تايلاند: أصحاب "القمصان الحمراء".. كفاح من أجل الديمقراطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بانكوك: تدفق محتجون مناهضون للحكومة من أصحاب "القمصان الحمراء" على بانكوك يوم الاحد في تجمع حاشد يهدف الى الضغط من أجل اجراء انتخابات جديدة.
وتعتقد الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية التي تؤيد رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا أنها يمكن أن تجمع مليون شخص في بانكوك وأن تطيح بحكومة تقول انها واجهة للملكيين والنخبة والجيش.
من هم أصحاب القمصان الحمراء؟
تستمد الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية دعما كبيرا من فقراء الريف الموالين لتاكسين بسبب سياسات من شأنها استمالة الجماهير اتخذها عندما كان في منصبه في الفترة من 2001 الى 2006. وكان الكثيرون من أصحاب "القمصان الحمراء" بين الملايين الذي ساعدوا تاكسين الملياردير على تحقيق فوز ساحق في الانتخابات مرتين.
وما زالت الجبهة تؤيد تاكسين على الرغم من ادانته في قضية فساد ومصادرة 1.4 مليار دولار من أرصدته اعتبرت المحكمة العليا أن تاكسين حصل عليها من خلال استغلال نفوذه. ويعتقد كثيرون من ذوي "القمصان الحمراء" أن قضايا الفساد والانقلاب الذي أطاح به عام 2006 لها دوافع سياسية.
وأصحاب "القمصان الحمراء" ليسوا جميعا مؤيدين لتاكسين بلا تحفظات غير أنهم جميعا يشعرون بالغضب بسبب طريقة الاطاحة به ويعتقدون أن شخصيات ذات نفوذ تقوض الديمقراطية بشكل مستمر.
ما الذي يحتجون عليه؟
يقول أصحاب "القمصان الحمراء" ان حملتهم ليست سوى كفاح من أجل الديمقراطية ومعركة ضد النخبة في تايلاند والتي تشمل مستشاري الملك ورجال الاعمال ذوي النفوذ والقادة العسكريين ورجال القضاء والذين يقولون انهم أساءوا استغلال سلطتهم وتآمروا للاطاحة بالحكومات المنتخبة بطرق شتى.
وتقول الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية ان الحكومة غير مشروعة لانها ليست منتخبة وانما شكلها الجيش "في انقلاب صامت" في ديسمبر كانون الاول عام 2008 بعد حل حزب حاكم موال لتاكسين.
وتريد الجبهة اجراء انتخابات جديدة وهي على يقين من أن حزب بويا تاي الموالي لتاكسين سيفوز بها. ويعتقد على نطاق واسع أن تاكسين الذي يعيش خارج البلاد هو الزعيم غير المعلن لجبهة الديمقراطية ضد الدكتاتورية وحزب بويا تاي.
ما هو موقف الاسواق؟
يعتقد الاجانب الذين يتوقعون ارتفاعا في البورصة التايلاندية أن الحكومة ستجتاز الازمة وأن أسعار الاسهم أخذت في حساباتها بالفعل عامل المخاطرة وأن البلاد تتعافى بشكل جيد من الازمة المالية العالمية. وارتفعت بورصة تايلاند نحو أربعة في المئة على مدى الشهر المنصرم لكنها تراجعت بقدر ضئيل بحلول ظهر يوم الجمعة.
ومن شأن أي اضطرابات طويلة نتيجة احتجاجات هذا الاسبوع القضاء على هذه المشاعر كما أنها ربما تجبر بنك تايلاند المركزي على تأجيل رفع متوقع في أسعار الفائدة بسبب الحاجة لحماية النمو.
وتراجع عائد السندات الخمسية نقطة أساس واحدة الى 3.51 في المئة يوم الجمعة اعتقادا بأن سعر الفائدة الرئيسي الذي يحدده البنك المركزي ربما يظل عند مستوى قياسي منخفض يبلغ 1.25 في المئة حتى يونيو حزيران أو بعد ذلك.
وعلى المدى المتوسط لا يزال أمام الانقسامات بين سكان تايلاند وقت طويل قبل حلها. وبما أن الانتخابات مقررة بحلول العام المقبل والملك لايزال يعالج في المستشفى فان المخاطر ربما تكون أكبر مما يتوقعه بعض المستثمرين.
هل من المرجح حدوث عنف في "مسيرة المليون"؟
يعتقد أغلب المحللين وبعض الاجهزة الامنية أن الاحتجاجات ستمر دون عنف سياسي لكنهم لا يستبعدون وجود "طرف ثالث" يسعى الى اذكاء الاضطرابات اما لنزع المصداقية من أصحاب "القمصان الحمراء" أو من الحكومة.
ورغم أن الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية أقرت بأنه سيكون من الصعب الاطاحة بالحكومة دون عنف فانها تعلم أن مصداقيتها ستتلاشى بصورة كبيرة اذا ما حرضت على الاضطرابات حتى أنها ربما تفقد التأييد وربما تنهار في نهاية الامر. وأثار هذا مخاوف من احتمال محاولة استغلال معارضي الجبهة لهذا الوضع.
ما هو المدى الذي قد يذهبون إليه؟
في عام 2009 حاصر أصحاب "القمصان الحمراء" مكتب رئيس الوزراء وسدوا تقاطعات رئيسية في بانكوك كما أجبروا السلطات على إلغاء قمة دولية كانت على بعد 150 كيلومترا.
بعد ذلك اشتبك مئات من أصحاب "القمصان الحمراء" مع القوات في بانكوك على مدى 14 ساعة في أسوأ عنف شهدته تايلاند في 17 عاما. وتقول الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية ان الحكومة استعانت ببلطجية أثاروا الشغب. ومنذ ذلك الحين نظمت العديد من التجمعات الحاشدة وكانت كلها سلمية واجتذبت في العادة بين 10 الاف و20 ألف شخص.
ما هي درجة تنظيمهم؟
نظمت حركة "القمصان الحمراء" العديد من التجمعات الحاشدة خلال الشهرين المنصرمين مستهدفة المؤسسات والمنظمات التي يتهمونها بازدواجية المعايير لمحاباة النخبة. وتمكنت الحركة من اخراج واحد من أكبر مستشاري الملك من منزل ريفي أقيم على أرض كان يشغلها بشكل غير مشروع.
وتدير الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية العشرات من المحطات الاذاعية ومواقع الانترنت والمتآجر الى جانب قناة تلفزيونية.
وزعمت بعض الشخصيات العسكرية الموالية لتاكسين أنهم شكلوا "ميليشيات شعبية" لكن الجبهة المتحدة سارعت بنفي أي حركة شبه عسكرية في صفوفها.
ما هو الموقف من أصحاب القمصان الحمراء؟
يشعر الكثير من سكان بانكوك بالضجر من الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الدكتاتورية ويتهمونها بالسعي لاحداث انقسام في البلاد والتحريض على العنف للاطاحة بالحكومة والسماح لتاكسين باستعادة السلطة السياسية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ويقول أصحاب القمصان الحمراء ان هذا الموقف نابع من الدعاية الحكومية التي تحذر المواطنين من الجبهة ومن الاعلام الحكومي المنحاز.
وتشكو الشركات من أن الجبهة تضر بسمعة البلاد وانها تبعد المستثمرين والسائحين وتشتت جهود الحكومة وتحول دون تحسن الاقتصاد.
ويصف الكثيرون أصحاب القمصان الحمراء بأنهم "ريفيون سذج" يتلقون مبالغ مالية مقابل حضور التجمعات الحاشدة. ويقول اخرون ان لديهم أهدافا شيوعية جمهورية. وتنفي الجبهة هذا وتقول انها تؤيد الملكية الدستورية.