نتنياهو يتجاهل الإنتقادات الدوليّة ويعلن إستمرار الإستيطان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
العلاقات الأميركية - الإسرائيلية منذ عام 1948
القدس: أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست الاثنين ان البناء الاستيطاني سيستمر في القدس، بما في ذلك الشطر الشرقي من المدينة الذي تحتله إسرائيل، وذلك في ظل انتقادات دولية حادة تواجهها الدولة العبرية ولاسيما من طرف الولايات المتحدة.
وقال نتنياهو امام وفد برلماني من اعضاء حزبه الليكود ذي التوجهات اليمينية ان "البناء سيتواصل في القدس كما كان في السنوات ال42 الماضية". واضاف ان "تجميد الاستيطان لعشرة اشهر في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) سينتهي في الموعد المحدد".
في غضون ذلك، اكدت وزارة الخارجية الاميركية ان اسرائيل "حليف استراتيجي للولايات المتحدة وستبقى كذلك" رغم الازمة القائمة حاليا بين البلدين بسبب الاستيطان في القدس الشرقية، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "ان اسرائيل هي حليف استراتيجي وستبقى كذلك".
ومع اقراراه بوجود "نقطة محددة تثير القلق" اضاف "ان التزامنا بامن اسرائيل يبقى قائما ولا يمكن ان يتزعزع".
كما واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تنتظر "جوابا رسميا" من اسرائيل على مخاوفها اثر الاعلان عن بناء حي استيطاني جديد في القدس الشرقية، من دون التعليق على تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاخيرة.
ونوه وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في تصريحات نشرتها الاثنين صحيفة "الرياض" السعودية بموقف واشنطن إزاء توسيع الاستيطان في القدس الشرقية، الا أنه دعا الاميركيين الى "إجراءات" تتصدى للسياسة الاسرائيلية.
وعن قرار بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية، وهو قرار أشعل أزمة دبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة، قال الأمير سعود إنه "مثال آخر على رعونة السياسة الاسرائيلية وعنجهيتها وإفشالها لاي جهد عربي ودولي مخلص لتحقيق السلام".
واضاف "نحن ننوه بالمواقف الدولية الواضحة في إدانة هذا الاجراء وخصوصا الولايات المتحدة". الا انه اعتبر ان هذه المواقف "تظل قاصرة اذا لم تواكبها اجراءات تتصدى لهذه السياسات الإسرائيلية الأحادية الجانب والمناهضة لجهود السلام في المنطقة". واضاف ان "الولايات المتحدة عليها مسؤوليات كبيرة في هذا الشأن خصوصا وهي راعية عملية السلام، كما انها سبق وان صرحت بأنها ستنتهج مبدأ الشفافية في الإعلان عن الطرف المعرقل للمفاوضات".
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الاثنين ان استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات و"إجراءاتها الاستفزازية يقوض فرص تحقيق السلام" في الشرق الاوسط. ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الاردنية عن جودة قوله خلال استقباله وزير الخارجية القبرصي ماركوس كبريانو ان "استمرار اسرائيل في إجراءاتها الاستفزازية والمرفوضة دوليا يقوض فرص تحقيق السلام ويزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".
واكد جودة "رفض وادانة الاردن لجميع الاجراءات الاسرائيلية الاحادية التي تقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة، خصوصا بناء المستوطنات والاجراءات التي تستهدف تغيير هوية القدس والاماكن المقدسة فيها ووجوب الوقف الفوري لها".
وجدد "ادانة الاردن لقرار الحكومة الاسرائيلية بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية". وتعقدت محاولات الولايات المتحدة لإحياء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من جديد بسبب اعلان إسرائيل عن بناء حي يهودي جديد في القدس الشرقية يضم 1600 وحدة.
من جانبها، أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في كلمة في مقر الجامعة العربية في القاهرة الاثنين ان القرارات الإسرائيلية الاخيرة ببناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية "عرضت للخطر وقوضت (..) بدء مفاوضات غير مباشرة" فلسطينية إسرائيلية.
وقالت اشتون ان "موقف الاتحاد الاوروبي من المستوطنات واضح: المستوطنات غير شرعية وتشكل عائقا امام السلام وتهديدا يجعل حل الدولتين مستحيلا وهو حل يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتانياهو) انه يؤيده".
واضافت الدبلوماسية الاوروبية التي عينت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خلفا لخافيير سولانا ان المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين "عاجلة لانني اخشى على المستقبل وعاجلة لان إسرائيل لديها رئيس وزراء يتمتع بالشعبية ومدين لشعبه بالتحرك نحو الحل الذي يؤيده، عاجلة لان الفلسطينيين على الرغم من كل شيء وبمساعدتنا على استعداد لخوض المفاوضات من اجل تسوية سلمية".
وتابعت ان "الحصار المفروض على غزة غير مقبول اذ ادى الى معاناة انسانية هائلة كما انه يضر بشدة بإمكانية المضي قدما الى الامام" نحو التسوية. غير انها دعت الفلسطينيين الى "ترتيب بيتهم" معتبرة ان "استمرار الانقسامات بين الفلسطينيين لا يخدم مصالحهم".
هذا وبدأت حكومة نتنياهو التي تواجه أسوأ ازمة ثقة مع الولايات المتحدة منذ عقود، هجومها المضاد معتمدة فيه على اللوبي الاميركي الموالي لإسرائيل والواسع النفوذ في واشنطن. واثار اعلان إسرائيل خلال زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاسبوع الماضي عن مشروع استيطاني كبير في القدس الشرقية المحتلة، ازمة دبلوماسية حادة بين البلدين الحليفين.
ورأى سفير إسرائيل في الولايات المتحدة مايكل اورن في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الإسرائيلية، ان هذه الأزمة هي "الاخطر منذ 35 عاما" حين أرغمت الولايات المتحدة إسرائيل على الانسحاب جزئيا من منطقة سيناء المصرية التي كانت احتلتها. ويمتنع نتنياهو في مواقفه الرسمية عن توجيه انتقادات صريحة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما تجنبا لتفاقم الخلاف، وقد اعطى تعليمات صارمة لوزرائه بتجنب الإدلاء باي تصريحات حول المسألة.
غير ان ذلك لم يمنع احد وزراء حزبه الليكود من اتهام اوباما بـ"السعي لإسقاط حكومة نتنياهو" واستغلال الأزمة للحصول على تنازلات من إسرائيل في عملية السلام"، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة معاريف الشعبية، بشرط عدم ذكر اسمه.
وفي الولايات المتحدة، دافع اعضاء جمهوريون في الكونغرس الاثنين عن اسرائيل في ازمتها الحالية مع واشنطن حول الاستيطان في القدس الشرقية، وقال السناتور المحافظ سام براونباك الداعم لاسرائيل في بيان انه يستحسن على الولايات المتحدة نقل السفارة الاميركية الى القدس ومعالجة "التهديد النووي الايراني المتنامي".
من جهتها رأت اليانا روس ليتنن اكبر ممثلة جمهورية في لجنة الخارجية في مجلس النواب الاميركي الاثنين في بيان ان اسرائيل "دولة حليفة وصديقة لا يمكن للولايات المتحدة الاستغناء عنها"، واضافت ان "الادانات الاميركية لاسرائيل والتهديدات حول علاقاتنا الثنائية تضر بحلفائنا وبعملية السلام على حد سواء وتشجع اعداء اسرائيل والولايات المتحدة"، واعربت ايضا عن "قلقها للاسلوب الملطف" الذي تتوجه به واشنطن الى السلطة الفلسطينية وسوريا وايران.
وانتقدت لجنة الشؤون العامة الاميركية الإسرائيلية (ايباك) المرتبطة بصلات وثيقة مع إسرائيل، التصريحات الاخيرة الصادرة عن الادارة الاميركية حول العلاقات بين البلدين. وقالت ايباك في بيان نشر الاحد ان ملاحظات الحكومة الاميركية "حول العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل مثيرة للقلق".
وكان ايب فوكسمان رئيس منظمة يهودية مهمة هي "رابطة مكافحة التشهير" اعرب عن "ذهوله" لقيام الادارة الاميركية "بتوبيخ إسرائيل علنا حول مسألة البناء في القدس". وقال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن زالام شافال العضو في الليكود الحاكم ان "من مصلحة البلدين تسوية هذا الخلاف باسرع ما يمكن، وانني على ثقة باننا سنتوصل الى ذلك مثلما فعلنا دوما في الماضي".
وحذر من مخاطر ان "تؤدي الانتقادات الاميركية الشديدة اللهجة لإسرائيل التي يفترض ان تسمح بتحريك عملية السلام، الى نتيجة عكسية بدفع الفلسطينيين الى المزيد من التشدد". ورأى الخبير السياسي ايتان جيلبوا ان ازمة الثقة "في الاتجاهين، اذ ان إسرائيل تشك في تصميم الرئيس اوباما على وقف البرنامج النووي الإيراني".
واوضح هذا الاستاذ في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب ان في وسع نتنياهو الافادة من "تراجع شعبية اوباما في الولايات المتحدة على ضوء اخفاقاته على الصعيد الداخلي ولا سيما لدى الناخبين اليهود الذين صوتوا له بكثافة". وفي المقابل، يرى محللون اخرون في إسرائيل ان قسما كبيرا من اليهود الاميركيين غير مستعد لتبني دعم ايباك غير المشروط لإسرائيل.
واعربت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية الواسعة الانتشار الاثنين عن تخوفها من "فقدان دعم شريحة كاملة من اليهود الاميركيين هي اليسار المعتدل الذي يعتبر سياسة نتنياهو (الاستيطانية) استفزازية".
ووجه عدد من اعضاء فريق اوباما في طليعتهم جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وكبير مستشاري البيت الابيض ديفيد اكسلرود، انتقادات شديدة اللهجة الى المشروع الاستيطاني في القدس الشرقية، حاملين ايضا على توقيت اعلانه. ومن المقرر ان يلقي كل من نتنياهو وكلينتون كلمة خلال المؤتمر السنوي لايباك المقرر بين 21 و23 اذار/مارس.