أخبار

الخلفيات والضغوط وراء زيارة جنبلاط لدمشق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نجحت المساعي التي قام بها الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله،وحدّد الخميس المقبل، على الأرجح، موعدًا لزيارة جنبلاط إلى العاصمة السورية دمشق، بعد فراق طويل، وترقّب طال إنتظاره.

بيروت: تتوّج دمشق عودتها إلى الإمساك إلى حد بعيد بالحياة السياسية في لبنان بعد خروجها العسكري "المذل" منه ربيع العام 2005 باستقبالها الخميس المقبل على الأرجح، رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي كان عمليًّا قائد "إنتفاضة الإستقلال" إثر اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، جنبلاط الذي لولاه لما كان تحقق يوم "14 آذار" (مارس) التاريخي ذلك العام.

رفاق جنبلاط السابقون في حركة " 14 آذار" إلتزموا الصمت بعد إعلان "حزب الله" في بيان مساء الإثنين نجاح مساعي الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في إقناع القيادة السورية باستقبال الزعيم الإشتراكي، لكن أحد السياسيين ممن يعتبرون فاعلين والمتمسكين بمواقف الحركة والإستمرار في خطها السيادي، قال لـ "إيلاف" إن ما ورد في بيان "حزب الله" عن إستقبال جنبلاط في سورية هو "مهين".

وكان قد جاء في البيان أن "القيادة السورية نظرًا إلى حرصها على احسن العلاقات مع جميع اللبنانيين، وجميع القوى السياسية في لبنان، ومع الاخذ في الاعتبار كل المواقف والمراجعات والتطورات التي حصلت أخيرًا، فإنها ستتجاوز عما حصل في المرحلة السابقة، وستفتح صفحة جديدة تأمل ان تعود بالخير على الجميع".

وبذلك سقط احتمال، بل رهان لدى فريق من المتابعين على أن القيادة السورية لن تستقبل جنبلاط مهما فعل وأنها بالأحرى لن تستقبله زعيمًا، وستمضي في تدفيعه ثمن مواقفه السابقة منها سياسيًا، وقيل إن عليه التخلي عن بعض مساعديه مثل الوزيرين وائل أبو فاعور وأكرم شهيب، كما عليه أن يتراجع أمام المحكمة الدولية عن إفادته أمام لجنة التحقيق الدولية أيام كانت برئاسة القاضي الألماني ديتليف ميليس، عندما اتهم القيادة في سورية باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وكشف لـ "إيلاف" أحد السياسيين الذين يترددون على دمشق ويلتقي مسؤولين فيها إن إقدام جنبلاط على تضمين لائحتيه في الشوف وعاليه المرشحين الذين أصبحوا نوابًا - رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون ونائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" جورج عدوان والكتائبي فادي الهبر- أثار استياء متجددًا في دمشق من جنبلاط الذي كان قد بدأ قبل الإنتخابات مسيرة معاودة التقرب من العاصمة السورية.

وأضاف: أصيبت بعض الأوساط المطلعة بـ "نقزة" بعد مقتل أحد الشبان في ظروف غامضة في منطقة حاصبيا بإطلاق الرصاص في سيارته قبل نحو شهرين، وهو من أنصار جنبلاط وقيل إنه ممن شاركوا في المواجهات التي جرت في منطقة الشويفات خلال حوادث 7 أيار ( مايو) 2008. وثمة من اعتبر أن في الأمر رسالة ما. ولم تكبر القضية بل كان حرص على "استيعابها".

من جهة أخرى، عبّر مسؤولون سوريون غير مدنيين لبعض زوارهم اللبنانيين عن استياء من عودة أنصار حزب "القوات اللبنانية" إلى مناطق الجبل. علمًا أن هؤلاء يحرصون حرصًا شديدًا حتى في عز التفاهم السياسي الكامل مع جنبلاط تحت مظلة "14 آذار" التي كانت تجمعهم، على ألا يكون حضورهم منظورًا وفاقعًا، أو مخالفًا لتوجهات جنبلاط وحزبه في الشؤون المحلية، وذلك لعدم إثارة أي حساسيات بالنظر إلى الماضي الدامي بين الفريقين .

وكان لغط ساد بعد حديث جنبلاط في إطلالته الإعلامية عبر قناة "الجزيرة" السبت الماضي (حديث وصفه الرجل بأنه "آخر الكلام) لأنه قدم فيه اعتذارًا ضمنيًا غير واضح عن كلامه في حق الرئيس السوري بشار الأسد ، إذ قال إنه كلام "غير لائق وغير مألوف وصدر عني في لحظة غضب وتوتر وفي "ساعة تخل" ، بمعنى إنه لم يكن مسيطرًا خلال ذلك الوقت على انفعالاته ، ولم يعتذر من الشعب السوري بعدما قيل إن هذا الإعتذار مطلوب منه أيضًا.

واعتبر حلفاء لدمشق في لبنان بعد حديث جنبلاط أن كلام الرجل ومواقفه من حلفائه السابقين في قوى 14 آذار ( مارس) جاءتأقل سلبية مما كانت عليه في الأشهر الماضية، حتى ان جنبلاط تحدث عن" العبور الى الدولة"، وعن أهمية اتفاق الهدنة مع اسرائيل، وعن انخراط "حزب الله" في الجيش والدولة لاحقًا، وحرص على ابراز موقعه الوسطي بين الفريقين المتنازعين في لبنان والتمسك به. أي إن جنبلاط الذي أعلن في2 آب( أغسطس) الماضي خروجه من قوى 14 آذار، لم يعلن دخوله في 8 آذارالحليفة للقيادة السورية.

صحيح إن مواقفه تعبر عن إقرار بهزيمة، لكنه قاتل سياسياً لتحسين شروطه وخفض الثمن السياسي المتوجب عليه والوصول الى "استسلام مشرّف" في سبيل حفظ طائفته و"شعبه"، لكنه لم يتنازل عن كل أوراقه ولم يقدم كل ما لديه قبل الزيارة لدمشق، وقد بدا واضحًا في كلامه الأخير أنه لن يقدم على تنازلات أكبر، خصوصًا أنه كما بدا من المقابلة عبر "الجزيرة" يعمل في سبيل هدف رئيس، هو تسليم مقاليد الزعامة الدرزية والحزبية إلى نجله تيمور، ولا يتطلع إلى علاقة تحالفية بينه وبين الاسد. بل يخفض سقف طموحاته الى حد لا يتجاوز "زيارة دمشق" لمرة واحدة استثنائية، زيارة يأمل في أن تكون كافية لفتح طريق دمشق أمام تيمور وليد كمال جنبلاط وتوريثه موقعًا سياسيًّا غير مثقل بأحقاد وعداوات.

ويقول بعض جلساء الزعيم الدرزي إنه لن يترشح للإنتخابات النيابية في 2013 ، وبعد أن يتسلم نجله الزعامة مع النيابية يرغب وليد جنبلاط فعلا في أن يعيش مدة في أحدى دول أوروبا والإنصراف إلى كتابة مذكراته فيها .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
موقف مؤسف
عبد الصمد البصري -

كان على السيد جنبلاط ان يبقى مصرا على موقفه والذي كان مشرفا ومعبرا عن ارادة الشعب اللبناني وان لا يرضخ لعصابة نصر الله الدموية.ان الموقف المخزي والمجرم الي اتخذه النظام الديكتاتوري المجرم في سوريا وعصابته من حزب الله سئ الصيت في لبنان من قضية الشعب العراقي ومحاربتهم وقتلهم امئات الالاف من الشعب العراقي بحجة كرههم لامريكا وتصفية حساباتهم الاقليمية القذرة وبمشاركة ايران الشر ,, لقد اثبت اولئك المجرمين حقدهم على الشعب العراقي وتمجيدهم للبعث الفاشي الدموي ,و لقد انكشفت شعارات المجرم نصر الله بدفاعه عن نظام البعث المجرم الدموي وبانت حقيقته لكل العراقيين الشرفاء وبات مكروها ومنبوذا من اكثرية الشيعة وذلك لاصطفافه بجانب نظام الدم والاجرام في سوريا والمعروف في كل العالم ببشاعته ودمويته وديكتاتوريته الموروثة والمخزية ,, مع الاسف عليك يا جنبلاط وعلى مسيرة والدك المشرفة في الوقوف بوجه الديكتاتورية البعثية الهمجية ودموية القومجيين وزمرهم من الطبالين والرداحين الذين اغرقوا المنطقة والامة كما يدعون ببحور من الدم والتخلف والامراض , ان مصافحتك للمجرم نصر الله هي بداية السقوط لك وغدا لناظره قريب , رحم الله شهداء الشعب العراقي ,,

مبروك
نديم نادم -

مبروك لجنبلاط و عقبال جعجع و الجميل

lebanon
maz -

النائب جنبلاط لم يعتزر و هو إعترف بأنه اخطأ في بعض الإهانات الموجهة للرئيس الأسد. لقد تم الصلح و سيزور جنبلاط سوريا معزز و مكرم و سيعود إلى مكانه الطبيعي. بعض حلفاء جنبلاط في فترة التخلي بدؤوا يعدون العدة كما فعلوا مع الجنرال عون للهجوم على زيارة جنبلاط بيك. و عدة هذا الهجوم كثيرة و متنوعة ، لكن العنوان الأساسي هو عودة جنبلاط الى سياسته القديمة الداعمة لسوريا و المؤيدة للمقاومة. لقد عاد إلى تاريخه و تاريخ اجداده.

.
ابو يزن -

ولم يقدم كل ما لديه قبل الزيارة لدمشق ,صحيح لان جنبلاط سيقدم كل شيئ في الشام امام الاسد انتم لا تتعلمون ولا تريدون ان تتعلموا المراهنه على دول النفط او الغرب او حتى ايران في لبنان فاشل هذه البلد المسماه لبنان لا يمكن لها ان تسير بعيدا عن الشام الواقع الجيوسياسي والامني والاجتماعي والتراكم التاريخي يجعل للشام اليد الاطول في كل شيئ في لبنان

..
fahad -

مبروك للامه العربيه هكذا قاده. تغير الوانها ومبادئها كل ما اقتضت الحاجه .عسى ان يتعض الفقراء من ابناء هذه الامه الذين يردون الشعارات ويرفعون اللافتات في المسيرات.

real men
kamil -

nasrallah real mens,not like others half mens

صدقت
المراقب -

صدقت يا دكتور المشكلة أن حكامنا ملونين بس ما شفت نصر الله لون جلدته مثل غيره و هذا الشخص هو من أتشرف به من العرب

secret
Mr. CiA -

The syrians taped a movie for Junbulat family in non-well positions. that''s why he changed everything

We lived those years
Samir -

Really, well go back to Nasralla speeches in 1980s. Hizbolla even fought deadly wars against the Syrian army in Beirut in 1987 and against the Qawmee party in Mashgara around the same year, and then against Amal for years. These were all deadly battles. Then, we were with Nasrallah too and Syria fought us so badly in Tripoli when the Tawheed Movement was supported by Iran and when Iranian and Shia clergy would come and address us in the Friday prayers and we received them like brothers. Then when Iran asked Nasrallah to become pro-Syria and turn against the Sunnis brothers in Lebanon, he immediately turned against us after we were with him all these years in Tripoli, in Saida and in the Bekaa Al-Gharbee. Except in Beirut where Amal is more present and the Sunni-Shiite relationship is as a result bad. So Narsalla changed and he changed a lot and he needed not lose his brothers in guns in Lebanon to satisfy his Syrian .

عجيب
مغترب -

كنت اتمنى ان ارى اسم الكاتب و من قال له ان الخروج السوري من لبنان كان مذلا.و من هو هذا السياسي من 14 اذار الذي تكلم عن موقف وليد جنبلاط. لكن ايلاف هي هي لا تتغير و منبر للقصص الخيالية.

Dream
F@di -

حلمي ان ارى السيد ايلي الحاج في دمشق....بصحبه الرفيق جعجع...انه حلم...هل يتحقق ؟

فادي -

فعلا يلي ختشو ماتو يا عيب الشوم

Future
Marc -

What people are not seeing is that Syria will be an close ally with the USA and things will turn around in the Middle East. Jumblatt just took the short cut

افضل منهم
عيس -

النظام السوري افضل منهم كل الذين سبو هذا النظام الان يتمنو لو يكونو بوابين عند النظام, الصراع الان اوربي امركي في المنطقةونحن الضحية, الامركان غرقا في المستنقع الافاغني والعراقي, وسوريا ورقة ضغط قوي في لبنان والعراق على الامركان قوة هائلةالامركان لا يردون ان يفتحو جبهة ثالثة عليهم, مد سني هائل ونائم والذي يمسكهم نظامحديد ونار, سوريا اصبحت قوية في المنطقة اكثر من الاول,