تل أبيب: العلاقات مع واشنطن تواجه اسوأ ازمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رأت تل أبيب ان العلاقات مع واشنطن تشهد أسوأ أزمة منذ 35 عاماً، وذلك على خلفية القرار الإسرائيلي ببناء مستوطنات جديدة في القدس الشرقيّة، تزامناً مع زيارة جو بايدن للمنطقة.
تل أبيب: حذر سفير اسرائيل لدى الولايات المتحدة مايكل اورين من ان العلاقات بين اسرائيل واميركا تواجه " اسوأ ازمة منذ خمسة وثلاثين عاماً " رغم محاولة مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التقليل من خطورتها . وذكرت صحيفتا هأرتس ويديعوت احرونوت الصادرتين اليوم ان السفير اورين اجرى اتصالات هاتفية مع القناصل الاسرائيليين العامين فى الولايات المتحدة طالباً منهم الشروع في حملة اعلامية ودبلوماسية للتأكيد ان اعلان البناء في مستوطنة " رامت شلومو بالقدس الشرقية " لم يكن يستهدف المساس بزيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لاسرائيل مؤخراً .
وتعارضت تصريحات السفير الاسرائيلي مايكل اورين وهو مؤرخ بارز في شؤون الشرق الاوسط مع تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال ان الخلاف بسبب الاعلان عن خطة البناء الذي قالت ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما بانه سلوك " مهين" هو تحت السيطرة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن اورين قوله في افادة هاتفية في مطلع الاسبوع مع دبلوماسيين اسرائيليين اخرين "علاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة تمر بأسوأ أزمة منذ عام 1975 ... أزمة ذات أبعاد تاريخية." وكان اورين يشير في تصريحاته التي نشرتها وسائل اعلام اخرى الى الضغوط الاميركية عام 1975 على اسرائيل لاعادة الانتشار في صحراء سيناء المصرية بعد حرب عام 1973 . وكانت اسرائيل قد احتلت سيناء في حرب عام 1967 . ولم يكن لدى وزارة الخارجية الاسرائيلية تعقيب فوري
وفي ذات السياق اجرى مستشارا رئيس الوزراء الاسرائيلي يتسحق مولخو ورون درمر امس، سلسلة مكالمات هاتفية مع كبار المسؤولين في الادارة الاميركية ومع الموفد الاميركي جورج ميتشل في مسعى لامتصاص الغضب الاميركي حيال اسرائيل . وعبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاحد عن أسفه ازاء الاعلان عن خطة استيطان يهودية تسببت في تعكير العلاقات مع واشنطن وتهدد احياء محادثات السلام مع الفلسطينيين. وفي أول تعليقات علنية على ما وصفه معلقون اسرائيليون بأخطر أزمة يواجهها مع واشنطن منذ توليه مهام منصبه قبل عام لم يشر نتنياهو الى أنه سيستجيب للمطالب الفلسطينية بالغاء مشروع لبناء 1600 منزل استيطاني جديد.
وقال نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته بعد تأنيب من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "اقترح الا نندفع وان نتحلى بالهدوء." وأضاف "كانت هناك حادثة تدعو للاسف هنا وقعت بحسن نية" في اشارة الى اعلان وزارة الداخلية الاسرائيلية اعتزام البناء في منطقة بالضفة الغربية ضمتها اسرائيل للقدس وذلك خلال زيارة جو بايدن نائب الرئيس الاميركي للمنطقة الاسبوع الماضي.
وتسبب توقيت الاعلان بعد موافقة الفلسطينيين على اجراء محادثات سلام غير مباشرة في حرج كبير لبايدن وأثار علامات استفهام بشأن امكانية أن تضر سياسة الاستيطان الاسرائيلية بالتعاون الامني الاسرائيلي الامريكي في مواجهة ايران. وفي اشارة للاعلان الصادر عن وزارة الداخلية التي يسيطر عليها حزب شاس الديني الشريك في ائتلاف حكومي تسيطر عليه أحزاب موالية للمستوطنين من بينها حزب الليكود بزعامته قال نتنياهو "كان مؤذيا وما كان يتعين أن يحدث بكل تأكيد."
وقال ديفيد اكسلرود المساعد الكبير للرئيس الاميركي باراك اوباما متحدثا لقناة (ان.بي.سي) التلفزيونية ان تصريحات نتنياهو ردا على الانتقادات الاميركية توضح أن "الرسالة وصلت". وتوقع مسؤول أميركي كبير "فترة صعبة هنا خلال الايام أو الاسابيع القادمة" مع مطلب الفلسطينيين العدول عن خطة الاستيطان.
ويعود المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشيل للمنطقة في وقت لاحق هذا الاسبوع لمحاولة استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ ديسمبر كانون الاول 2008. ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس استئناف المفاوضات من دون تجميد اسرائيلي شامل لبناء المستوطنات.
ووصف نبيل ابو ردينه الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية تصريحات نتنياهو بأنها غير كافية للوفاء بما يتطلبه بدء المفاوضات. وقال "ان المطلوب هو الغاء القرار الاسرائيلي وعدم العودة الى سياسة الاستفزاز للجانب الفلسطيني." وفي تصريحات حادة على نحو غير معتاد وصفت كلينتون سلوك اسرائيل بأنه " مهين" بسبب موافقتها على المشروع واعلانها عنه أثناء زيارة بايدن الذي ركز خلال زيارته على التزام واشنطن بأمن اسرائيل وبفرض عقوبات على ايران.
ورغم تأكيد كلينتون على أن علاقات واشنطن مع اسرائيل "ثابتة وقوية" فقد أبلغت نتنياهو في مكالمة هاتفية يوم الجمعة بضرورة العمل على اصلاح العلاقة. وقال نتنياهو انه كلف فريقا يضم مسؤولين كبارا ببحث التطورات التي سبقت الاعلان عن المشروع الاستيطاني "وضمان وجود اجراءات تحول دون حدوث مثل هذه الوقائع في المستقبل." ولم يتضح على الفور ما اذا كان التحقيق سيسهم في عودة التناغم للعلاقات مع واشنطن بعد الخلاف الاخير بين نتنياهو والرئيس الاميركي باراك اوباما.
وكتبت صحيفة معاريف واسعة الانتشار على صدر صفحتها الاولى وتحت رسم كارتوني يظهر أوباما يقوم بغلي نتنياهو في وعاء للطهي "في اللهيب". وكتب المعلق عالوف بن في صحيفة هاارتس اليسارية ان نتنياهو بلغ "لحظة الحقيقة".
وأضاف أن نتنياهو لابد وأن يختار بين التعاون السياسي مع اليمين وحاجته الى الدعم الاميركي في وقف برنامج ايران النووي الذي يقول عنه الغرب انه لانتاج سلاح نووي فيما تنفي ايران هذا الاتهام. وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي أغضب نتنياهو المستوطنين وأنصارهم عندما أعلن تجميدا مدته عشرة شهور في بناء منازل جديدة بداية بمستوطنات الضفة الغربية بيد أنه استثنى القدس من المرسوم. واشادت واشنطن بالقرار.
التعليقات
خدعة
فراس -خدعة أميركية اسرائيلية مشتركة للضحك على العرب من اول وجديد