السلطات في مليلية توقظ جراح الماضي مع المغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اقامت السلطات في مدينة مليلية احتفالات لما يعرف بـ" فك الحصار"، فيما قاطع الفاعليات أبرز أحزاب المعارضة.
الرباط: احتفلت السلطات في مدينة مليلية في شمال المغرب الجمعة بما تسميه الذكرى 235 لفك الحصار الذي ضربه عليها أحد سلاطين المغرب الأقوياء، سيدي محمد بن عبد الله، الذي حاول استعادة وتحرير المدينة التي هي جزء متصل بتراب بلاده، حيث استمر حصارها لمدة 100 يوم، من 9 كانون الثاني- ديسمبر 1774 إلى غاية 19 من اذار- مارس من العام الموالي.
وتروج السلطات في مليلية ومؤرخوها إلى غاية الآن، أن سلطان المغرب، حشد مئات الآلاف من جنوده لطرد المحتل من المدينة التي يقولون إن سكانها القلائل استبسلوا ببطولة أسطورية في الدفاع عنها إلى أن وصلت تعزيزات من شبه الجزيرة الأيبيرية ، وذلك لإضفاء طابع الملحمة الحربية على صمودهم بينما تتحدث المصادر التاريخية عن روايات مختلفة.
ويحرص ممثلو السلطات المدينة والعسكرية، بمباركة من الكنيسة المحلية، على المشاركة في الاحتفالات التي تشتمل على إلقاء خطاب حماسي والسير في موكب إلى حيث يوجد نصب تذكاري في المدينة، توضع عليه أكاليل الأزهار.
وسجل هذه المرة، حضور مندوب الحكومة الاشتراكية ، فيما قاطع الحفل أبرز أحزاب المعارضة "تحالف مليلية" كما في الماضي، كونه يرى في إقامة مثل هذه المناسبة، إحياء للضغائن والأحقاد والحروب، بين الشعوب، مثلما يعد الإحياء استفزازا للمشاعر المغربية وتذكير البلد الجار بفشله في استعادة مليلية.
وكان نفس الحزب، اقترح في الماضي ، موعدا آخر، للاحتفال بالتآخي والوئام بين سكان المدينة الذين ينتمون في أصولهم إلى المغرب وأوطان أخرى بنسبة أقل ويعتنقون الديانات السماوية الثلاثة، بحيث يصبح الموعد الجديد الذي يصادف ذكرى منح المدينة وضعية المنطقة المستقلة على غرار المناطق الإسبانية الأخرى المحددة بموجب الدستور الإسباني.
ومن المفارقات أن إسبانيا ، تقول إنها ماضية في التخلص من رموز الديكتاتورية التي حكمت البلاد في أعقاب الحرب الأهلية الطاحنة التي دامت من 1936 إلى 1939 ، لكنها تبدو مصرة أو متساهلة مع الشرائح الاستعمارية في سبتة ومليلية التي تحن إلى الماضي الدموي البغيض بما اشتمل عليه من حروب وصراعات من منطلقات دينية وعرقية، دون الانتباه إلى أن فك الحصار عن مليلية قبل 235 سنة ، يعتبر دليلا إضافيا على أن المغرب لم يقبل في أوج قوته أو ضعفه، التخلي عن جزء من ترابه الوطني، حاول استرداده بكل ما أوتي من وسائل ، لكنه اصطدم بضراوة القوة الاستعمارية و تواطؤ القوى الخارجية ضده، حتى في ذلك الوقت.