الرباعيّة تأمل ببدء المحادثات غير المباشرة خلال أيام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: أشار عضوان في المجموعة الرباعية الدولية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط يوم الجمعة الى أن محادثات السلام غير المباشرة والمتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين قد تشهد انفراجة خلال الايام القادمة.
وقال توني بلير مبعوث المجموعة الرباعية الدولية عقب اجتماع للمجموعة التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا في موسكو لرويترز انه يأمل في الاعلان عن مجموعة من الاجراءات تؤدي الى بدء محادثات السلام.
وقال "امل بشدة أن يكون لدينا في الايام القليلة القادمة مجموعة خطوات تعطي احساسا للناس بأنه على الرغم من كل صعوبات الايام القليلة الماضية فانه من المجدي أن تكون هناك محادثات غير مباشرة ثم تؤدي هذه المحادثات الى مفاوضات مباشرة." ورفض بلير الكشف عن تفاصيل مجموعة الاجراءات وقال "أعتقد بصراحة أن هذا سيتضح بمرور الايام."
كما أشارت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية الموجودة في موسكو للمشاركة في اجتماع المجموعة الرباعية الى احراز تقدم. وقالت ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطاها "ردا مفيدا ومثمرا" على مخاوفها بشأن قضية الاستيطان خلال مكالمة هاتفية يوم الخميس. ولم تذكر كلينتون أي تفاصيل.
ودعت المجموعة الرباعية إسرائيل والفلسطينيين الى اجراء مفاوضات مباشرة بهدف التوصل الى اتفاق خلال 24 شهرا لانهاء الاحتلال الإسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مستقلة. وجاءت أحدث عقبة أمام المحادثات قبل عشرة أيام عندما أعلنت إسرائيل أثناء زيارة لجو بايدن نائب الرئيس الأميركي أنها ستبني 1600 وحدة سكنية جديدة في منطقة قريبة من القدس الشرقية التي احتلتها في عام 1967 وقامت بضمها من جانب واحد.
كما دعت المجموعة إسرائيل والفلسطينيين الى تجنب "التحركات الاستفزازية والخطاب الحماسي" وطالبت إسرائيل بوقف جميع أعمال البناء في المستوطنات وتفكيك المواقع الاستيطانية التي أقيمت منذ مارس اذار 2001 ووقف هدم البيوت في القدس الشرقية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي استضاف الاجتماع للصحفيين "نحن مقتنعون بأن إسرائيل استمعت الى هذا كله وبأنهم فهموه بشكل صحيح."
ورحب الفلسطينيون باعلان الرباعية. ووصف نبيل أبو ردينة وهو أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس بيان المجموعة الرباعية بأنه بيان مهم للغاية وينسجم بشكل كامل مع الموقف الفلسطيني والعربي. وأضاف أن من الضروري للغاية أن تلتزم إسرائيل بهذا البيان كي يتسنى استئناف عملية السلام.
ولم يوضح الوسطاء كيف يمكنهم ضمان احترام دعواتهم التي لم يلتفت اليها في السابق. واكتفوا بأن وعدوا بمراقبة "التطورات في القدس عن كثب وأن يضعوا في اعتبارهم أي خطوات اضافية قد تكون مطلوبة."
وسارعت إسرائيل على لسان وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان الى رفض دعوة الرباعية لوقف الاستيطان، معتبرة ان هذا الموقف "يؤدي الى تضاؤل فرص السلام" مع الفلسطينيين.
وقال ليبرمان امام جمعية يهودية في بروكسل، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسمه، انه "لا يمكن فرض تسوية في شكل مصطنع وبرنامج زمني غير واقعي. هذا الامر يؤدي الى تضاؤل فرص السلام"، معتبرا ان هذه التصريحات "تعزز لدى الجانب الفلسطيني انطباعا خاطئا انه يستطيع تحقيق غاياته عبر تفادي التفاوض المباشر مع إسرائيل مستندا الى كل انواع الذرائع".
واضاف وزير الخارجية الإسرائيلي "على الفلسطينيين ان يثبتوا انهم مهتمون بمفاوضات بعدما اعلنت الحكومة الإسرائيلية انها تريد التفاوض مباشرة وقامت بمبادرات ذات دلالة في هذا الاتجاه"، في اشارة الى التجميد الجزئي للاستيطان لعشرة اشهر الذي قررته إسرائيل خارج القدس الشرقية المحتلة.
وقبل ساعات من اجتماع الرباعية قصف الطيران الإسرائيلي ستة أهداف على الاقل في قطاع غزة ردا على اطلاق صاروخ من القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) يوم الخميس مما أسفر عن مقتل عامل تايلاندي في إسرائيل. وأدان بيان الرباعية اطلاق الصاروخ من غزة ودعا "لانهاء فوري للعنف والارهاب".
لكنه اضاف "الرباعية قلقة للغاية بشأن استمرار تدهور الاوضاع في غزة بما في ذلك وضع حقوق الانسان والوضع الانساني لسكان القطاع وتؤكد على ضرورة التوصل لحل عاجل لازمة غزة." واشتبك فلسطينيون من رماة الحجارة مع القوات الإسرائيلية في بضع بلدات بالضفة الغربية.
وقال مسعفون فلسطينيون ان ثمانية اشخاص اصيبوا بجروح عندما اطلقت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع والرصاصات المطاطية. وقال الجيش الإسرائيلي ان جنديا إسرائيليا اصيب بجروح.
وذكر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون أنه سيتوجه الى غزة يوم الاحد بعد اجتماع موسكو لتفقد الوضع على الارض بنفسه. ومثلت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي الاتحاد في اجتماع المجموعة الرباعية في موسكو.
وقال متحدث باسم نتنياهو ان رئيس الوزراء الإسرائيلي اقترح على كلينتون "أن تتخذ إسرائيل والسلطة الفلسطينية خطوات متبادلة لاعادة بناء الثقة" لكنه لم يوضح هذه الخطوات. ويقول الفلسطينيون انهم لن يدخلوا في محادثات سلام غير مباشرة قبل أن تلغي إسرائيل خطط الاستيطان الجديدة.
وتشكلت الرباعية عام 2002 في أسبانيا للمساعدة في التوسط لانهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لكن لم تتمخض الرباعية عن نتائج بعد مما دفع بعض المحللين الى وصفها بأنها مجرد ناد فخم للدبلوماسيين.
وكانت موسكو تأمل في باديء الامر في تنظيم مؤتمر دولي واسع النطاق حول الشرق الاوسط العام الحالي لكن عدم احراز تقدم في المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين أجبر روسيا على الاكتفاء باستضافة اجتماع للرباعية بدلا من ذلك.
مواجهات في الخليل والقدس الشرقية وتظاهرات في غزة
من جانب آخر، اصيب ستة فلسطينيين برصاص القوات الاسرائيلية خلال مواجهات دارت عقب صلاة الجمعة بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، احتجاجا على الاستيطان.
وقال محمد عيده، مدير عام الطوارائ في مجمع رام الله الطبي ان ستة شبان يعالجون في مستشفى رام الله اثر اصابتهم باعيرة معدنية اطلقها الجيش الاسرائيلي عليهم عند حاجز قلنديا، الحاجز الرئيسي بين القدس ورام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
واشار المصدر الى ان احد الجرحى ادخل غرفة العمليات وحالته خطرة نتيجة اصابته في الصدر. ودارت عمليات كر وفر بين الشبان الفلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية في مناطق عدة من الضفة الغربية، حيث عمد المتظاهرون الى رشق القوى الامنية بالحجارة في حين رد الجنود باطلاق القنابل المسيلة للدموع.
وفي القدس الشرقية، التي احتلتها اسرائيل في 1967 وضمتها اليها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي، دارت مواجهات في مخيم شعفاط وحي العيسوية. في مخيم شعفاط اعتقل عناصر من الشرطة الاسرائيلية باللباس المدني ستة متظاهرين، كما افاد شهود عيان. بالمقابل ظلت الاوضاع هادئة في البلدة القديمة في المدينة المقدسة.
وكانت الشرطة الاسرائيلية وضعت مجددا في حال استنفار ومنعت الفلسطينيين دون الخمسين عاما من اداء صلاة الجمعة في باحة المسجد الاقصى، خوفا من تجدد اعمال العنف. واكدت الشرطة ان المواجهات التي دارت في القدس لم تسفر عن اصابات.
وفي الضفة الغربية المحتلة اعلن الجيش الاسرائيلي اعتقال ثلاثة اشخاص في دير نظام شمال رام الله خلال مواجهات دارت بينه وبين حوالى مئة متظاهر، اسفرت ايضا عن اصابة جندي بجروح طفيفة. وفي بلدتي نعلين وبلعين اللتين اصبحتا رمزا للحملة الفلسطينية والدولية ضد "جدار الفصل" الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية عمد شبان فلسطينيون الى رشق الجنود الاسرائيليين بالحجارة.
وفي الخليل تجمع نحو 300 متظاهر تلبية لدعوة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في شطر المدينة الخاضع للسيطرة الاسرائيلية، احتجاجا على استمرار الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية المحتلة، كما افادت وكالة الانباء الفرنسية. واطلق المتظاهرون هتافات بينها "عالقدس رايحين شهداء بالملايين"، في حين انبرت مجموعة منهم ناهز عدد افرادها الستين الى رشق الجنود الاسرائيليين بالحجارة.
وفي قطاع غزة شارك الاف الفلسطينيين في تظاهرتين نظمتهما حركتا حماس والجهاد الاسلامي احتجاجا على الاجراءات الاسرائيلية في القدس وخصوصا تدشين كنيس الخراب في الحي اليهودي بالقدس الشرقية المحتلة.
واحرق ناشطون ملثمون من حركة حماس علما اسرائيليا ونعشا رسمت عليه نجمة داود، وشارك قرابة عشرة الاف فلسطيني في تظاهرة نظمتها حماس في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع. وشارك في هذه التظاهرة التي جابت شوارع مخيم النصيرات باتجاه شارع صلاح الدين الرئيسي الواصل بين شمال وجنوب القطاع، حوالى 400 ملثم يرتدون زيا عسكريا وقدموا عرضا عسكريا وهم يرفعون رايات حماس الخضراء.
وفي رفح، شارك اكثر من الفي فلسطيني في التظاهرة التي دعت اليها حركة الجهاد الاسلامي وجابت شوارع المدينة. وارتفعت وتيرة التوتر الاسبوع الفائت مع موافقة وزارة الداخلية الاسرائيلية على بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل العام 1967 من دون اعتراف المجتمع الدولي.