لوبان يعود الى حلبة السياسة في فرنسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
استعاد جان ماري لوبان، الزعيم الفرنسي الذي ينتمي لاقصى اليمين والذي لعب على المخاوف من انتشار الاسلام، المبادرة السياسية في فرنسا بعدما حقق نتائج قوية في انتخابات اقليمية، الامر الذي يمثل مشكلة للرئيس نيكولا ساركوزي.
باريس: بعد سلسلة من الانتكاسات في الاونة الاخيرة فازت الجبهة الوطنية بزعامة لوبان بنسبة مفاجئة بلغت 11.74 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى من الانتخابات وستضعف الدعم الذي تحظى به الكتلة المحافظة بزعامة ساركوزي في جولة اعادة تجرى في 21 مارس اذار.
وانتشى لوبان البالغ من العمر 81 عاما بنصر شخصي كبير وفاز بنسبة 20.29 في المئة من دعم الناخبين في منطقة بروفانس كوت دازور في جنوب فرنسا والتي استوعبت مئات الالاف من المهاجرين القادمين من شمال افريقيا في العقود القليلة الماضية. وحققت مارين ابنة لوبان نتائج طيبة وحصلت على 18.31 في المئة من الدعم في أقصى شمال فرنسا حيث عززت مخاوف من تراجع الانتاج الصناعي موقفها بين الطبقة العاملة. وقالت مارين لوبان وقد بدت عليها السعادة والارتياح "نحن في وسط اللعبة السياسية مرة أخرى."
ولا تزال أمام الجبهة مشاكل كثيرة بدءا من انشقاقات واسعة في صفوفها وصولا الى وضع مالي كارثي الا أن منافسيها سيتوقفون الان على الاقل عن كتابة نعيها وسيفكرون بدلا من ذلك في طرق جديدة لمواجهة تقدم الجبهة مرة أخرى. وقال معارضون للجبهة الوطنية ان تراجع الاقبال على الانتخابات يوم الاحد عاقب اليمين الا أن النتيجة لا تزال أفضل بكثير مما حققته في الانتخابات الاخيرة. وحصلت الجبهة الوطنية على 6.34 في المئة فقط من الاصوات في انتخابات البرلمان الاوروبي العام الماضي و4.29 في المئة في انتخابات الجمعية الوطنية عام 2007 .
ووصف وزير الهجرة الفرنسي ايريك بيسون الجبهة الوطنية بأنها "شبح لم يعد يخيف أحدا" الشهر الماضي بعد استطلاعات للرأي أشارت الى أن لوبان لن يحقق نجاحا في الانتخابات الاقليمية. واعتقد ساركوزي نفسه انه تمكن من تحييد الجبهة الوطنية في 2007 عن طريق اقتراح حلول صارمة من جانبه لاهم قضيتين بالنسبة للجبهة وهما الهجرة والامن.
لكن خطوة اتخذتها الحكومة في 2009 لتنظيم نقاش واسع حول الهوية الوطنية أحيت الاهتمام بأقصى اليمين عن طريق انعاش جدل حول طريقة التعامل مع المهاجرين والاسلام في دولة يوجد بها أكبر عدد من المسلمين في أوروبا. وقال هنري ري رئيس البحث في المؤسسة الوطنية للعلوم السياسية (ساينسز بو) "أعاد الجدل حول الهوية الوطنية الى الواجهة قضايا محببة للجبهة الوطنية ... وأثبت أنه حقق نتائج عكسية للحزب الحاكم."
وأثبت لوبان الذي قال ان الاقتراع في الانتخابات الاقليمية سيكون اخر حملة انتخابية له أنه داهية عندما أثار المخاوف من الاسلام الاصولي فكسا لوحات الاعلانات بملصق صور فرنسا وقد غطاها العلم الجزائري وامرأة محجبة وماذن. وكتب على اللوحة شعار "لا للاسلمة." واحتجت الحكومة الجزائرية على الامر وأصدرت محكمة حكما يصف الملصقات بأنها عنصرية وأمرت بازالتها مما حقق للجبهة الوطنية دعاية مجانية وهي التي تعاني من نقص في التمويل. وقالت مارين لوبان "هل نحن أحرار نتمتع بالسيادة أم لا.. هل نحن تحت امرة الحكومة الجزائرية.."
وضم لوبان الاب الملصق المحظور الى صدره عندما ظهر في ساعة الذروة بالتلفزيون يوم الاحد للتفاخر بنتيجة الانتخابات وصور نفسه ضحية للنظام. وقال لوبان "أظهرت الجبهة الوطنية التي قال الناس انها انتهت وماتت ودفنها الرئيس أنها لا تزال قوة وطنية وانها تكبر على الارجح." وكان فوز لوبان بالمركز الثاني في انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2002 قد أصاب العالم بصدمة.
لكن نتيجة يوم الاحد لا تحل كل مشاكل الجبهة الوطنية. وأفرغت هزائم منيت بها الجبهة في السابق خزينتها وحدت من مواردها وأجبرتها على الانتقال من مقرها الفخم بالقرب من باريس الى مكاتب أكثر تواضعا. وهناك أيضا قضايا لم تحل تتعلق بالزعامة في الجبهة الوطنية فمن المتوقع أن يسلم لوبان الراية لابنته قبل عام 2012 في خطوة أثارت اتهامات بالمحاباة وشجعت بعضا من أنصارها على الانشقاق عنها وتكوين حركات خاصة. وقال ري من ساينسز بو "لم يمت الحزب لكنه لا يزال ضعيفا جدا بسبب مشاكل تتعلق بالزعامة."وأضاف أنه من المبكر للغاية القول ان كان الحزب سيمكنه المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة كما فعل في 2002 . وأضاف "انتخابات الرئاسة عام 2012 نوع مختلف تماما من الانتخابات ولا يمكننا أن نحدد ماذا سيكون عليه شكل الوضع الاقتصادي. ستطرح قضايا مختلفة تماما."