توقّع هزيمة ساركوزي في الإنتخابات الاقليميّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
على الرغم من أن الانتخابات التي ستشهدها فرنسا يوم الاحد هي مجرد انتخابات محليّة، إلا أنّ السباق نحو قصر الإليزيه قد بدأ فعلاً. ويتوقع المراقبون هزيمة ساركوزي حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن الاشتراكيين قد يحققون 52 في المئة من الأصوات خلال الجولة الثانية من الاقتراع الذي يتم على مرحلتين.
باريس: بدأ الفرنسيون بالتصويت صباح الاحد في اول دورة من الانتخابات الاقليمية التي يتوقع ان تؤول الى هزيمة اليمين الحاكم بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي انهى نصف ولايته الرئاسية. وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها في الساعة 8:00 (7:00 تغ) للسماح ل44.2 مليون ناخب باختيار 1880 عضوا في المجالس الاقليمية.
وستغلق مكاتب الاقتراع في الساعة 20:00 (19:00 تغ) عندما تنشر شبكات التلفزيون تقديرات معاهد استطلاعات الراي التي غالبا ما تكون قريبة من النتائج النهائية. وقبل التصويت توقعت الصحف ومعاهد استطلاعات الراي هزيمة نكراء للاتحاد من اجل حركة شعبية الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي الذي ستتقدم عليه لوائح اليسار والمدافعين عن البيئة.
وسيدرس المحللون نتائج هذه الانتخابات المحلية بعناية لتحديد الحزب الذي من المرجح أن يفوز بالانتخابات الرئاسية ومن ثم الوصول إلى قصر الإليزيه.
ومن المقرر أن تركز الانتخابات على القضايا المحلية مثل توفير النقل والمبادرات الاقتصادية، لكن في ظل ارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت 10 في المئة وانخفاض شعبية الرئيس ساركوزي إلى مجرد 36 في المئة، فإن الناخبين يجدون أنفسهم ملزمين باستغلال هذه الفرصة لمعاقبة الحكومة المركزية.
ويبدو ان اليسار الذي يرأس 24 اقليمًا فرنسيًّا من اصل 26 منذ 2004 -ويسيطر اليمين فقط على كورسيكا والالزاس- سيفوز بكافة المجالس الاقليمية وسيستعيد المصداقية في وجه اليمين.
وافادت اخر الاستطلاعات عن تضاؤل الفرق بين الاغلبية الرئاسية والمعارضة الاشتراكية في الدورة الاولى (من 27,5% الى 29% لليمين ومن 29,5% الى 30% للحزب الاشتراكي). لكن بامكان الحزب الاشتراكي ان يعول في الدورة الثانية على اصوات الخضر (ما بين 14 الى 15%) واليسار الراديكالي في وجه يمين يفتقر الى اصوات احتياطية.
واعربت الامينة العامة للحزب الاشتراكي مارتين اوبري عن "الامل في ان تكون خريطة الاقاليم مساء 21 اذار/مارس (موعد الدورة الثانية) ملونة بالوردي" لون الاشتراكية.
من جانبه، اقر رئيس الوزراء فرانسوا فيون ان المعركة ستكون صعبة بالنسبة إلى معسكره. وقال "صحيح انه ليس لدينا الكثير لنخسره" بينما يترشح عشرون وزيرًا الى السباق الانتخابي.
ومما زاد الطين بلة توقع ان تكون نسبة مشاركة الناخبين في ادنى مستوياتها اي نحو الخمسين بالمئة على ما تفيد الاستطلاعات بمناسبة هذا الاقتراع المعقد الاجراءات والذي دعي للمشاركة فيه 44,28 مليون ناخب لاختيار 1880 نائبًا في المجالس الاقليمية.
ووجه الرئيس ساركوزي مساء الجمعة النداء الاخير الى الفرنسيين قبل الانتخابات دعاهم فيه الى الاقبال على الاقتراع. وقال في ندائه الذي نشره على صفحته على الفايسبوك على شبكة الانترنت "ان الاقتراع ليس واجبًا فحسب بل هو واجب مدني ايضًا".
ويرى المحللون السياسيون ان الامتناع عن التصويت سيطال بالخصوص الاغلبية. وقال فيليب بروه ان "من جهة اليسار هناك استياء كبير من ساركوزي وفي اليمين هناك حيرة شديدة من بعض الاصلاحات والانفتاح" على شخصيات يسارية عينها ساركوزي في مناصب مهمّة.
وتوقع برونو جانبار من معهد اوبينيونواي ان يتحول هذا الاقتراع الاخير قبل الانتخابات الرئاسية سنة 2012 الى فرصة "للتعبير عن الاستياء من سياسة الرئيس".
واضطر ساركوزي الذي ارتفعت نسبة المستائين من سياسته الى نحو 60% حسب اخر الاستطلاعات، الى مواجهة عدة ازمات منذ الخريف تراوحت من ترشيح ابنه الاصغر لرئاسة مجمع كبير لرجال الاعمال الى النقاش حول الهوية الوطنية والهجرة الذي تخللته تصريحات عنصرية من عدة وزراء.
وركزت الحملة الانتخابية كثيرًا على الهجمات الشخصية بعيدًا ممّا كان ينتظره الناخبون المستاؤون من تداعيات الازمة وارتفاع نسبة البطالة الى 10% (في اعلى مستوى منذ عشر سنوات) ورحيل الاستثمارات وخفض عدد الوظائف العمومية.
وتخللت الاسبوع المنتهي حركة احتجاجات اجتماعية عدة في قطاعات التربية والمستشفيات والقضاء زادت من قلق الفرنسيين.
وأكّد ساركوزي في مقابلة مع مجلة لوفيغارو ماغازين الجمعة انه "سيولي اهتمامًا لما سيعبر عنه الفرنسيون".
لكنه اشار الى ان هذه الانتخابات لن تكون لها انعكاسات وطنية. وقال ان "الاقتراع يومي 14 و21 اذار/مارس اقليمي وستكون نتائجه ايضًا اقليمية"، مستبعدًا اي تعديل وزاري كبير على الرغم من أنّه لم يستثنِ "بعض التعديلات الحكومية".
ومن الجانب الاشتراكي يفترض ان تشكل هذه الانتخابات "حافزًا لطالما كان منتظرًا" كما قالت ليبراسيون، بعد اخفاقه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية سنة 2007 والاوروبية سنة 2009.
واذا تحقق ذلك، فإنّ انتصارًا واضحًا قد يسمح لمارتين اوبري بتعزيز موقعها في قيادة الحزب الاشتراكي في انتظار اقتراع 2012، في وجه منافستها سيغولين روايال المرشحة في معقلها باقليم بواتو شارانت (وسط غرب) والمعزولة داخل الحزب الاشتراكي ودومينيك ستروس-كان المدير الحالي لصندوق النقد الدولي الذي يحظى بشعبية كبيرة.
انقسامات في صفوف الاشتراكيين
لكن على الصعيد الوطني، لا يزال الاشتراكيون يواجهون انقسامًا بشأن قيادة الحزب لكن في ما يخص المستوى المحلي، فإن الحزب يحظى بمركز قوي للغاية.
في الواقع يسيطر الحزب الاشتراكي على مجمل المناطق الفرنسية باستثناء جزيرة كورسيكا والمنطقة الشرقية في الألزاس لكن يأمل الحزب من خلال انتخابات الأحد في السيطرة على كل فرنسا وفرض وجوده.
ويعتقد أوليفر فيراند من مركز الأبحاث، "تيرا نوفا" ذي الاتجاه اليساري أن المشهد السياسي الفرنسي بات يتغير لصالحهم.
وأضاف قائلاً إن "الناخبين الديمقراطيين المسيحيين الذين كانوا في السابق يصوتون لصالح اليمين، انتقلوا الآن إلى معسكر اليسار".
ومضى قائلاً "والسبب في ذلك، أن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بقيادة ساركوزي أصبح أكثر تشدّدًا وانعطف إلى جهة اليمين بهدف استقطاب أنصار الجبهة الشعبية وهو حزب يميني متشدد".
وتابع أن "الديمقراطيين المسيحيين لم يحذوا حذوه... وقررا بالتالي التصويت لصالح اليسار". وأدت سياسات ساركوزي الأخيرة إلى تراجع شعبيته بشكل صارخ لدى الناخبين.