احتجاجات مناهضة لحكومة بوتين واعتقال العشرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
موسكو: فضت الشرطة الروسية مظاهرة نظمتها المعارضة في موسكو يوم أمس السبت ضمن حوالي 50 مظاهرة خرجت في أرجاء البلاد حيث يحتج آلاف الروس على تراجع مستويات المعيشة في عهد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.
وكان تحالف لجماعات المعارضة الروسية أعلن "يوما للغضب" حيث استغلت المعارضة غضبا يتزايد في شتى أرجاء البلاد منذ أن ضربت الأزمة الاقتصادية روسيا. ومزجت الاحتجاجات بين المطالب المحلية والغضب على الحكومة الاتحادية.
وشجعت سلسلة من الاحتجاجات الكبيرة على غير المعتاد في الأشهر الأخيرة جماعات المعارضة. ولكنهم لم يتمكنوا بسبب الانقسامات فيما بينهم من حشد مظاهرة مماثلة لتلك التي جرت في يناير كانون الثاني حينما تجمع عشرة الاف شخص في مدينة كاليننجراد الغربية في واحدة من أكبر المظاهرات في عشر سنوات.
وقالت ماشا ليبمان -وهي محللة لدى مركز كارنيجي موسكو للأبحاث- عن تصاعد الاحتجاجات "المزاج تغير ولكنه لم يتحول بعد الى حركة." ولكنها استدركت قائلة " المخاطر كبيرة جدا" بالنسبة للمسؤولين عن ادارة الحوادث الصغيرة في الكرملين.
وشارك 1500 شخص على الاقل في مظاهرة احتجاج في مدينة فلاديفوستوك الساحلية المطلة على المحيط الهادي ملوحين بأيديهم تأييدا لاقتراح بحجب الثقة عن حكومة بوتين. وتظاهر حوالي ألف شخص في مدينة سان بطرسبرج وتجمع مئات في عدد من المدن الأخرى.
وخرج ايفان فوتودوف (26 عاما) ويعمل مصمم مواقع الكترونية ويعيش في فلاديفوستوك رغم الجليد للمشاركة في المظاهرة احتجاجا على ارتفاع الاسعار التي أدت الى تخفيض قيمة أجره الثابت. وقال "الناس بلا عمل وفاض بهم الكيل."
وأظهرت الانتخابات المحلية التي جرت في الاسبوع الماضي تراجعا في التأييد الذي يتمتع به حزب روسيا المتحدة الحاكم الذي يتزعمه بوتين منذ بداية الازمة الاقتصادية التي تسببت في نهاية مفاجئة لعشر سنوات من النمو ودفعت معدل البطالة ليتجاوز تسعة في المئة.
وانخفض الناتج المحلي الاجمالي العام الماضي حوالي ثمانية في المئة وهو أسوأ اداء لروسيا منذ عام 1994. وفي العاصمة موسكو أغلق مئات من ضباط الشرطة ميدان بوشكين واحتجزوا عشرات من المحتجين عندما بدأوا في ترديد شعارات تطالب بالحرية.
وقال متحدث باسم شرطة موسكو ان حوالي 70 شخصا احتجزوا بعد أن حاول 200 شخص تنظيم مظاهرة دون موافقة السلطات. وكان السناتور الامريكي جون مكين حذر يوم الخميس من أن احتجاجات يوم السبت اختبار لتسامح الكرملين مع المعارضة. وقال أمام مجلس الشيوخ "أعين العالم ستراقب."
وفي كاليننجراد قال منظمو مظاهرة يناير كانون الثاني الماضي انهم قرروا إلغاء مظاهرة يوم السبت بعد أن عرضت السلطات إجراء محادثات ولمحت الى أن الشرطة ستفض المظاهرة. وتحالف أحزاب المعارضة منقسم منذ المظاهرة الاولى.
وتجمع نحو 2000 شخص دون لافتات بالقرب من مكان مظاهرة يناير لكن سرعان ما تفرقوا بسبب الأمطار الغزيرة. وتبنى المحتجون في أرجاء روسيا مجموعة من المطالب المتضاربة ولكنهم متحدون في معارضتهم لحزب روسيا المتحدة الحاكم.
وكتب على ملصق في فلاديفوستوك شعار يدعو الى "حرية التعبير.. وانتخابات حرة" بينما طالب آخرون بمزيد من التمويل للنشاط الرياضي للاطفال وتخفيض تكاليف معيشة الاسر. وسارع محتجون اخرون الى تمزيق ملصق يطالب بوتين بالانتحار.
وهلل حوالي ألف شخص تجمعوا في مدينة اركوتسك في سيبيريا للتنديد بقرار بوتين باعادة فتح مصنع يقول السكان انه يلوث بحيرة بايكال وهتف الحشد عندما طالب بوريس نيمتسوف أحد زعماء المعارضة بوتين بالاستقالة. وقال بوريس نيمتسوف وهو أحد زعماء حركة تضامن المعارضة "كل منطقة لها قضاياها الخاصة ولكن الكل يرى أن حياتهم تزداد سوءا." وأضاف "الاحتجاجات ستتزايد وحسب."