برلين: اعتذار من ضحايا التجاوزات الجنسية

كرر رئيس المؤتمر الاسقفي الالماني المونسنيور روبرت تسوليتش، في ختام لقاء الجمعة مع البابا بنديكتوس السادس عشر، "اعتذاره" من ضحايا الاعتداءات الجنسية على الاطفال التي ارتكبها كهنة.

برلين: قال المونسنيور تسوليتش في مؤتمر صحافي عقده في ختام اللقاء "الانفرادي" الذي استغرق "حوالى 45 دقيقة" في الفاتيكان "اريد ان اكرر هنا في روما الاعتذار الذي عبرت عنه قبل اسبوعين". واضاف ان البابا كان "بالغ التأثر"، وابلغه ب "بتأثر" الاساقفة الالمان حيال تلك التجاوزات ومطالبتهم ب"كشف كل ملابساتها" لأن "للضحايا حقا في ذلك".

وشكر للبابا "دعمه" طريقة المؤتمر الاسقفي الالماني لمعالجة هذه المسألة. وقال "انا متأكد اننا نستطيع متابعة طريقنا لشفاء جروح الماضي وتجنب حصول جروح في المستقبل". وقد استقبل البابا بنديكتوس السادس عشر المونسنيور تسوليتش في اعقاب الفضيحة المدوية للاعتداء على الاطفال في اطار كنيسته.

وتوجه الى الكنيسة الكاثوليكية منذ كانون الثاني/يناير، مجموعة من الاتهامات بحصول تجاوزات جنسية واعمال عنف، شملت اطفالا في مدارس داخلية في السبعينات والثمانينات، مما اثار غضب الحكومة الالمانية. وكشفت في الفترة الاخيرة تجاوزات ضد اطفال منشدين في جوقة ريغنسبورغ التي تولى ادارتها طوال ثلاثين عاما شقيق البابا، المونسنيور جورج راتسينغر.

واكد الاسقف غيرهارد لودفيغ مولر الخميس في روما انه لم يتم التحقق من اي حالة سبقت تولي راتسينغر ادارة الجوقة. وشملت الفضائح 19 من الابرشيات الكاثوليكية السبع والعشرين في المانيا. ووعدت الكنيسة بتوضيح ملابسات كل الاتهامات "بما فيها تلك التي سقطت بالتقادم".

وفي النمسا، علم ان ثلاثة كهنة يقيمون في دير بشمال البلاد عزلوا بعد اتهامهم بتجاوزات جنسية على تلامذة في الثمانينات. وذكرت صحيفة در ستاندارد ان تجاوزات جنسية حصلت ايضا في جوقة المنشدين الصغار الذائعة الصيت في فيينا. وقد دان بنديكتوس السادس عشر مرارا منذ بداية ولايته الحبرية الاعتداءات الجنسية على الاطفال، معتبرا اياها "تصرفا شائنا" و"خطيئة"، كما قال في شباط/فبراير الماضي بعدما استدعى المسؤولين عن الاسقفية الايرلندية، المتهمة هي ايضا بالتجاوزات الجنسية على اطفال من قبل كهنة حصلوا على تغطية من رؤسائهم.

وخلال رحلتيه الى الولايات المتحدة واستراليا في 2008، التقى البابا ضحايا تلك التجاوزات ايضا. واكد ان من يرتكبون هذه الافعال "لا يمكن ان يكونوا كهنة" وانهم سيستبعدون من الكنيسة "لأن المهم ان يكون لدينا كهنة صالحون من ان يكون لدينا عدد كبير منهم". وقد اعطى البابا عندما كان مديرا لمؤتمر عقيدة الايمان في 2001، تعليمات برفع حالات الاعتداء على الاطفال الى الفاتيكان، متهما السلطات المحلية بالتساهل، وانتقد ايضا الكنائس المحلية التي "عالجت احيانا المسألة بطريقة سيئة جدا".

الا ان الاب فيديريكو لومباردي المتحدث باسمه الذي اشار الى "خطورة العاصفة التي تجتازها الكنيسة" برأ ساحة الكنائيس الالمانية والنمساوية والهولندية، مؤكدا انها تصرفت "بسرعة وحزم" لدى اندلاع الفضيحة. وفجر تتابع الفضائح في اوروبا النقاش حول عزوبية الكهنة، وهو تقليد قديم سارع الفاتيكان الى رفض طرحه على بساط البحث. واكد البابا اليوم الجمعة الطابع "المقدس" لعزوبة الكهنة.

وقال لدى استقباله المشاركين في مؤتمر لاهوتي بعنوان "امانة المسيح، امانة الكاهن"، ان العزوبة "هي مؤشر للتكرس التام للمسيح ولشؤون المسيح، وتعبير عن التضحية بالذات وفي سبيل الاخرين". وحرص البابا على ان يكرر تأكيد "قيمة العزوبة المقدسة التي تعتبر في الكنيسة اللاتينية هبة مطلوبة للسيامة الكهنوتية وتحاط بهالة من الاعتبار في الكنائس الشرقية".

من جهة اخرى، اعلن الاسقف تسوليتش تعيين اسقف "مرجعي" في بلاده لمعالجة حالات الاعتداء على اطفال. وقال في ختام اللقاء مع البابا ان "الحبر الاعظم وافق على التدابير التي اتخذها المؤتمر الاسقفي الالماني ومنها تعيين اسقف مرجعي خاص" حول موضوع التجاوزات الجنسية.