أخبار

الحملات الامنية في اندونيسيا تكشف عن مخاطر أكبر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحرزت الحملات الامنية التي تستهدف المتشددين في اندونيسيا بعض النجاح في الاسابيع الاخيرة لكنها كشفت أيضا عن اتجاه مثير للقلق.. فقد أصبح الاسلاميون بالمنطقة يقيمون صلات أوثق لتعزيز قدراتهم على شن هجمات عنيفة.

جاكرتا: كان الكشف عن معسكر تدريب للمتشددين في جزء ناء من اقليم اتشيه -حيث كان يحارب انفصاليون اسلاميون الحكم الاندونيسي لعشرات السنين- بداية خط قاد الشرطة بعد سلسلة من الحملات الامنية على المتشددين في فبراير شباط ومارس اذار الى ذو المتن الذي يعتقد أنه مدبر تفجيرات بالي عام 2002 .

قتل ذو المتن بالرصاص في جاكرتا الاسبوع الماضي. ويقول محللون ان مقتله الى جانب قتل أو اعتقال متشددين اخرين في الشهور الاخيرة وجه ضربة على المدى القصير لقدرة الاسلاميين على احداث فوضى في اندونيسيا. لكن الدليل على أن خلية ذو المتن كانت جزءا من سلسلة من جماعات متشددة كانت متفرقة سابقا وأصبحت تعمل معا الان بشكل وثيق يشير الى ان المخاطر في المنطقة على المدى الاطول ربما تزيد.

وأصبحت الاسواق المالية في مناطق مضطربة مثل اندونيسيا والفلبين معتادة على التهديد الذي يمثله المتشددون ولم يعد للتفجيرات تأثير يذكر على الاسعار الا فيما ندر. لكن اذا ظهرت أدلة على أن المخاطر تتزايد في ماليزيا أو سنغافورة أو تايلاند ربما تضر بالاستثمارات وتهز الاسواق. وعقد متشددون في جنوب شرق اسيا سابقا روابط عبر شبكة الجماعة الاسلامية المسؤولة عن تفجيرات فتاكة في جاكرتا وبالي على مدى العقد المنصرم.

حاول رضوان عصام الدين أو حنبلي القائد العسكري السابق للجماعة الاسلامية أن يوحد جماعات متمردة بالمنطقة تحت لواء تنظيم القاعدة قبل القاء القبض عليه في تايلاند عام 2003. ولم تكلل جهوده بالنجاح نتيجة الاهداف المختلفة لكل جماعة وتحسين التعاون الامني بين دول المنطقة والولايات المتحدة. وبعد أن تخلت حركة الجماعة الاسلامية الاساسية عن استراتيجية الهجمات العنيفة على الاهداف الاجنبية يعتقد محللون أمنيون أن الخلايا المتبقية المصرة على العنف تفتتت وأن الخطر العام من المتشددين في المنطقة بصدد التراجع.

لكن كثيرين من المتشددين الاصغر سنا الذين ينتقدون الاعضاء الكبار في الجماعة الاسلامية ويقولون ان ما يصدر عنهم مجرد كلام دون فعل ما زالوا راغبين في مواصلة العنف في اندونيسيا. قالت سيدني جونز من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان ظهور ذو المتن في اندونيسيا مجددا بعد أن فر عام 2003 ليحصل على الملاذ لدى جماعة أبو سياف تشير الى حجم الروابط الدولية التي أقامها المتشددون الاندونيسيون.

وأضافت أن هناك عددا من "الافراد الخطرين" الاخرين الذين شكلوا مجموعة حول أبو سياف وربما كانوا على صلة باندونيسيا وعادوا أيضا. وذكرت أن الجماعة الجديدة في اتشيه ضمت متشددين كانوا تدربوا في جزيرة مينداناو بجنوب الفلبين المضطرب وفي مناطق صراع ديني سابقة في اندونيسيا مثل بوسو وأمبون وكذلك تدرب واحد على الاقل في ليبيا. وتابعت "نظرا لكونها تضم بعضا من أكثر الافراد خبرة من مجموعة متنوعة من الجماعات المتطرفة أعتقد أن علينا أن نضع احتمالا كبيرا نسبيا لقدرتهم الكبيرة."

وظهرت تسجيلات فيديو على الانترنت تزعم أنها من الجماعة التي تطلق على نفسها تنظيم القاعدة في جنوب شرق اسيا فرع اقليم اتشيه. وتشمل هذه التسجيلات مشاهد لتدريبات عسكرية وحث مسلمين على الجهاد والتبرع بالمال. واذا تمكن المتشددون في أنحاء جنوب شرق اسيا من اعادة تنظيم صفوفهم والاحتشاد تحت لواء القاعدة وفتح قنوات تمويل جديدة من الشرق الاوسط فربما يصبحون أكثر قوة بكثير. وفي شمال افريقيا على مدى السنوات الاخيرة كان هذا بالضبط هو ما قامت به جماعات متناثرة للمتشددين وأصبحت من خلال هذه العملية أكثر قوة.

وليست الشبكة الدولية التي شكلها ذو المتن هي السبب الوحيد للقلق. بل ربما يكونون قد حصلوا أيضا على كمية أكبر من الاسلحة وأصبحت لديهم خطط أكثر تنوعا. وقال اندي ويدجاجانتو المحلل لشؤون الدفاع في جامعة اندونيسيا ان من المرجح أن الخلية الجديدة لديها القدرة "ليس على شن تفجيرات انتحارية فحسب بل أيضا على استخدام الاسلحة في صراع تقليدي مع أفراد الامن في حين أن المهارة الاخرى لذو المتن كانت فيما يبدو صنع قنابل يمكن تفجيرها عن بعد."

وتتعقب الشرطة الاندونيسية حاليا نحو 14 عضوا من جماعة اتشيه بعد قتل سبعة والقاء القبض على 31 مشتبها بهم. كما تفيد تقارير بأن الشرطة تتعقب صانع قنابل اخر من الجماعة الاسلامية يدعى عمر باتيك الذي ربما يكون قد عاد مع ذو المتن. كما تم تكثيف الاجراءات الامنية قبل زيارة يقوم بها الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم 23 مارس اذار.

لكن الذي لا تعرفه قوات الامن هو عدد المتشددين الاخرين الذين تربطهم علاقات بذو المتن وربما يكونون عادوا أو يعتزمون العودة الى اندونيسيا. وقال ويدجاجانتو الخبير الامني انه منذ ترجيح احتمال تدريب ذو المتن لمتشددين في معسكرات في الفلبين منذ عام 2003 فان عدد هؤلاء المتشددين ربما يكون بالمئات. وأضاف "هذا مقلق للغاية في الوقت الراهن... كم عدد الخلايا التي دربها ذو المتن وتبعته الى اندونيسيا.."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف