أخبار

طهران تنقد الرسالة والمعارضة تحتفل برفع العقوبات الإلكترونيّة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

فيما جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما عرض إجراء حوار مع إيران بمناسبة رأس السنة الفارسيّة رفضت طهرات الرسالة الأميركيّة واعتبرتها تدخلاً سافراً في شؤون بلادها الدخليّة.

طهران، واشنطن: اتهم المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران اية الله علي خامنئي الاحد الرئيس الاميركي باراك اوباما ب"التآمر" على ايران رغم قيام الاخير بتجديد عرضه للحوار مع طهران السبت في رسالة بمناسبة العام الايراني الجديد الذي يبدأ في 21 اذار/مارس.

وقال خامنئي في خطاب القاه في مشهد (شمال شرق) ونقله التلفزيون الرسمي في بث مباشر "لا يمكنكم ابداء رغبتكم في السلام والصداقة وفي الوقت نفسه التآمر والتخطيط للتخريب (في ايران) والاعتقاد بانكم تستطيعون الاضرار بالامة الايرانية"، وحذر من ان السلطات الايرانية تراقب عن كثب "الموقف العدائي" الاميركي وبانها "لن تتخلى ابدا عن المصالح الوطنية للبلاد في مواجهة الوجه الغاضب للعدو".

ووصفت طهران رسالة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى الشعب الإيراني بمناسبة رأس السنة الفارسية الجديدة تدخلاً سافراً في الشأن الإيراني. واعتبر عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، حسين إبراهيمي، أن رسالة أوباما تتناقض في مضامينها، وفق ما نقلت الإذاعة الإيرانية.

وقال إبراهيمي، في أول تعليق رسمي على رسالة أوباما: إن هذا الخطاب وتخصيص 46 مليون دولار لدعم الحرب الإلكترونية والنفسية ضد الشعب الإيراني خير دليل على التدخل الأميركي في الشأن الداخلي.

وجدد الرئيس الأميركي باراك أوباما عرض إدارته باجراء حوار مع طهران يوم أمس السبت بعد عام من فشل عرضه بداية جديدة مع ايران في تحقيق نتائج ملموسة. وفي كلمة وجهها للايرانيين على شريط مصور بمناسبة عيد النيروز تعهد أوباما بالسعى لفرض عقوبات قوية لمنع ايران من الحصول على سلاح نووي.

وقال أوباما في الكلمة التي نشر البيت الابيض مقتطفات منها "اننا نعمل مع المجتمع الدولي لتحميل الحكومة الايرانية المسؤولية لانها ترفض الوفاء بتعهداتها الدولية." ولكن عرضنا باجراء اتصالات دبلوماسية شاملة وحوار مازال قائما."

وتنفي ايران انها تسعى لصنع قنبلة نووية وتقول ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء. وترفض طهران وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وخلال أول عام له في الرئاسة احتفل أوباما بعيد النيروز برسالة غير مسبوقة في ذلك الوقت حيث عرض على ايران "بداية جديدة" من الحوار الدبلوماسي مع الولايات المتحدة.

ولكن طهران رفضت لفتة أوباما وتدهورت العلاقات بشكل اكبر عندما شنت السلطات الايرانية حملة على المحتجين المعارضين بعد انتخابات متنازع على نتائجها في يونيو حزيران الماضي مما أثار إدانة أميركية.

وقال أوباما" الحكومة الايرانية هي التي اختارت عزل نفسها واختارت تركيزا ..على الماضي أكثر من التزام ببناء مستقبل افضل على مدار العام الماضي." وأضاف" اننا ندرك شكاواكم من الماضي وبالمثل نحن لدينا شكاوانا. لكن نحن مستعدون للتحرك نحو المستقبل. نعلم أنكم معترضون. أخبرونا اذن بما تريدونه."

وقال أوباما ان واشنطن ملتزمة بمستقبل أفضل للايرانيين على الرغم من الخلافات الأميركية مع الحكومة الايرانية. واضاف "حتى مع استمرار وجود خلافات لنا مع الحكومة الايرانية فاننا سنواصل التزامنا بمستقبل أكثر تفاؤلا للشعب الايراني."

وقال أوباما ان الولايات المتحدة تزيد فرص التبادل التعليمي للطلاب الايرانيين للدراسة في الكليات والجامعات الأميركية بالاضافة الى العمل على زيادة حرية الوصول الى تكنولوجيا الانترنت حتى يمكن للايرانيين"الاتصال مع الاخرين ومع العالم دون خوف من الرقابة." واحتفل أنصار المعارضة بقرار الولايات المتحدة الأخير برفع العقوبات المفروضة على الكثير من الخدمات المرتبطة بشبكة الإنترنت، وهي عقوبات يقولون إنها ساعدت طهران في قمع المعارضة.

في غضون ذلك، قال كبير مساعدي الرئيس الايراني مجتبى ثمرة هاشمي ان الرئيس الأميركي باراك اوباما في رسالته الاخيرة الى ايران خيب الظن بان واشنطن ستتخذ سياسات مختلفة عما كان في عهد سلفه جورج بوش . واعتبر ثمرة هاشمي في تصريحات بثتها قناة "العالم" الايرانية الاخبارية الليلة ان اوباما لم يغير على صعيد السياسة الخارجية شيئا حيث لم يسحب قواته من العراق وافغانستان بل زاد القوات هناك، بالاضافة الى ملفات التعذيب والسجون السرية وسجن غوانتانامو.

واكد" ان الايرانيين لايريدون من الولايات المتحدة سوى الاعتراف بحقوقهم المشروعة فيما يتعلق بالمشروع النووي السلمي الذي يتم تنفيذه تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحترام ذلك والاعتراف بالجرائم التي ارتكبتها واشنطن بحق الشعب الايراني منذ اكثر من ستة عقود". ورأي ان الحكومة الأميركية هي التي تعيش اليوم العزلة عن شعبها وشعوب العالم في العراق وافغانستان وغيرهما .. مشيرا الى ان ايران تحظى اليوم بدعم غالبية الدول في العالم فيما يتعلق بمشروعها النووي السلمي.

واعتبر ان حديث الاميركيين عن فرض العقوبات على ايران انما هو غير واقعي وللاستهلاك المحلي وقال ان العقوبات المفروضة حتى الان على ايران لم تسفر عن اية نتيجة، مؤكدا ان الخاسر في ذلك كانت الولايات المتحدة نفسها.

وطالب الولايات المتحدة بتقديم ادلة على ما تدعيه من تدخلات ايرانية في المنطقة اذا كانت تمتلك ذلك .. وقال" ان واشنطن تتدخل اليوم في شؤون دول المنطقة وتحتل ارضها وتعبث بمقدراتها"..ودعا واشنطن الى اثبات حسن نيتها حيال ايران والمنطقة .

واكد الزعيم الايراني خامنئي ان الرئيس اوباما لم يدخل اي تغيير على سياسة الولايات المتحدة كما وعد وتساءل "اين هو التغيير الموعود؟. هل خفضتم عدد القتلى في افغانستان والعراق؟"، وقال "ان الحكومة الاميركية والادارة الجديدة اكدتا الرغبة في اقامة علاقات عادلة وسليمة وكتبتا رسائل وارسلتا برقيات واعلنتا رغبتهما في تطبيع علاقاتهما مع الجمهورية الاسلامية لكنهما للاسف فعلتا العكس".

واتهم الرئيس الاميركي بتبني "اسوأ المواقف" بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 12 حزيران/يونيو والتي فاز فيها الرئيس محمود احمدي نجاد فيما احتجت المعارضة على نتائجها منددة بعمليات تزوير كثيفة، وقال خامنئي "خلال الاحداث التي اعقبت الانتخابات، اتخذتم اسوأ المواقف بدعمكم لمثيري الشغب ووصفهم على انهم حركة مدنية".

واضاف "تتحدثون عن حقوق الانسان وفي الوقت نفسه تشككون في انطلاقة الشعب الايراني الهائلة خلال الانتخابات الرئاسية وتدعمون مجموعة من مثيري الشغب. الا تخجلون؟، وتساءل "ضرب الناس واحراق الحافلات والمباني، هل تكون هذه حركة مدنية؟" فيما هتف الحضور "الموت لاوباما".

واكد ان "الاعداء سعوا الى تقسيم الامة الايرانية (...) واشعال حرب اهلية، لكن الشعب الايراني كان يقظا"، واضاف "لو نجحوا لكانت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ارسلا قواتهما الى شوارع طهران (دعما للمتظاهرين المعارضين)، لكنهما ادركا ان هذا الامر سيضر بهما. لذا، بدأ قادة دول الاستكبار (الدول الغربية) القيام بالدعاية دعما لمثيري الشغب".

وكان يشير الى التظاهرات التي اعقبت اعادة انتخاب احمدي نجاد والتي تخللتها مواجهات بين قوات الامن الايرانية والمتظاهرين اسفرت عن مقتل العشرات واعتقال الالاف.

ومن شأن الإجراء الجديد أن يمكن مستخدمي شبكة الإنترنت داخل إيران من تحميل أحدث البرامج التي تساعد في التغلب على الجهود الحكومية لإغلاق مواقع على شبكة الإنترنت، ووقف الاعتماد على نسخ جرى الحصول عليها عن طريق القرصنة، التي من الأيسر بكثير بالنسبة إلى الحكومة اعتراضها.

وتناقض استعداد اوباما للحوار مع ايران اذا" ارخت قبضتها" مع سياسة الادارة السابقة بالسعي لعزل ايران التي وصفها الرئيس السابق جورج بوش بانها جزء من "محور للشر". ولم يستبعد أوباما أي خيارات في التعامل مع ايران خامس أكبر مصدر للنفط الخام في العالم ولكن المسؤولين الأميركيين اوضحوا مرارا ان خيارهم المفضل هو الدبلوماسية في ضوء صعوبة فرض تنفيذ عقوبات وخطر ان يؤدي عمل عسكري الى صراع اوسع .

وأسف أوباما لرد الفعل الايراني على عرضه التحاور وأكد أن الولايات المتحدة تعتقد أن لايران الحق في "طاقة نووية سلمية" اذا أوفت بالالتزامات الدولية. وقال" لقد رفضتم اقتراحات صادقة من المجتمع الدولي." وأضاف" وردا على اليد المبسوطة التى مدت اليهم مد القادة الايرنيون يدا مضمومة."

واتفقت الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا والمانيا على مسودة اقتراح لجولة رابعة من العقوبات من شأنها فرض قيود جديدة على البنوك الايرانية وتستهدف الحرس الثوري والشركات المرتبطة به. وتحاول واشنطن جاهدة اقناع الصين وروسيا بالموافقة على عقوبات اكثر قوة. وتملك كلا الدولتين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي كما انهما حليفان اساسيان لايران.

وفي تطور يوم الجمعة أبلغ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي تزور روسيا ان الدعم الروسي لاصدار قرار جديد من الامم المتحدة بفرض عقوبات على ايران ممكن.

وشددت الولايات المتحدة التي تحرص على عدم تقويض المعارضة الداخلية المتصاعدة لحكومة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على ان اي عقوبات ستستهدف الحكومة الايرانية وليس الشعب الايراني.وقال اوباما ان الولايات المتحدة تريد"مستقبلا يمكن فيه للايرانيين ممارسة حقوقهم والمشاركة بشكل كامل في الاقتصاد العالمي وإثراء العالم من خلال المبادلات التعليمية والثقافية فيما وراء حدود ايران. هذا هو المستقبل الذي نسعى اليه .هذا هو ما تصبو اليه أميركا."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
nero
nero -

واعتبرتها تدخلاً سافراً في شؤون بلادها الدخليّة الموظف فى ايران يعتبر المواطنين شؤونه الداخليه ويعتبرهم اسرى و على العالم يحرر الشعب من الموظفين و ليس من حق الموظف يستغل جاهل بـ امساكه فى مصر ايضا