تلميحات من بوتين بدعم واشنطن فيما يتعلق بايران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لمح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى امكان دعم الولايات المتحدة في قضيتين رئيسيتين الا وهما معاهدة للحد من الاسلحة وايران بعد اجتماعه مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون يوم الجمعة.
موسكو: ذكرت وكالات الانباء الروسية ان مساعدا لبوتين قال انه قد يتم التوقيع على معاهدة رئيسية لخفض الاسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة في ابريل نيسان في اوروبا واشار الى ان روسيا قد تؤيد فرض عقوبات جديدة على ايران رغم الهواجس .
ولم تكن تصريحات يوري أوشاكوف التي اعقبت اول اجتماع لبوتين مع كلينتون منذ توليها هذا المنصب قاطعة ولم تتجاوز ما قاله مسؤولون روس اخرون ومن بينهم الرئيس ديمتري ميدفيديف. ولكن بوتين كان قد اثار ارتباكا بشأن احتمالات التعاون بشأن ايران واتفاقية السلاح بادلائه بتصريحات تنم عن التحدي في الماضي .
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن اوشاكوف نائب كبير موظفي مكتب بوتين قوله عندما سئل عن موعد توقيع ميدفيديف والرئيس الاميركي باراك اوباما على اتفاقية تخلف معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت 1) المبرمة عام 1991 "ربما في ابريل." وتلك المعاهدة التي يجري التفاوض بشأنها منذ العام الماضي جزء مهم من جهود اعادة العلاقات الروسية الاميركية الى مسارها بعد سنوات من العداء المتزايد عندما كان بوتين وجورج بوش يتوليان الرئاسة في البلدين.
واصلاح العلاقات هدف رئيسي لاوباما مع سعيه للحصول على دعم روسيا لجهوده لدحر تمرد طالبان في افغانستان وكبح جماح الطموحات النووية الايرانية والتحرك صوب عالم بلا اسلحة نووية. ولكن المفاوضين بشأن ابرام معاهدة للاسلحة اهدروا هدفا مبدئيا في الخامس من ديسمبر كانون الاول وهو موعد انتهاء اجل ستارت 1 ولم يتوصلوا لاتفاق بعد. واثار بوتين شكوكا في اواخر ديسمبر كانون الاول باشارته الى ان موسكو تريد تنازلات من الولايات المتحدة بشأن الدفاع الصاروخي وهو قضية تعترف واشنطن بان لها صلة بالاسلحة الهجومية التي تشملها ستارت ولكنها تقول انه يجب معالجتها على نحو مفصل بشكل منفصل. ولم يدل بتصريح علني مهم منذ ذلك الوقت ولكن محللين يقولون ان موافقته حاسمة.
وقال فيدور لوكيانوف رئيس تحرير جورنال روسيا ان جلوبال افيرز ان"بوتين اوضح ان ذلك لن يحدث دون موافقته." وقالت كلينتون يوم الجمعة ان الجانبين "على وشك" ابرام معاهدة وانه لم يتبق سوى الاتفاق على مسائل فنية فقط. ولم يذكر أوشاكوف موعدا محددا ولكنه قال ان من المرجح ان توقع الاتفاقية في اوروبا وليس في واشنطن حيث يعقد اوباما مؤتمر قمة للامن النووي في منتصف ابريل نيسان. وتركت تصريحاته فرصة كبيرة لمزيد من التأجيل بشأن معاهدة الاسلحة وتركت الباب مفتوحا على مصراعيه للخلاف بشأن فرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي.
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن اوشاكوف قوله ان بوتين ابلغ كلينتون ان اصدار مجلس الامن الدولي قرارا جديدا بشأن العقوبات "ممكن" ولكنه شدد على ان العقوبات "لا تساعد دائما في قضية كهذه وانها احيانا يمكن ان يكون لها تأثير عكسي." واصدر بوتين ايضا تقييما متأرجحا لجهود تحسين العلاقات الروسية الاميركية التي اطلقتها رمزيا كلينتون في مارس اذار 2009 بتقديمها صندوقا لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف به زر احمر يمثل "اعادة الضبط."
وقال بوتين لكلينتون ان الولايات المتحدة شريك رئيسي "وعلى الرغم من بعض الخلافات بشأن قضايا معينة كنا قادرين على التوصل لاتفاق بشأن معظم القضايا المهمة." ولكنه شكا من تراجع التجارة"بشكل كبير" والعقوبات الاميركية ضد بعض الشركات الروسية وحذر من ان التعاون الكامل مرهون بزيادة الدعم الامريكي لمحاولة روسيا الانضمام الى منظمة التجارة العالمية. ونقل عن اوشاكوف قوله ان "هذه المسألة تتوقف على الارداة السياسية لادارة واشنطن."
وبنيت زيارة كلينتون على اساس اجتماع يوم الجمعة للجنة الرباعية للوساطة في السلام في الشرق الاوسط والتي تضم روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. وعقدت كلينتون محادثات مع ميدفيديف في وقت لاحق الجمعة. ولكن بوتين فاق خليفته ومارس نفوذا طوال الزيارة حتى عندما كان بعيدا عن موسكو. ففي يوم الخميس عندما كانت كلينتون تدخل محادثات مع لافروف ابلغ بوتين اجتماعا في مدينة بجنوب روسيا ان المفاعل النووي الذي تبنيه روسيا في ايران سيعمل هذا الصيف. وقالت كلينتون ان تشغيل المفاعل سيكون "سابقا لاوانه" ويرسل الاشارة الخطأ في الوقت الذي تحث فيه القوى العالمية بما في ذلك روسيا ايران على تقديم ضمانات انها لا تسعى للحصول على اسلحة نووية.