أخبار

إعتذار البابا مخيّب للآمال وكنائس إيرلندا تتلو "العار والندم"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
البابا بنيديكتوس السادس عشر

فيما ستقرأ الرسالة التي عبر فيها البابا بنيديكتوس السادس عشر عن مشاعر "العار والندم" في كل الكنائس الكاتوليكية الأيرلندية اليوم الأحد تلقى ضحايا الاعتداءات الجنسية الرسالة ببرودة وخيبة أمل.

روما: ستقرأ الرسالة التي عبر فيها البابا بنيديكتوس السادس عشر عن مشاعر "العار والندم" بسبب الاعتداءات الجنسية التي تعرض لها اطفال على يد اساقفة ايرلنديين، ستقرأ اليوم الأحد في كل الكنائس الكاثوليكية الأيرلندية. وأعرب ضحايا التحرش الجنسي وعدد من الكاثوليك الايرلنديين عن خيبة أملهم تجاه رسالة اعتذارالبابا قائلين ان الرسالة تجاهلت دور كبار رجال الكنيسة في الفضيحة.

وقالت مايف لويس المديرة التنفيذية لجماعة من ضحايا التحرش "رد فعلي الأول هو الشعور بخيبة الأمل العميقة تجاه الرسالة." وأضافت "نشعر أن الرسالة لم تتناول بواعث قلق الضحايا بالشكل الكافي". وقالت ان رسالة البابا يوم السبت لم تقر بمسؤولية الفاتيكان أو كبار رجال الدين في حماية المتحرشين وفي التعامل مع الضحايا. وأضافت "لايوجد في الرسالة ما يفيد بوجود أي توجه جديد لقيادة الكنيسة الكاثوليكية".

وذكرت لويس ان الرسالة لم تشر كذلك الى استقالة رئيس الكنيسة الايرلندية الكردينال شون برادي والتي طالبت بها جماعات الدفاع عن الضحايا ولم تقر بأن التحرش مشكلة عامة ولاتقتصر على ايرلندا. وحاول الفاتيكان في الاسابيع القليلة الماضية احتواء الضرر بعد سلسلة من فضائح التحرش الجنسي بالاطفال في أيرلندا وألمانيا والنمسا وهولندا.

وأعرب البابا في رسالته الى كاثوليك ايرلندا عن مشاعر "العار والندم" للاعتداءات الجنسية التي تعرض لها اطفال، مؤكدا ارتكاب اساقفة ايرلنديين "اخطاء جسيمة" ودعا الى محاكمة مرتكبي الاعتداءات. وقال البابا في رسالة موجهة لكاثوليك ايرلندا، وقعها الجمعة ونشرت السبت، "لقد عانيتم كثيرا وانا آسف بحق".

وتعتبر رسالة البابا من ثماني صفحات الأولى من نوعها في تاريخ الفاتيكان التي تتحدث بوضوح عن اعتداءات الأساقفة على الأطفال. لكن جمعيات الضحايا ترغب توضيحات من البابا حول سياسة الكنيسة الكاتوليكية لإخفاء تلك الاعتداءات.

ومنذ ظهور فضائح الاعتداءات الجنسية في ايرلندا الى العلن، تكشفت المزيد من فضائح الاعتداءات الجنسية في المانيا والنمسا وهولندا وسويسرا. واضاف البابا "لا يسعني سوى ان اشارككم مشاعر الحيرة والتعرض للخيانة التي يشعر بها العديد منكم". وقال ان الكهنة ورجال الدين المتهمين بارتكاب تلك الاعتداءات "يجب ان يحاسبوا" على جرائمهم "امام محاكم يتم تشكيلها بصورة مناسبة".

واضاف مخاطبا مرتكبي الاعتداءات "اقروا بذنبكم علنا، واخضعوا انفسكم لمطالب العدالة، ولكن لا تقنطوا من رحمة الله". وفي الرسالة التي وقعها السبت، اكد البابا على مسؤولية الاسقفية في التعامل مع الاتهامات. وقال متوجها الى الاساقفة الايرلنديين "لقد فشلتم انت ومن سبقكم، وفي بعض الاحيان كان فشلكم خطيرا، في تطبيق قانون لجرائم الاعتداء على الاطفال".

واضاف "وفي الكثير من المناسبات منذ انتخابي لمنصبي الحالي، التقيت بضحايا اعتداءات جنسية وانا مستعد للقيام بذلك مجددا في المستقبل". واعلن البابا ارسال بعثة الى الابرشية الايرلندية التي تعرضت لفضائح اعتداءات جنسية لمساعدة "الكنيسة المحلية في عملية التجديد". واعرب عن استعداده للقاء ضحايا الاعتداءات مرة اخرى.

وستعمد البعثة التي ستراجع عمل الابرشية، الى اقامة ندوات وتجمعات دينية تحت اشراف الفاتيكان والاسقفية الايرلندية. وقال البابا الذي التقى عددا من ضحايا الاعتداءات الجنسية على الاطفال اثناء زيارته الى الولايات المتحدة واستراليا في 2008 "لقد التقيت بضحايا الاعتداءات الجنسية وانا مستعد للقائهم في المستقبل".

واضاف متوجها الى الضحايا وعائلاتهم "اعلم انه لا يمكن لاي شيء ان يصلح الظلم الذي تعرضتم له. لقد تعرضتم لخيانةالثقة وانتهاك الكرامة". وتابع "واضافة الى الضرر البالغ الذي لحق بالضحايا، فقد لحق ضرر عظيم بالكنيسة وبصورة الرهبنة والحياة الدينية لدى العامة". وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية في ايرلندا الكردينال شون برادي السبت انه يامل في ان تؤدي رسالة البابا الى "وقت عظيم لولادة من جديد".

من جهته، قال رئيس اساقفة المانيا المونسنيور روبرت زوليتش ان رسالة البابا تشكل ايضا "تحذيرا" للكنيسة في المانيا، واضاف في بيان صدر في بون (غرب) "حين يتم التعبير عن حقيقة صعبة علنا، فانها تبدو مؤلمة لكنها ايضا تحررية". ولم تتطرق الرسالة التي من المقرر ان تجري تلاوتها في كافة الابرشيات الايرلندية، الى الاستقالات التي تقدم بها ثلاثة من الاساقفة الايرلنديين.

وصرح المتحدث باسم الفاتيكان فيديركو لومباردي للصحافيين ان السبب في ذلك هو ان الرسالة "ليست وثيقة حول الاجراءات القضائية او الادارية". واعتبرت منظمة "اون ان فور" المدافعة عن حقوق الضحايا، ان رسالة البابا "اخفقت" في معالجة المسائل التي تثير قلق الضحايا. واسفت المنظمة لعدم تقديم البابا اعتذارا للطريقة التي تم فيها تجاهل الضحايا عندما حاولوا التقدم بشكوى لسلطات الكنيسة.

وكانت "اون ان فور" الايرلندية طالبت البابا بتقديم اعتذار لضحايا الاعتداءات الجنسية في ايرلندا والاعتراف بان الكنيسة الكاثوليكية اساءت استخدام سلطاتها وتسترت عمدا على افعال كهنة اعتدوا على اطفال. من جهتها، اعتبرت منظمة "سيرفايفرز اول تشايلد ابيوس" (الناجون من الاعتداءات على الاطفال) ان الرسالة تفتقر الى "الجوهر".

وصرح جون كيلي، العضو في المنظمة والذي تعرض للاعتداء الجنسي عندما كان صبيا في بيت للرعاية تابع للكنيسة، لوكالة فرانس برس انه رغم ترحيبه بالرسالة الا انها تركت العديد من الاسئلة بدون اجابة. وقال "هل ينوي البابا الجديد اجراء تحقيق على مستوى البلاد في الاعتداءات في كافة الابرشيات .. هل يعني ان مرتكبي الاعتداءات والمتسترين عليها يجب ان يسلموا انفسهم للشرطة او مواجهة نظام العدالة الجنائية".

واضاف "باختصار، السؤال الاساسي هو: هل سيحصل الضحايا على العدالة كنتيجة لما قاله البابا". بدورها، قالت كريستين باكلي المدافعة عن ضحايا الاعتداءات والتي تعرضت لاعتداء من قبل الراهبات في مدرسة "غولدنبردج اندستريال سكول" في دبلن، انه كان يتعين على البابا الاعتذار لضحايا الاعتداءات في المؤسسات الدينية في ايرلندا.

وقالت "المسالة هي ان الاعتداءات المؤسساتية دخلت في النسيان تماما. نحن الاطفال المنسيون". واضافت "لقد عانينا من اشكال مختلفة من الاعتداءات: الجسدية، الجنسية، العاطفية، وفقدان الهوية اضافة الى العبودية". وانتهز الفاتيكان فرصة نشر رسالة البابا للانضمام الى موقع تويتر الالكتروني، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الدينية "آي ميديا" السبت.

وذكرت الوكالة ان الفاتيكان يريد عبر هذه الخطوة نشر "معلومات عبر مختلف وسائل الاعلام ترتدي اهمية خاصة بالنسبة الى حياة الكنيسة". وهذه الخدمة الجديدة عبر موقع تويتر متاحة باللغات الايطالية والانكليزية والاسبانية والبرتغالية والالمانية والفرنسية والبولندية. وقد تصبح متاحة لاحقا بالصينية واليابانية والعربية.

250 حالة اعتداء جنسي في الكنيسة الكاثوليكية بألمانيا

وعلى صعيد متصل كشف مسح عن أكثر من 250 حالة اعتداء جنسي في الكنيسة الكاثوليكية بألمانيا منذ نهاية يناير الماضي، وأشار المسح إلى أن بعض هذه الجرائم يرجع تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضي.

وفي ألمانيا، ذكرت مجلة (دير شبيغل) أنه يجرى حاليا تحريات ضد 14 قسا على الأقل في ألمانيا بتهمة الاشتباه في ارتكاب جرائم اعتداء جنسي، واستندت المجلة في تقريرها إلى استطلاع أجرته بين 24 هيئة ادعاء عام في ألمانيا، شاركت فيه 15 هيئة.

وذكرت المجلة أنه تم أيضا إقامة دعاوى ضد 11 معلما ومربيا بتهمة التحرش الجنسي، وبالمقارنة بالكنيسة الكاثوليكية يوجد في الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا حالات اعتداء جنسي قليلة تم الإعلان عنها، ووفقا للمجلة وقع في 9 من بين 22 كنيسة بروتستانتية محلية 11 حالة اعتداء جنسي خلال السنوات العشر الماضية، بينها حالة واحدة متعلقة بتحرش بأطفال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف