أخبار

بعدما أهانتها إسرائيل.. واشنطن تسعى لانقاذ المحادثات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تأزمت بشدة العلاقات الإسرائيلية الأميركية المهمة بالنسبة للشرق الاوسط المضطرب بينما سعى دبلوماسيون يوم السبت لانقاذ محادثات سلام مع الفلسطينيين تتوسط فيها واشنطن.

القدس: توقع مسؤول أميركي كبير "فترة من عدم اليقين هنا في الايام والاسابيع المقبلة" حيث يطالب الفلسطينيون بالتراجع عن خطة استيطانية إسرائيلية جديدة ويرد ائتلاف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي يشمل أحزابا موالية للمستوطنين على انتقادات واشنطن الصريحة على نحو غير معتاد.

ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تصرف اسرائيل بأنه "مهين" بعدما وافقت اسرائيل على بناء 1600 منزل جديد الاسبوع الماضي في منطقة بالضفة الغربية ضمتها الى القدس بينما كان جو بايدن نائب الرئيس الاميركي في المنطقة للتوصل الى اتفاق على مفاوضات مع الجانب الفلسطيني بوساطة اميركية.

وقال بايدن يوم الجمعة انه يعتقد أن نتنياهو صادق في التوصل لاتفاق يمنح الفلسطينيين دولة وان رئيس الوزراء الاسرائيلي يدرك أن إسرائيل "ليس امامها بديل." وعلى الرغم من تأكيد كلينتون أن علاقات واشنطن باسرائيل "دائمة وقوية" فقد قالت لنتنياهو في مكالمة هاتفية يوم الجمعة انه ينبغي أن يعمل على اصلاح العلاقات مع واشنطن وابداء التزامه بتحالف مهم لامن إسرائيل في منطقة معادية.

وذكرت كلينتون أن نتنياهو لايزال مسؤولا عن قرار الموافقة على البناء الاستيطاني الذي أصدرته يوم الثلاثاء وزارة الداخلية الاسرائيلية التي يسيطر عليها حزب شاس الديني الموالي للمستوطنين رغم أنه تفاجأ به. وقال متحدث باسم كلينتون انها أخبرت نتنياهو بأن القرار "اشارة سلبية للغاية بشأن نهج اسرائيل تجاه العلاقات الثنائية ... وقوضت الثقة في عملية السلام".

ولم يتسن الحصول على رد فعل من الحكومة الاسرائيلية على الفور لكن رابطة مكافحة تشويه السمعة في واشنطن والتي تسعى لحشد الدعم لاسرائيل بين اعضاء الكونجرس الامريكي وصفت تصريحات كلينتون بأنها "رد فعل مبالغ فيه بشكل كبير."

وقال أبراهام فوكسمان أحد أعضاء الرابطة "نحن مصدومون ومندهشون من نبرة الادارة وتعرية إسرائيل في العلن. وأضاف "لا يمكننا تذكر حالة فيها استخدام لغة بهذه الحدة مع دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة. لا يمكن للمرء سوى ان يتساءل عن المدى الذي يمكن ان تذهب اليه الولايات المتحدة في الابتعاد عن إسرائيل حتى ترضي الفلسطينيين."

ويسعى الرئيس الاميركي باراك أوباما لعلاقات أميركية أفضل مع العالم العربي الذي يدعم الفلسطينيين كما يسعى لتعزيز التحالفات في المنطقة المنتجة للنفط وخاصة ضد ايران التي تطور تكنولوجيا نووية وضد اعداء اسلاميين مثل تنظيم القاعدة.

ويعتقد بعض المحللين ان كسر الجمود بشأن اقامة دولة فلسطينية بعد 20 عاما من المحادثات ربما يساعد على تحدي المفاهيم العربية بأن واشنطن عبد لاسرائيل وان كان الدعم القوي لإسرائيل في الكونغرس يعمل على الحد من الضغوط الاميركية. وقال مساعدون للرئيس الفلسطيني محمود عباس انه ينتظر لقاء جورج ميتشل مبعوث أوباما عندما يعود الى المنطقة خلال الايام المقبلة قبل أن يتخذ قرارا حول التزام قطعه قبل أسبوع ببدء محادثات مع نتنياهو عبر وسطاء أميركيين.

وقضى ميتشل وادارة أوباما أول عام لهما في السلطة في الضغط على الفلسطينيين للتراجع عن مقاطعتهم المحادثات منذ الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول 2008 . وعلى الرغم من عدم رضائه عن قرار تجميد جزئي للبناء في المستوطنات يستمر عشرة شهور اتخذته إسرائيل في نوفمبر تشرين الثاني فان واشنطن مارست ضغطا أكبر على عباس للعودة الى طاولة المفاوضات. ووافق الرئيس الفلسطيني قبل أسبوع على محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تستمر أربعة أشهر بعد موافقة جامعة الدول العربية على الامر مما أعطى لعباس غطاء سياسيا أمام انتقادات من حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين "الرئيس عباس قال للامريكيين انه سيكون من الصعب جدا التوجه لاي محادثات دون الغاء القرار الاسرائيلي ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية والتعهد بعدم القيام بأي عطاءات أو نشاطات استيطانية في المستقبل وان الجانب الفلسطيني ينتظر الرد مع قدوم المبعوث الاميركي ميتشل." وقال مسؤول أميركي كبير إن واشنطن قد تركز على التقليل من أهمية موافقة اسرائيل على بناء وحدات استيطانية جديدة بالقول ان ذلك لن يحدث قبل عام على الاقل وان واشنطن تتفهم الصعوبات التي تواجه نتنياهو.

ووصف المسؤول موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بأنه شائك بسبب اعتماد ائتلافه على جماعات موالية للمستوطنين. لكنه قال إن واشنطن تتوقع أيضا أن يتجنب نتنياهو أي تكرار لنزاعات حول المستوطنات وقال "يعلم الاسرائيليون أن الطريقة الوحيدة للبقاء في الجانب الايجابي من المعادلة معنا وعلى الصعيد الدولي هي ألا تتكرر هذه النزاعات." وحتى مجال المحادثات المحتملة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني محل شك ولا يرى كثيرون احتمالا سريعا للتوصل الى حل للصراع.

وترفض إسرائيل حتى الان مطالب فلسطينية بأن تشمل المحادثات غير المباشرة "قضايا الوضع النهائي" ومن بينها الحدود واللاجئين ووضع مدينة القدس. وأدان وسطاء اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا خطة الاستيطان الاسرائيلية وقالت اللجنة انها ستقيم الموقف في اجتماع مقرر بموسكو هذا الاسبوع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف