أخبار

الرباعيّة تدعو إسرائيل لوقف البناء الاستيطاني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اجتمعت اللجنة الرباعية لبحث دعم عملية السلام في الشرق الأوسط في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين بسبب مضي حكومة نتنياهو في سياسة تهويد القدس وبناء المستوطنات، على الرغم من الاحتجاجات الدولية المتصاعدة، مما أثار أسوأ أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ عقود.

موسكو:طلبت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط من اسرائيل "تجميد" كل نشاط استيطاني واعربت عن "قلقها البالغ" لتدهور الوضع في غزة، بحسب بيان اصدرته اثر اجتماعها في موسكو.

واورد البيان الذي تلاه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمر صحافي "تحض اللجنة الرباعية الحكومة الاسرائيلية على تجميد كل انشطة الاستيطان، بما فيها (تلك المرتبطة ب) النمو الديموغرافي الطبيعي، وعلى ازالة كل الحواجز التي اقيمت منذ اذار/مارس 2001 وعلى الامتناع عن القيام باعمال هدم وطرد من القدس الشرقية".

واعربت اللجنة الرباعية ايضا عن "قلقها البالغ من التدهور المستمر للوضع في قطاع غزة، وخصوصا الوضع الانساني وحقوق الانسان للسكان المدنيين". وشارك في اجتماع الرباعية في موسكو كل من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون وبان كي مون.

واعربت اللجنة الرباعية عن املها في ان تؤدي المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين في الشرق الاوسط الى "تسوية" في غضون 24 شهرا، وقال بان أن "اللجنة الرباعية تعتقد ان المفاوضات يجب ان تؤدي الى تسوية تفاوضية بين الطرفين في غضون 24 شهرا".

واضاف ان هذه التسوية يجب ان "تضع حدا للاحتلال الذي بدأ في 1967 والى ولادة دولة فلسطينية مستقلة ديموقراطية وقابلة للحياة تعيش بامان الى جانب اسرائيل وباقي جيرانها".

ورحبت السلطة الفلسطينية الجمعة ببيان اللجنة الرباعية الدولية، معبرة عن املها في تحويله الى "اليات تلزم اسرائيل على الارض" بوقف الاستيطان. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة ان بيان اللجنة الرباعية الدولية "مهم جدا والاهم ان تلتزم به اسرائيل".

وقال عباس في بيان رسمي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "بيان اللجنة الرباعية للشرق الأوسط الذي حثت فيه اسرائيل على وقف كافة النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، مهم جدا، ولكن الاهم ان تلتزم اسرائيل بما ورد فيه حتى تنطلق عملية السلام".

وأضاف ان "أساس المشكلة هي الاستيطان وبالذات في القدس لأن القدس كالضفة الغربية وغيرها، والمفروض أن تلتزم إسرائيل أولاً ببيان الرباعية ولكن في الأساس يجب أن تلتزم بخطة خارطة الطريق فإذا التزمت تكون هذه الخطوة جيدة".

كما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس "نرحب بالبيان ونطلب من اللجنة الرباعية ان تحول بياناتها الى اليات تلزم اسرائيل على الارض بتنفيذ التزاماتها وخصوصا وقف كافة الانشطة الاستيطانية في عموم الاراضي الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

واضاف عريقات "نريد آليات مراقبة من الرباعية لمراقبة الوقف التام للاستيطان من قبل اسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية". وهذا الاجتماع، الذي تشارك فيه أطراف اللجنة الأربعة وهي الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة، كان مقرّرًا اساسًا أن يعقد لتقديم الدعم للمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل، والتي نجحت واشنطن بعد طول عناء في انتزاع موافقة الطرفين عليها.

غير أن قرار الحكومة الاسرائيلية السماح ببناء 1600 مسكن استيطاني في القدس الشرقية وأد هذه المفاوضات في مهدها.

وعلى الرغم من هذه الانتكاسة، وعلى الرغم ايضًا من اطلاق صاروخين من قطاع غزة على جنوب اسرائيل الخميس اسفر احدهما عن مقتل عامل زراعي تايلاندي وما تلاه من ردّ اسرائيلي تمثل بغارات ليلية نفذتها الطائرات الحربية الاسرائيلية على القطاع واوقعت جريحين فلسطينيين، فإن واشنطن لا تزال متمسكة باستئناف المفاوضات.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الخميس في موسكو قبيل توجهها الى حضور مأدبة عشاء مع باقي شركائها في الرباعية ان "اهدافنا تبقى هي هي". واضافت ان الرباعية تريد "استئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين في مسلك يؤدي الى حل الدولتين".

وشددت الوزيرة الاميركية على انه "لم يجر شيء من شأنه ان يعدل بأي شكل من الاشكال طريقة التزامنا بمواصلة هذا الهدف (...) لما فيه صالح المنطقة والعالم". ولم تخف حدة التوتر بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والادارة الاميركية التي نددت بشدة بقرار الحكومة الاسرائيلية بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية، إذ تحرص واشنطن على التكرار يوميًّا أنها لا تزال تنتظر توضيحات من الجانب الإسرائيلي.

في هذه الاثناء،رد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على طلب توضيحات تقدمت به واشنطن، بالمطالبة ب "اجراءات ثقة" لاعادة اطلاق الحوار مع الفلسطينيين من دون مزيد من التفاصيل وفي ظل تواصل مناخ التوتر. ففي مسعى الى التهدئة، اتصل نتانياهو مساء الخميس بوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ليبلغها "اجراءات تهدف الى ارساء مناخ من الثقة" يمكن ان تتخذها اسرائيل والفلسطينيون.

وسئل مارك ريغيف المتحدث باسم نتانياهو عن هذا الموضوع، فاحجم عن الادلاء باي تعليق. من جهته، رفض وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الجمعة دعوة اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط الى وقف الاستيطان، معتبرا ان هذا الموقف "يؤدي الى تضاؤل فرص السلام" مع الفلسطينيين، بحسب ما قال المتحدث باسمه.

وقال ليبرمان امام جمعية يهودية في بروكسل "لا يمكن فرض تسوية في شكل مصطنع وبرنامج زمني غير واقعي. هذا الامر يؤدي الى تضاؤل فرص السلام".

وتحض ادارة باراك اوباما منذ ايام الاسرائيليين والفلسطينيين على "اتخاذ اجراءات لاعادة بناء الثقة". وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان كلينتون مارست ضغوطا كثيفة في هذا السياق على نتانياهو. وقد طالبت خصوصا بتجميد الاستيطان في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المقبلة في حين تعتبر اسرائيل ان القدس برمتها "عاصمة ابدية" للدولة العبرية. وطلبت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط التي اجتمعت الجمعة في موسكو من اسرائيل "تجميد" كل الانشطة الاستيطانية.

وتضم اللجنة الرباعية كلا من الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. ورغم ان اسرائيل لم ترد على هذا الطلب في شكل رسمي حتى الان، اعتبر مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى، رفض كشف هويته في اتصال هاتفي مع فرانس برس، ان الدولة العبرية سبق ان "اتخذت خطوة عبر تجميد جزئي للاستيطان لعشرة اشهر من دون ان يشمل ذلك القدس".

واوردت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نتانياهو سيكون مستعدا للقيام بمبادرات حسن نية حيال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وخصوصا عبر الافراج عن معتقلين فلسطينيين وازالة حواجز في الضفة الغربية المحتلة.

وسيكون مستعدا ايضا لتخفيف مشاريع الاستيطان في القدس الشرقية التي تسببت بالتوتر مع واشنطن، ولكن من دون القيام بتنازلات حاسمة. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مصادر حكومية ان نتانياهو رفض تجميد الاستيطان في القدس الشرقية التي لم يعترف المجتمع الدولي بعملية ضمها من جانب اسرائيل العام 1967، لكنه وعد بعدم اعلان هذا الامر.

واعتبر القنصل الاسرائيلي العام السابق في نيويورك الون بينكاس ان هذا يعني القول لواشنطن "لا تسأل، لا تقل"، وهي عبارة تذكر بالقانون الاميركي الذي يفرض على العسكريين المثليين عدم كشف طبيعة ميولهم الجنسية.

لكن هذا الامر سيكون صعبا ما دامت المناقصات لبناء وحدات استيطانية جديدة تتم في شكل علني. كذلك، اظهر استطلاعان للراي نشرا الجمعة ان غالبية من الاسرائيليين تعارض تجميد الاستيطان في القدس الشرقية.

واضاف بينكاس للاذاعة العسكرية "الارجح ان الازمة لن تحل لكنها ستحدث ضجة اقل". وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار ان نتانياهو سيكون مجبرا على القبول بتخفيف وتيرة الاستيطان. ويتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي الاحد الى واشنطن للمشاركة في المؤتمر السنوي لمنظمة "ايباك" التي تشكل ابرز مجموعة ضغط يهودية في الولايات المتحدة.

والخميس، قال مسؤول اسرائيلي رسمي رفض كشف هويته "هناك اتصالات لتنظيم لقاءات بين نتانياهو ومسؤولين اميركيين"، لافتا الى "امكان" عقد اجتماع مع كلينتون. في المقابل، لم يحدد مسؤولون اميركيون ما اذا كان نتانياهو سيلتقي الرئيس اوباما.

واثارت هذه الازمة، وهي الاسوأ منذ عقود، تبادلا حادا للتصريحات، وتعرض الرئيس الاميركي لانتقادات من جانب سياسيين وصحف في اليمين الاسرائيلي المتطرف. لكن استطلاعا للراي نشرت صحيفة هارتس اليسارية نتائجه الجمعة، افاد ان 69 في المئة من الاسرائيليين يعتبرون ان لاوباما "موقفا صادقا وحتى ايجابيا" من اسرائيل، مقابل 21 في المئة ادلوا براي معاكس.


جورج ميتشل

من جهة اخرى، أكد كراولي ان المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل سيعود إلى المنطقة الاحد للقاء نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وأضاف المصدر أن لقاءات بين نتانياهو و"مسؤولين اميركيين" يمكن أن تعقد الاسبوع المقبل، رافضًا أعطاء مزيد من الايضاحات.

ومن المتوقع ان يستهل ممثل الرباعية، رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وباقي الاعضاء اجتماعهم في موسكو بعرض للاوضاع الراهنة، في الوقت الذي تزور فيه وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الشرق الاوسط.

ومن المتوقع أن تنقل آشتون الى زملائها اجواء الزيارة الخاطفة التي قامت بها الخميس إلى قطاع غزة للاطلاع عن كثب على الوضع الانساني في القطاع المحاصر.

ومن المواضيع المدرجة ايضًا على جدول اعمال اجتماع موسكو الجهود الرامية الى بناء المؤسسات الفلسطينية وكذلك الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية.

وينتظر وصول رئيس الوزراء الاسرائيلي الى واشنطن الاثنين للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجموعة الضغط "ايباك" وهي اللوبي اليهودي الاميركي الابرز، وتمر العلاقات الاميركية الاسرائيلية بأزمة ثقة حاليًّا.

وإنتقدت ادارة اوباما بشدة قرار الحكومة الاسرائيلية السماح ببناء وحدات سكنية استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة والذي تم اعلانه في خضم زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن للمنطقة الأسبوع الفائت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يأبه المجتمع الدولي
حيدر -

وكأن اسرائيل تستمع على القرارات الدولية او الرباعية. ان هذا الكيان الغاصب لا يأبه لاي قرارات او دعوات. ان هذا النظام المتعجرف ينفذ مختطاته وبرنامجه الذي رسمه من 100 عام او اكثر. ولا تفهم هذه الزمرة الا بلغة المقاومة والقوة فقط وعلى جميع الدول العربية شعوبها وانظمتها عد العدة لمحاربة هذا الكيان. ان لم يستعدوا لهذا سيأتي اليوم الذي ستحتلهم فيه وتهزمهم شر هزيمة.

يأبه المجتمع الدولي
حيدر -

وكأن اسرائيل تستمع على القرارات الدولية او الرباعية. ان هذا الكيان الغاصب لا يأبه لاي قرارات او دعوات. ان هذا النظام المتعجرف ينفذ مختطاته وبرنامجه الذي رسمه من 100 عام او اكثر. ولا تفهم هذه الزمرة الا بلغة المقاومة والقوة فقط وعلى جميع الدول العربية شعوبها وانظمتها عد العدة لمحاربة هذا الكيان. ان لم يستعدوا لهذا سيأتي اليوم الذي ستحتلهم فيه وتهزمهم شر هزيمة.