مازالت طالبان تبث الرعب رغم هزيمتها في سوات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
درست كيشوار بيجوم التمريض حتى قررت على ما يبدو ان تزهق الارواح بدلا من انقاذها.
مينجورا: تظهر صورتها في صدر صفحات جريدة تقول انها مهاجمة انتحارية تنتظر تنفيذ عملية وهي لا تزال طليقة في وادي سوات المعقل السابق لحركة طالبان الذي سيطر عليه الجيش الباكستاني في هجوم كبير قبل عام تقريبا. وقتل عدد كبير من مقاتلي طالبان واختفى اخرون تاركين السكان في خوف من عودة المتشددين اذا ما انسحب الجيش وسلم مسؤولية الامن لقوة من الشرطة تواجه مصاعب كثيرة.
وكدليل على الخطر الذي يلوح في الافق يقول مسؤولون ان عددا من المتشددين مثل بيجوم اعمارهم بين 16 و21 عاما وهم طلقاء يخططون لهجمات انتحارية مثل الهجوم الاخير الذي راح ضحيته 14 قتيلا وأصاب 50 عند نقطة تفتيش في بلدة مينجورا الرئيسية على بعد 120 كيلومترا شمال غربي اسلام اباد.
وقال قاضي غلام فاروق رئيس شرطة سوات لرويترز "من المستحيل منع التفجيرات الانتحارية. تريد طالبان العودة والسيطرة... يحاولون اعادة التجمع." وبقى فاروق على عكس رجال الشرطة الذين فروا عقب مقتل عدد كبير من زملائهم على يد طالبان ونال تكريما لشجاعته ولكن ما من وقت لديه للتفكير في انجازات الماضي.
واليوم يحاول اقناع نحو 50 من رجال الشرطة الذين فروا من طالبان بالعودة لاداء واجبهم في وادي سوات وهو مزار سياحي ساحر سابقا به جبال وتقطعه الانهار ولكنه اصبح ميدانا للقتال بين المتشددين والقوات الحكومية. وموارد الشرطة في سوات التي يقطنها نحو 1.3 مليون نسمة قليلة. ويواجه الاقتصاد الباكستاني المتباطيء ضغوطا بالفعل لذا من المستبعد ان يحصل قريبا على تمويل كبير من الدولة لتوفير الوقود وسلع أساسية.
وهذه التحديات شائعة في باكستان حليفة واشنطن. ومنذ سوات شن الجيش الباكستاني هجوما كبيرا في وزيرستان الجنوبية ولكن طالبان تعود مرة تلو الاخرى بتفجيرات قتلت المئات. ويعتمد وادي سوات باسره على ثماني ناقلات جنود مدرعة فحسب ويحتاج 17 ناقلة اخرى على الاقل للحد من خطر تعرض رجال الشرطة والجنود لتفجيرات وكمائن من جانب متشددين يمكنهم شن هجمات والفرار عبر حدائق الخوج (دراق) ومن فوق الجبال.
ونادرا ما تشاهد المركبات المتهالكة المموهة بلون ازرق حول القرى حيث تعلق صور قادة طالبان المطلوب القبض عليهم عند نقاط التفتيش الامر الذي يعيد للاذهان مشاهد قطع الرؤوس والجلد العلنية ضد من كان يعتقد بتأييده للحكومة أو من يتهم بسوء السلوك. وينظر للهجوم التي عززته غارات جوية على انه نقطة تحول للجيش الذي ساند المتشددين لسنوات. ورغم نجاحات الجيش ووعوده بالحيلولة دون عودة طالبان لسوات يشكك بعض الباكستانيين في قوة عزمه.
ويقول جمر الدين خان وهو رجل مسن عايش الاضطرابات السياسية والانقلابات العسكرية وتمرد طالبان في الاونة الاخيرة "خذلونا من قبل. كان الجيش مقربا من المتشددين دائما." ووضع اخرون ثقتهم في 50 ألف جندي يتمركزون في سوات. وفي منطقة كانت تعرف بميدان الاعدام في بازار مينجورا تزدهر اعمال التجار ويعرضون كل شيء من السمك الى الاحذية. كما توجد مقاهي الانترنت التي لم تكن يتصور احد وجودها خلال حكم الرعب في ظل طالبان التي ترفض اي تأثيرات غربية.
وفي تلك الايام كان المتشددون يقطعون رؤوس الضحايا ويربطونها في اقدامهم ويتركوا الجثث معلقة لايام على اعمدة التليفونات دون السماح بانزالها ودفنها. انها صورة محفورة في ذهن الطاف حسين الذي يقف متوترا يقص كيف راي متشددي طالبان يقطعون رؤوس البعض في أكثر من مناسبة.
وقبل ثمانية أشهر كان حظه عثرا وبلا عمل ومن ثم انضم لقوة الشرطة وسريعا ما التحق بالقوات الخاصة. ويحمل حسين بندقية ايه كيه-47 ويرتدي زيا اسودا مميزا ولكن مثل كثير من الباكستانيين الذي يفترض ان يحميهم ما زال قلقا بعد فترة طويلة من هزيمة طالبان. ويقول "يقلقني ان يغادر الجيش