القوات الاميركية تترك الحدود لزعيم افغاني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
اغلق احد اهم الطرق التجارية في اسيا الاسبوع الماضي حين اصطحب رجل يصفه الجميع "بالجنرال" قائد القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان في جولة على الحدود.
كابول: صعد الجنرال ستانلي مكريستال على سطح احد المباني حيث حدد "الجنرال" - الذي يشغل رسميا رتبة كولونيل في شرطة الحدود الافغانية- المنطقة التي تعتزم قوات حلف شمال الاطلسي بناء نقطة حدودية جديدة بها بتكلفة 20 مليون دولار.
ولا يسمح للقوات الاميركية بالاقتراب من الحدود التي تعج بالحركة عندما تكون مفتوحة لذلك لم تر مطلقا كيف يسيطر الكولونيل عبد الرزاق قائد شرطة الحدود في سبين بولداك وهو في الثلاثينات من العمر بمفرده على تجارة بالمليارات. وتقول القوات الاميركية انه قام بعمل جيد في الحفاظ على الحدود امنة وفي حالة حركة ونشاط. كما تعتقد انه "محتال" كما وصفه قائد عسكري كبير.
او كما وصفه اللفتنانت كولونيل بات كين رئيس وحدة حلف شمال الاطلسي التي تحاول تحسين السيطرة على الحدود الافغانية بانه "يحافظ على الهدوء هنا. فالشاحنات تتدفق والتجارة تتدفق. في الوقت نفسه يحصل على دخل اضافي." وتظهر زيارة مكريستال لعبد الرزاق -وهي الثانية له على الاقل هذا العام- الخيارات الصعبة التي يواجهها المسؤولون الاميركيون في محاولة محاربة الفساد في افغانستان في حين يعتمدون على مسؤولين يعتقدون انهم انفسهم فاسدون.
وبالنسبة لعبد الرزاق الان فهو رجل الاميركيين في سبين بولداك حيث تتوقع القوات الاميركية منه ان يساعدهم بشكل كبير في زيادة شحناتهم من الامدادات للقوات العسكرية المتزايدة. ويقود عبد الرزاق وهو زعيم احد القبيلتين الرئيسيتين في منطقة اقليم قندهار الحدودية بضعة الاف من رجال الشرطة المحلية عند الموقع الحدودي في سبين بولداك وهو احد نقطتي عبور شرعيتين بين افغانستان وباكستان. وانشرحت اسارير عبد الرزاق الذي ينفي القيام بانشطة غير مشروعة وهو يقف الى جانب القائد الامريكي عندما اشاد به مكريستال امام كاميرات التلفزيونات المحلية.
وقال مكريستال "الكولونيل عبد الرزاق يحاول ادخال بعض التغييرات التي تسمح بتسهيل حركة المرور... انا متفائل جدا اذ يمكننا بواسطة الخطط التي سمعتها زيادة الكفاءة والحد من الفساد." ويستحيل قياس الارباح التي يحققها عبد الرزاق تحديدا من سيطرته الكاملة على الحدود. وتعبر نحو 700 شاحنة كل يوم الحدود التي تربط باكستان بجنوب افغانستان وايران واسيا الوسطى وما وراءها.
وخلال مؤتمر صحفي مع مكريستال وكبار معاونيه قبل الزيارة للقاء عبد الرزاق ابلغ رئيس سلطة الجمارك الافغانية بسم الله كاماوي الضباط الاميركيين ان الفساد عند الموقع الحدودي الذي يسيطر عليه عبد الرزاق "شامل". وقال كاماوي ان الحكومة الافغانية تجمع نحو 40 مليون دولار من ايرادات الجمارك في اقليم قندهار كل عام وهو نحو خمس ما ينبغي ان تجمعه مضيفا ان المبلغ المستهدف ما هو الا تقدير في ظل عدم معرفة احد لما يدخل بالفعل الى الاقليم.
ويسيطر عبد الزراق ورجاله على احد الطرق الرئيسية الخارجة من قلب المنطقة الزراعية في جنوب افغانستان التي تزرع كل انتاج العالم تقريبا من الخشخاش الذي يصنع منه الافيون. ووصف تحقيق بمجلة هاربرز العام الماضي شمل مقابلات مع تجار مخدرات من البشتون ومهربين على جانبي الحدود عبد الرزاق بانه يسيطر على امبراطورية قيمتها ملايين الدولارات من الرشا سنويا. ووصفت مقره الفخم المليء بالعربات المدرعة وقالت انه يدير شبكة من السجون السرية لمن يقف في طريقه. وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن تحقيق هاربرز يستخدم لاطلاع عملاء المخابرات الاميركيين على الواقع على الارض في افغانستان.
لكن رغم شكوكها الواضحة توافق القوات الاميركية حتى الان على منح عبد الرزاق حرية التصرف بدرجة كبيرة. فبموجب اتفاق جرى التوصل اليه على الارض تعهدت القوات الاميركية الا تزور الحدود عندما تكون مفتوحة. واحد اهداف زيارة مكريستال هو توقيع وثيقة من شأنها ان تسمح لقواته بوصول بلا قيود للحدود.
لكن بعد اجتماع استمر ساعتين وكان مليئا بالكلمات عن اهمية التعاون رفض عبد الرزاق ورئيسه في كابول قائد شرطة الحدود محمد يونس نورزاي بأدب التوقيع في غياب وزيرين بالحكومة. ومع وصول 30 الف جندي امريكي اضافي -واغلبهم سيرسل الى قندهار والمناطق المجاورة- في اطار استراتيجة زيادة القوات التي وضعها الرئيس الاميركي باراك اوباما فسيحتاج حلف الاطلسي الى مضاعفة حركة الامدادات الخاصة به عبر سبين بولداك في الشهور المقبلة. وسيكون الحلف بحاجة الى أن يبقي عبد الرزاق الحدود مفتوحة لفترة اطول بما يمكن من عبور مزيد من الامدادات.
وفي مقابلة بعد لقاء عبد الرزاق قال مكريستال ان محاربة الفساد امر حاسم لان ذلك هو ما يدفع الافغان الى التقرب من المتمردين. لكنه رفض توجيه اتهامات معينة لعبد الرزاق او احمد والي كرزاي الاخ غير الشقيق للرئيس الافغاني رئيس بلدية قندهار الذي تقول تقارير اعلامية غربية انه ضالع في تجارة المخدرات. وقال مكريستال "ان يصل (الفساد) لدرجة ان يكون احد اسباب التمرد هو ما يقلقني اكثر من التمرد نفسه. يمكننا محاربة التمرد وهزيمة قوات التمرد.. القوات البرية واي قوات. لكن اذا لم يكن لدينا حكم فعال.. حكم موثوق فيه فلن يمكننا هزيمة سبب التمرد."