أخبار

عناقيد الغضب ناضجة في شرق السودان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يتصاعد الغضب في شرق السودان، وهي منطقة فقيرة منسية، من منظمات الاغاثة الانسانية التي تعمل في دارفور وفي جنوب السودان.

كسلا: يقول احمد عبد الباقي وهو تاجر شاب يملك محلا غطاه التراب في سوق كسلا، عاصمة شرق السودان الواقعة على الحدود السودانية الاريترية، ان "الاقتصاد لا يسير جيدا وتجارتي ليست مزدهرة". وفي سوق هذه المدينة الواقعة عند سفح جبال تاكا، يمضي الرجال ايامهم في ارتشاف القهوة تحت اشعة الشمس في انتظار العثور على عمل. ويقطن اربعة ملايين نسمة شرق السودان وهم موزعون بين ولايات كسلا والقضارف والبحر الاحر. وتمردت هذه المنطقة على حكومة الخرطوم لسنوات طويلة ولكن متمرديها لم ينجحوا في اثارة الاهتمام الاعلامي كما فعل الجنوبيون وابناء دارفور.

وفي العام 1994 بدأ متمردو الشرق في حمل السلاح ضد السلطة المركزية من خلال حركتي "مؤتمر البجه" الذي تاسس في خمسينات القرن الماضي ويحمل اسم اكبر قبيلة في شرق السودان، و"الاسود الاحرار" الذين ينتمون الى قبيلة الرشايدة وهم عرب اصولهم من شبة الجزيرة العربية واليمن كان اجدادهم هاجروا الى شرق السودان في القرن التاسع عشر.

ويطالب متمردو شرق السودان بتوزيع عادل للثروة اذ تعاني منطقتهم من الفقر والتخلف الاقتصادي وهي المطالب نفسها لجنوب السودان واقليم دارفور. وبموجب اتفاق سلام ابرمته الحكومة في العام 2006 مع "جبهة الشرق"، وهي ائتلاف ضم متمردي الشرق، تعهدت السلطة بمنح مناصب لممثلي الشرق في الحكومة المركزية وبانشاء صندوق للتنمية براسمال 600 مليون دولار. لكن القليل من التقدم سجل فعلا مما ادى الى تزايد المرارة لدى سكان شرق السودان مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية والاقليمية المقرر اجراؤها في نيسان/ابريل المقبل.

ويقول المسؤول الرفيع في مؤتمر البجه صلاح سركوين لوكالة فرانس برس "لقد فقدنا فرصتنا، فبمقتضى اتفاق السلام كان يفترض ان يحصل الاف من شبابنا الذين تخرجوا من الجامعات على وظائف في جهاز الدولة والذين يعملون في الحكومة كان يفترض ان يحصلوا على ترقيات وطيفية ولكن لم يحدث اي شيء من هذا".

وخلافا للاتفاق مع الجنوبيين، لم يندرج النص على اتفاق السلام مع متمردي الشرق في الدستور ولم يتم توقيعه برعاية دول اجنية بخلاف اريتريا. ويخشى اهل الشرق ان تنتهي المهلة المحددة في الاتفاق، وهي العام 2011، من دون تحقيق اي مكاسب. ويقول مسؤول في شرق السودان طلب عدم ذكر اسمه ان هذه المنطقة "اهملت تماما ليس فقط من الحكومة وانما من المجتمع الدولي ايضا، فهناك القليل جدا من المنظمات غير الحكومية الناشطة في هذا الاقليم الفقير" الذي ازدادت فيه الاحوال سوءا بسبب الجفاف الذي ادى الى انخفاض محصول الحبوب.

وتعد مشكلات الاقليم احد الرهانات الرئيسية في الحملة الانتخابية. ففي ولاية البحر الاحمر، تحالف مرشحو عدة احزاب معارضة لازاحة الحاكم المحلي عضو حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير. ويؤكد عبد الله ابو فطيمة مرشح المعارضة لمنصب حاكم الولاية ان "شرق السودان لديه موارد (ذهب ونفط) تتم ادارتها بشكل سيء اذ ركز حزب المؤتمر الوطني اهتمامه على ميناء بور سودان" وهو مرفأ مهم على البحر الاحمر يتم تصدير النفط عبره.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف