كي مون يبدأ زيارة تفقديّة إلى قطاع غزة اليوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون اليوم الاحد زيارة إلى قطاع غزة وصفت بانها تفقدية بحسب ما أفاد به مصدر في مكتب الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية. وذكر المصدر أن بان كى مون سيصل الى غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز) الذي يخضع لسيطرة القوات الاسرائيلية بعد حصوله على موافقة إسرائيلية بشكل استثنائي مسبقا وذلك في زيارة هي الثانية له إلى القطاع الذي تحكمه حركة حماس منذ عامين ونصف العام.
هذا وأكد اكي مون أمس السبت خلال زيارة للاراضي الفلسطينية واسرائيل ان اللجنة الرباعية للشرق الاوسط "تدعم بشدة" الجهود التي تبذل لقيام دولة فلسطينية "مستقلة وقابلة للحياة". في هذا الوقت، اعلن الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل انه سيلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد والرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين.
وتخللت زيارة الامين العام للامم المتحدة للمنطقة حوادث عدة اخطرها مقتل فلسطيني بعد ظهر السبت واصابة اخر برصاص جنود اسرائيليين في قرية عراق بورين، جنوب نابلس في الضفة الغربية، كما افادت مصادر طبية وامنية فلسطينية. وقد دخلت القوات الاسرائيلية القرية لمنع مواجهة بين سكان فلسطينيين ومستوطنين اسرائيليين اتوا من مستوطنة مجاورة، بحسب هذه المصادر.
الا ان متحدثا باسم الجيش الاسرائيلي قال ان السكان الفلسطينيين توجهوا الى المستوطنة ورشقوا الجنود بالحجارة. وان الجيش رد باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي فقط، وليس الرصاص الحي. كما جرت صدامات في مخيم شعفاط في القدس الشرقية الذي يشهد مواجهات مستمرة منذ ايام.
كذلك اطلقت السبت قذيفة صاروخية، هي السادسة منذ الاربعاء، من قطاع غزة على جنوب اسرائيل من دون ان تسفر عن خسائر وفقا للجيش الاسرائيلي. وقد استهل بان كي مون زيارته التي تستغرق يومين بلقاء مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله بالضفة الغربية.
وقبل المحادثات الرسمية، اصطحب فياض الامين العام الى نقطة مرتفعة من رام الله لمشاهدة مناطق واسعة من الضفة الغربية تقع تحت السيطرة الاسرائيلية التامة ويحظر على الفلسطينيين القيام باي اشغال تطوير فيها. وعقب الجولة قال بان كي مون "رايت بنفسي وبوضوح كيف يعيش الفلسطينيون تحت القيود. وحتى في منطقتكم انتم غير قادرين على تطوير او حتى الحفاظ على حياة اقتصادية عادية".
وتاتي زيارة الامين العام للامم المتحدة الى رام الله، في الضفة الغربية، بعد يوم من دعوة اللجنة الرباعية اسرائيل الى وقف كل النشاطات الاستيطانية والتوصل الى اتفاق سلام بحلول العام 2012. وقال بان لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان "اللجنة الرباعية وجهت رسالة واضحة وقوية: نحن نؤيد بشدة جهودكم لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للاستمرار".
من جهته، اكد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز اثر لقائه بان كي مون مساء في القدس استعداده للبدء بمفاوضات مع الفلسطينيين "فورا". وقال بيريز خلال مؤتمر صحافي مشترك "اذا اردنا انجاز (المفاوضات) في غضون عامين، علينا ان نبدأ فورا".
وكانت اللجنة الرباعية التي تضم الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة والولايات المتحدة اصدرت الجمعة بيانا طموحا عقب اجتماع في موسكو هدف الى اعادة اطلاق عملية السلام المتوقفة. وقال البيان ان "اللجنة تدعو الحكومة الاسرائيلية الى تجميد كل النشاطات الاستيطانية بما فيها (تلك المخصصة لاستيعاب) النمو السكاني الطبيعي، وتفكيك كل المواقع الاستيطانية التي بنيت منذ آذار/مارس 2001 والامتناع عن القيام بعمليات هدم او ابعاد في القدس الشرقية".
كما دعت اللجنة كلا من اسرائيل والفلسطينيين الى استئناف المحادثات بشان قضايا الحل النهائي ومنها الامن والحدود المستقبلية للدولة الفلسطينية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس، والتوصل الى تسوية في غضون 24 شهرا. وقالت ان التوصل الى مثل هذه التسوية سينهي "الاحتلال الذي بدأ في 1967 ويثمر ظهور دولة فلسطينية مستقلة وديموقراطية وقابلة للحياة تعيش جنبا الى جنب بسلام وامن مع اسرائيل".
وسارعت اسرائيل على لسان وزير خارجيتها افيغدور ليبرمان الى رفض دعوة الرباعية لوقف الاستيطان، معتبرة ان هذا الموقف "يؤدي الى تضاؤل فرص السلام" مع الفلسطينيين.
وقال ليبرمان امام جمعية يهودية في بروكسل، بحسب بيان صادر عن المتحدث باسمه، انه "لا يمكن فرض تسوية في شكل مصطنع وبرنامج زمني غير واقعي. هذا الامر يؤدي الى تضاؤل فرص السلام"، معتبرا ان هذه التصريحات "تعزز لدى الجانب الفلسطيني انطباعا خاطئا انه يستطيع تحقيق غاياته عبر تفادي التفاوض المباشر مع اسرائيل مستندا الى كل انواع الذرائع".
في المقابل، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعلان اللجنة وقال في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "بيان اللجنة الرباعية للشرق الاوسط الذي حثت فيه اسرائيل على وقف كافة النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، مهم جدا، ولكن الاهم ان تلتزم اسرائيل بما ورد فيه حتى تنطلق عملية السلام".
واضاف عباس ان "اساس المشكلة هي الاستيطان وبالذات في القدس لان القدس كالضفة الغربية وغيرها، والمفروض ان تلتزم اسرائيل اولا ببيان الرباعية ولكن في الاساس يجب ان تلتزم بخطة خارطة الطريق فاذا التزمت تكون هذه الخطوة جيدة".
كما رحب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ببيان اللجنة وقال "نرحب بالبيان ونطلب من اللجنة الرباعية ان تحول بياناتها الى اليات تلزم اسرائيل على الارض بتنفيذ التزاماتها وخصوصا وقف كافة الانشطة الاستيطانية في عموم الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية". وصرح فياض قبل اجتماعه مع الامين العام للامم المتحدة "نعتبر بيان الرباعية تقدميا ويشتمل على كافة العناصر الرئيسية التي يجب ان تحكم سير عملية السلام".
وبعد توقف استمر 15 شهرا، كانت المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين على وشك ان تستأنف الاسبوع الماضي في شكل غير مباشر برعاية الولايات المتحدة. وادى اعلان بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة خلال زيارة لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى انسحاب الفلسطينيين من المفاوضات واثار استياء واشنطن اكبر حليفة لاسرائيل.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينون الجمعة ان رد الفعل الاميركي القوي على خطط اسرائيل بناء مستوطنات "يؤتي ثماره". ومن المقرر ان يزور الامين العام للامم المتحدة الاحد قطاع غزة، الخاضع لحصار اسرائيلي، قبل ان يتوجه الى اسرائيل مجددا للقاء وزير الدفاع ايهود باراك ثم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة الى اعادة اطلاق عملية السلام عبر مبعوثها جورج ميتشل المتوقع وصوله الاحد الى المنطقة.