أخبار

مكافحة الفساد تطغى على سياسة واشنطن في افريقيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأحداث التي تحصل في القارة السمراء لا تتماشى مع خطط أوباما لمكافحة الفساد فيها.

دكار: في الاشهر الثمانية منذ أول زيارة قام بها الرئيس الاميركي باراك أوباما لافريقيا جنوب الصحراء استولى الجيش على الحكم في النيجر فيما يربك صراع على السلطة في نيجيريا حكومتها اما رئيس غينيا في ذلك الحين فمتهم بالتورط في مذبحة. أحداث لا تتماشي مع الاهداف التي تحدث عنها أوباما الذي ولد أبوه في كينيا واستقبلت استقبالا ايجابيا جدا لكن الولايات المتحدة تقول انها لن تتراجع عن الدعوة الى الديمقراطية.

وقال متحدث باسم مكتب شؤون افريقيا بوزارة الخارجية الاميركية ردا على أسئلة أرسلت بالبريد الالكتروني "نطبق أولويات السياسة التي حددها الرئيس أوباما في خطابه التاريخي في غانا. هذه الاولويات هي الديمقراطية والحكم الرشيد والتنمية الاقتصادية والصحة العامة ومنع الصراعات وتخفيفها." ويرى الافارقة أن الرسالة الاوضح التي يسمعونها من واشنطن هي أن الفساد أساس الكثير من مشاكل افريقيا.

ويتفق باتريك وافولا وهو رجل أعمال من غرب كينيا مع الرأي القائل بان الفساد الحكومي أحد اكبر مشكلات افريقيا "منذ تنصيب الرئيس أوباما... لم أر أي شيء بخلاف مطالبة الزعماء الافارقة بمكافحة الفساد." بل ان أوباما استغل خطاب حالة الاتحاد هذا العام لتسليط الضوء على اثار الفساد في افريقيا وقد تحدث مسؤولوه عن هذا الموضوع بصراحة.

وانتقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي زارت نيجيريا في يناير كانون الثاني ما وصفتها بمستويات فساد "غير معقولة" في تلك الدولة التي هي واحدة من اكبر الدول المصدرة للنفط في افريقيا وربطت بين سوء الحكم ونمو التطرف. وقالت وزارة الخارجية الاميركية "استمرار الفساد... يقوض المؤسسات الحكومية على كل المستويات ويضعف الثقة في الانتخابات الديمقراطية كوسيلة لتحقيق تغير حقيقي" مشيرة الى أمثلة أخرى على جهود الولايات المتحدة.

في النيجر حصل الجنود الذين استولوا على الحكم الشهر الماضي على دعم داخلي صريح على الفور وموافقة غربية ضمنية لموقفهم من مكافحة الكسب غير المشروع. اما السنغال الواقعة على ساحل غرب افريقيا والتي نظر اليها لسنوات على أنها نموذج نادر للديمقراطية والاستقرار في منطقة مضطربة تاريخيا يقترب الفساد عالي المستوى الان من قمة جدول الاعمال السياسي.

وطلبت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية من الكونجرس 4.4 مليون دولار هذا العام لبرنامجها الذي يحمل اسم "الحكم بعدالة وديمقراطية" في السنغال اي نحو عشرة أمثال المبلغ الذي أنفقته على نفس المشروع قبل عامين. كما أن ميزانية المساعدات الاجمالية تتزايد ايضا. وتريد الوكالة 6.7 مليار دولار لافريقيا هذا العام في ارتفاع عما يقدر بنحو 5.7 مليار دولار أنفقتها العام الماضي.

وبالنسبة لبعض الافارقة لا تكفي المساعدات لتهيئة الظروف اللازمة للنمو الاقتصادي والتنمية التي قال أوباما خلال زيارته لغانا في يوليو تموز الماضي انها يجب أن تسير جنبا الى جنب مع الحكم الرشيد والديمقراطية. وقال ابو بكر موموه استاذ السياسة بجامعة لاجوس "الولايات المتحدة بحاجة الى اعادة تركيز سياستها الخاصة بافريقيا في شراكة مفيدة." وأضاف "ما تحتاجه افريقيا هو أن تعامل باحترام... وتحصل على فرص منصفة في الاسواق الغربية والاميركية مما سيسمح لنا بالنمو."

وشكا الاتحاد الافريقي في يناير كانون الثاني من أن الولايات المتحدة تحرم بعض الدول الافريقية من دخول أسواقها من خلال سحب مزايا تجارية من مدغشقر وغينيا والنيجر لما قالت انه انتقال "غير ديمقراطي" للسلطة في كل منها. في القارة السمراء كانت المشاعر جمة لكن التوقعات بشأن أوباما كانت متواضعة بشكل واقعي. ولم يصدق الافارقة قط أن قارتهم ستحتل موقعا متقدما في قائمة أولويات السياسة الاميركية نظرا لما تواجهه الولايات المتحدة من اضطراب اقتصادي في الداخل الى جانب حربيها بالعراق وافغانستان.

ويذهب كويسي برات وهو ناشر صحف من غانا الى أبعد من ذلك قائلا انه يعتقد أن ادارة أوباما نأت بنفسها عن افريقيا. وأضاف "ادارة ( الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش قدمت لافريقيا ما هو أفضل مما نراه تحت قيادة اوباما." ويشيد الكثير من الافارقة بالرئيس بوش لتدشينه مبادرات انسانية مثل مؤسسة تحدي الالفية وخطة الرئيس الطارئة للاغاثة من الايدز ومبادرة الرئيس لمكافحة الملاريا. غير أن ايمانويل جييما بودي المدير التنفيذي لمركز التنمية الديمقراطية في غانا يقول ان الرباط العاطفي الذي يشعر به الافارقة مع أوباما سيدوم. وأضاف "بالنسبة لي.. رئاسة أوباما رمزية مرتبطة بالتراث الافريقي المباشر وايا كان ما سيحدث ما زالت لها نفس الاهمية التي كانت لها حين تولى الحكم."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف