أخبار

أرمينيا: سياستنا الخارجية تقوم على مبدأ الحوار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اكد الرئيس الارميني سيرج ساركسيان ان رؤية سياسة بلاده الخارجية تقوم على اعتماد اساس الحوار لحل المشاكل بين الدول وتسويتها بالطرق السياسية.

دمشق: جاء تأكيد الرئيس الارميني في حديث لصحيفة (الوطن) السورية نشرته اليوم عشية زيارته الى العاصمة السورية دمشق لاجراء محادثات مع نظيره السوري بشار الاسد حول قضايا ثنائية واقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك. كما شدد الرئيس ساركسيان على رغبة بلاده في تمتين العلاقة الثنائية مع سوريا بشكل يعكس متانة العلاقة التي جمعت بين الشعبين السوري والارميني مشيرا الى ان علاقة المؤسسات الرسمية بين البلدين تعمل على تأسيس البنية القانونية التي تسمح للمؤسسات ورجال الاعمال والمفكرين بترسيخ هذا التعاون.

واضاف " اننا نولي اهمية بالغة لتوسيع علاقاتنا مع البلد الصديق سوريا وذلك لدورها المحوري في منطقة الشرق الاوسط فالعلاقات تقوم على مستوى رفيع وتجسد دفء العلاقات المتبادلة بين الشعبين" مشيرا الى انه سيتم خلال زيارته التوقيع على عدد من الاتفاقيات. وذكر حول هذا الخصوص " اعتقد انه من واجب الحكومتين توفير البنية القانونية المناسبة لكي نفتح المجال امام المؤسسات والمفكرين ورجال الاعمال والشباب والدوائر الفرعية للتواصل المتبادل بشكل مثمر".

كما اكد استعداد بلاده لدفع علاقات التعاون الارمينية - السورية الى الامام وتعزيزها خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية التجارية والعلمية والثقافية وغيرها وان اللجنة الحكومية المشتركة تعمل بجد حيث ستعقد جلستها الدورية خلال هذا العام وان هناك مشاريع جادة في مجال الطاقة والبيئة والزلازل والصحة والبناء والزراعة والري وغيرها. وردا على سؤال حول تأثير قرار الكونغرس الاميركي على عملية تطبيع العلاقات الارمينية - التركية ذكر الرئيس الارميني "غالبا ما يسألونني عن كيفية وجوب تقديم الادلة عن الابادة الارمينية وهل الاعتراف بالابادة سيسبب الاضرار بعملية التطبيع الارمينية - التركية وامن منطقة القوقاز الجنوبية اجيبهم انه يوجد العديد من الدول التي لا تحتاج لتقديم اي ادلة لها لانها تملك ارشيفا كبيرا حولها ".

اما فيما يتعلق بالمخاوف من تضرر الامن من الاعتراف بالابادة فقد ذكر "ان الامر يشبه الاختيار بين الامن والمسألة المعنوية" مؤكدا "ان الامن في المنطقة محقق باستمرار شريطة ان يكون مبنيا وفق منطق معنوي ادراكي عميق ". وفي السياق ذاته شدد الرئيس الارميني على ان "القرار الذي تمت مناقشته في الكونغرس الاميركي هو شأن داخلي لا نتدخل فيه مهما اعتبرناه ذا اهمية معنوية حيث اننا لم نجعل الاعتراف بالابادة الارمينية شرطا في مسالة تأسيس علاقات طبيعية بين ارمينيا وتركيا". وقال "ان موقفنا المبدئي كان تحسين العلاقات الارمينية - التركية دون اي شرط حيث لا اجد انه من الصحيح ربط تلك العملية باعتراف دول اخرى بالابادة " مضيفا "هنالك امر واحد فقط هو انه مهما طالت فترة عملية تطبيع العلاقات بيننا فان عدد الدول التي توافق على قرارات مماثلة سيزداد".

واشار الرئيس ساركسيان الى ان هناك امكانيات ضخمة غير متاحة بين ارمينيا وتركيا في مجال الصناعة والتجارة والخدمات وان فتح الحدود بين البلدين "من الممكن ان يكون له منفعة كبيرة بالنسبة لدول اخرى".
لكنه اعتقد في ذات الوقت "ان ثمن اغلاق تلك الحدود اكبر على المستوى السياسي فاغلاقها بحد ذاته هو وسيلة لاستخدام القوة وان هذا الامر ليس فقط غير لائق بدولتين جارتين تعيشان في القرن الحادي والعشرين فقط بل يتعارض مع معايير عديدة نصت عليها اتفاقيات المبادئ الدولية في الامم المتحدة".

كما اوضح ان تركيا تلعب بشكل دائم ومتكرر دورا اقليميا ودوليا فهي عضو في لجنة الامن في الامم المتحدة وعضو في مجموعة العشرين وتسعى للانضمام للاتحاد الاوروبي وكل ذلك يتعارض مع تنفيذ عقوبات اقتصادية من طرف واحد حيال دولة جارة لها اقتصاد متطور. وحول مايطرحه الرئيس السوري من رؤية في التعاون بين دول المنطقة خاصة روسيا واذربيجان وارمينيا وتركيا وايران وسوريا ذكر "ان ارمينيا تبدي نيتها ورغبتها دائما للتعاون في المنطقة ونحن مقتنعون بان الحل الوحيد للمشاكل العالقة هو مناقشة تلك المشاكل على طاولة الحوار للتوصل الى حلول ملائمة". وشدد في السياق ذاته على ان " نحن مع السعي نحو خطوات التعاون وايجاد المجالات التي يمكن من خلالها تفعيل المصالح والاهتمامات المشتركة والمتبادلة حيث يمكن من خلال هذه الطريقة فقط التوصل الى حل للمسائل المعقدة والكبيرة ببطء لكن بثقة ".

وذكر "ان ارمينيا تراقب عن كثب مواقف الدول العربية الصديقة وانها تقف الى جانب كل الجهود لايجاد تسوية لكل المشاكل وذلك عبر المفاوضات السلمية وانها تدين دائما كافة عمليات الظلم وانتهاك حقوق الانسان ومحاولات المعاقبة الجماعية للسكان المدنيين والارهاب " مضيفا " اننا ندافع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره عبر بناء دولة مستقلة والذي يقره قرار لمجلس الامن في الامم المتحدة". واعرب بهذا الخصوص عن امله بان تصل الاطراف المعنية في الاطار "المعقد" للشرق الاوسط في المسار الفلسطيني - الاسرائيلي والسوري - الاسرائيلي الى طاولة الحوار لمناقشة المشاكل وتتوصل الى الحل حيث يجب ان تتم تسوية هذا النزاع الذي انتهك حياة الالاف من الناس وحق العيش بسلام لاجيال كثيرة.

واكمل قائلا " اننا مهتمون بهذه القضية اولا لان العديد من الارمن يعيشون في هذه المنطقة وفي كل تلك البلاد هناك طائفة ارمينية بمؤسساتها الثقافية والتربوية الروحية ومن بينها بطريركية الارمن في القدس التي لها مكانة خاصة لدى الارمن كأول شعب اعتنق المسيحية رسميا انطلاقا من مصالحنا المباشرة لذا يجب ان يعاد السلام لذلك المكان المقدس ".

يذكر ان الرئيس الارميني سيبدأ غدا زيارة رسمية الى سوريا تستمر ثلاثة ايام تلبية لدعوة من نظيره السوري. وقالت السفارة الارمينية بدمشق ان ساركسيان سيبدأ زيارته بلقاء الرئيس الاسد واجراء لقاء موسع يضم وفدي البلدين ومن ثم سيقوم باجراء مؤتمر صحفي مشترك. كما سيلتقي خلال زيارته برئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ورئيس البرلمان محمود الابرش وسيقوم بعد ذلك بزيارة مدينتي (حلب) شمال سوريا و(دير الزور) شرق البلاد ليلتقي ممثلين عن الارمن السوريين فيهما. يذكر ان الوفد الارميني يضم وزراء خارجية وثقافة ومغتربين وزراعة اضافة لمسؤولين رسميين اخرين

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف