نورستان ولاية افغانية سحرت الرحالة وقلعة حصينة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أجمع الكتّاب والرحّالة إضافة إلى القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان أن ولاية نورستان قلعة حصينة يستفيد منها مقاتلو طالبان.
قلعة غوش: ولاية نورستان الافغانية في شمال شرق افغانستان، سحرت بجبالها الشاهقة وقبائلها المعزولة ولغاتها النادرة، الكتاب والرحالة لحصانتها التي يستفيد منها مقاتلو طالبان حيث يبقون في منأى عن القوات الاميركية. وقد وصفها كولونيل بريطاني سنة 1910 بانها "اكثر وعورة من القطبين". واكتشف الجيش الاميركي على حسابه خلال السنوات الاخيرة ان ما اشتهرت به هذه المنطقة صحيح.
وعلى بعد 12 كلم فقط من حدود الولاية يقف رتل من الآليات العسكرية على طريق حجرية تعصف بها الرياح. ويقول الكابتن ماثيو فراي "لا بد من عناية الهية للمجازفة بالتقدم الى الامام". ويفجر اي تقدم الى ما بعد جسر غوندلابوك رصاص اسلحة نارية وقذائف المقاتلين الذين يعرفون جيدا الارض ويستفيدون من مناعتها.
واليوم يقتصر انتشار القوات الاميركية في نورستان بشكل دائم على اقصى جنوب غرب الولاية. واقام الجيش الاميركي مركز كامب كيتينغ سنة 2006 في تلك الجبال القريبة من الحدود الباكستانية لمنع طالبان من اللجوء الى المنطقة ومكافحة التهريب. لكنه اضطر في تشرين الاول/اكتوبر الى التخلي عنه بعد مقتل ثمانية جنود في هجوم على المركز شنه 300 مقاتل، وقد كان اغلاقه مبرمجا.
ولا تستغرب مجموعة قليلة من الغربيين تجرأوا على دخول المنطقة ولا سيما اريك نيوبي الذي يروي في كتابه الشهير بعنوان "جولة صغيرة في الهندوكوش" كيف التقى اثناء سفره الرائد المستكشف الاسطورة ويلفريد ثيزيغر في 1956، ما لحق بالقوات الحليفة من نكسات في نورستان. ووصف نيوبي خصوصا قمة الجبل بانها "احد اكثر اماكن العالم عزلة تعصف بها كل رياح آسيا" كجسم "تبدو فيه القمم وكانها عظام العالم".
ويعترف الجيش الاميركي اليوم باستحالة طرد مقاتلي طالبان والقاعدة من نورستان. ويقر الميجور جورج همار الضابط في قيادة معسكر قلعة غوش ان الولاية "قد تكون ملجا للمارقين". ويضيف "انه بلد صعب ليس فيه طرقات والدوريات الراجلة منهكة". ويتابع ان "سكان نورستان لا يثقون بالاجانب ولم يروا اميركيا او غريبا يوما منذ ان طردوا السوفيات في الثمانينيات". وبعد ان كان اسمها "كفرستان" اي "بلد الكفار" اطلق على المنطقة اسم نورستان "بلد النور" عندما اعتنق سكانها الاسلام سنة 1896.
ويرى الجامعي الاميركي ريتشارد ستراند الذي يعتبر افضل خبير بنورستان ان الولايات المتحدة ستواجه اشد الصعوبات من اجل الحصول على ادنى النتائج في تلك الولاية. واضاف "بوضوح، مقاتلو طالبان يسيطرون على الجانب الشرقي". واكد ان "اصدقائي القدامى في نورستان يقولون ان الناس الذين لا يوافقون طالبان مثلهم يعانون حقا. انهم يخشون الخروج من منازلهم". واعرب الخبير الذي يعمل مستشارا لدى الحكومة الاميركية، عن تشاؤمه من فرص نجاح مهمة الجنود الذين ترسلهم واشنطن.
وقال "انني متعاطف مع هؤلاء الرجال". "انهم لا يسيطرون الا على جزء من الطريق "قلعة غوش" اي بضعة كيلومترات الى الشمال واخرى الى الجنوب. وذلك كل ما في الامر".
واضاف "لا يمكنهم الوصول الى سكان نورستان حيث يعيشون حقا".