغاء البناء والا سيكون من الصعب الذهاب الى المفاوضات".
وتسببت حكومة بنيامين نتانياهو بازمة دبلوماسية مع الادارة الاميركية عندما اعلنت خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية عزمها على بناء ال 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية.
من جانبه أكد جو بايدن مجددًا أمس الاربعاء دعم واشنطن لقيام دولة فلسطينية "قابلة للحياة" وانتقد مجددًا في تصريح ادلى به في رام الله في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سياسة الاستيطان الاسرائيلية. وقال بايدن اثناء زيارة قصيرة للأراضي الفلسطينية "يجب ان يعرف الجميع انه لا بديل عن حل الدولتين" ووعد مضيفيه بأن "الولايات المتحدة ستدعم من يركبون المخاطر التي يتطلبها السلام".
وكما فعل الثلاثاء، اتهم نائب الرئيس الاميركي الحكومة الاسرائيلية بـ"تقويض الثقة الضرورية لاجراء مفاوضات مثمرة" مع الفلسطينيين وذلك اثر اعلان اسرائيل الموافقة على بناء مساكن جديدة في مستوطنة. واكد بايدن انه "يتعين على جميع الاطراف الدفع باتجاه مناخ يدعم المفاوضات وعدم تعقيدها" وذلك في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة من اجل اعادة اطلاق عملية السلام المتوقفة منذ نهاية 2008.
وحذر الطرفين من اي "تصريح او بادرة من شأنها تأجيج التوتر او تستبق نتيجة المفاوضات". واثر هذه المباحثات اشاد بايدن ب "شجاعة" الرئيس عباس ورئيس وزرائه سلام فياض. واتهم عباس من جانبه اسرائيل ب "نسف الثقة" وتوجيه "ضربة قاصمة" لمحاولات استئناف الحوار بين الجانبين. كما جدد التزامه بتسوية تقوم على مبدأ الدولتين "دولة اسرائيل تعيش بأمن وسلام الى جانب فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية".
ويطالب الفلسطينيون بأن تقوم دولتهم المستقبلية على اساس حدود ما قبل حرب جزيران/يونيو 1967 وان تكون عاصمتها القدس الشرقية. وبعد اشهر من الجهود الدبلوماسية توصلت الولايات المتحدة الى جعل الطرفين يوافقان على اطلاق مباحثات غير مباشرة اطلق عليها اسم "مباحثات تقارب" وذلك بغرض اعادة انعاش عملية السلام المتعثرة.
ولا يزال الفلسطينيون الذين قبلوا بلا حماس بذلك يطالبون بتجميد تام للاستيطان اليهودي قبل العودة الى المفاوضات المباشرة. بيد ان نتانياهو يرفض اي شرط مسبق ولم يقر الا تجميدًا جزئيًا موقتًا لمدة عشرة اشهر بشأن الاستيطان في الضفة الغربية باستثناء القسم الشرقي من القدس. واثار الاعلان عن مشروع الاستيطان الجديد في القدس موجة انتقادات عبر العالم وخصوصًا من البلدان العربية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وحتى من وزير الدفاع الاسرائيلي.
وظهرت ردود فعل مستنكرة في اسرائيل أيضًا وصولاً الى اعضاء في الحكومة. فقد عبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عن استيائه من هذا القرار، كما جاء في بيان صادر الاربعاء عن مكتبه. وجاء في البيان ان "اوساط وزير الدفاع ايهود باراك تعبر عن غضبها بعد الاعلان غير الضروري عن هذا المشروع الذي يعرقل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين وهي مفاوضات لاسرائيل مصلحة كبرى فيها".
واجمعت وسائل الاعلام الاسرائيلية تقريبًا على ادانة قرار الحكومة الذي وصفته صحيفة هآرتس بانه "صفعة تدوي في العالم اجمع". ولفتت صحيفة معاريف الى ان بايدن "اتى لتحسين العلاقات بين القدس والبيت الابيض .. وما الذي حصل؟ فقد خسرناه هو ايضا في 15 دقيقة". بيد ان النائب داني دانون من حزب الليكود زار الاربعاء مستوطنة رامات شلومو لدعم رئيس الوزراء نتانياهو "في مواجهة الضغوط الاميركية".
في غضون ذلك، صرح سكرتير الحكومة الاسرائيلية تسيفي هاوزر الخميس ان اعلان المشروع الاستيطاني الجديد في القدس الشرقية المحتلة خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن كان "خطأ"، وقال هاوز للاذاعة العامة الاسرائيلية "هذا الاعلان خلال زيارة بايدن كان خطأ. لقد ادى الى اخفاق وهذا الامر يجب الا يتكرر"، لكنه تدارك ان "اعمال البناء (في القدس الشرقية) ستتواصل وفق الحاجات".
من جهة اخرى، اوضح هاوزر ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "اجرى مساء الاربعاء مناقشة حادة مع وزير الداخلية" ايلي يشائي الذي يتراس حزب شاس المتطرف.
وفي ردود الفعل العربية، اعتبر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان "ما بدر من اسرائيل اهانة موجهة لكل العرب". واعلن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني ان اجتماعًا سيعقد مساء الاربعاء في القاهرة لاتخاذ "قرار واضح" ردًّا على القرار الاسرائيلي.
كما اصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانًا ندّدت فيه بـ"هذا المشروع الاستيطاني الذي يتعارض مطلقا مع الشرعية الدولية ويعد خرقًا سافرًا لقرارات الأمم المتحدة"، ورأت فيه "محاولة مرفوضة لاستبعاد ملف القدس المصيري عن مفاوضات الحل النهائي في الوقت الذي أبدت فيه المجموعة العربية استعدادها لإعطاء الفرصة لإجراء مفاوضات غير مباشرة تحت الرعاية الأميركية".
كما صدرت ردود فعل دولية واسعة تندد بهذا القرار الاسرائيلي ببناء وحدات سكنية اضافية في القدس. ففيما رأت برلين ان هذا القرار "غير مقبول في ظل الاعلان مؤخرًا عن استئناف عملية السلام"، واعتبرته باريس "غير شرعي" و"غير مناسب"، جاء في بيان للامم المتحدة ان "الامين العام يدين الموافقة على خطة بناء 1600 مسكن جديد في القدس الشرقية من قبل وزارة الداخلية الاسرائيلية".
واضاف البيان ان بان كي مون "يكرر التاكيد ان المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وان انشطة الاستيطان تخالف التزامات اسرائيل بموجب خارطة الطريق وتنسف اي تحركات نحو عملية سلام قابلة للاستمرار".
وفي لندن، وصف بيان لوزير الخارجية البريطاني دايفيد ميليباند القرار الاسرائيلي بانه "قرار سيئ في وقت سيئ"، معتبرًا انه يعزز موقف اولئك الذين يتهمون اسرائيل بانها لا ترغب في السلام. كما ندد وزيرا الخارجية النروجي والدنماركية الاربعاء بقرار اسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية معتبرين ان هذا القرار يهدد عملية السلام ويرسل اشارة سيئة في توقيت سيئ.
أما روسيا فاعتبرت ان القرار الاسرائيلي ببناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية "غير مقبول"، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية الخميس، وقال البيان "نعتبر هذه الاجراءات من الجانب الاسرائيلي غير مقبولة".
واضاف "انها تخالف اسس القواعد الدولية التي يعترف بها الجميع، وتستبق نتائج عملية المفاوضات التي من شأنها ايجاد حل لمسألة الوضع النهائي، لاسيما القدس"، ودعت الخارجية الروسية "السلطات الاسرائيلية الى تجنب اتخاذ خطوات سلبية احادية الجانب كهذه".
وكانت وزارة الداخلية الاسرائيلية اعلنت الثلاثاء سماحها ببناء 1600 وحدة سكنية في حي رمات شلومو الاستيطاني الذي يقيم فيه يهود متشددون في القدس الشرقية، وذلك خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية لتحريك عملية السلام.