القمصان الحمر تحقق ضجة كبيرة والقليل من التقدم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم الضجة الكبيرة التي حققتها حركة القمصان الحمر في تايلاند إلا ان اي من المطالب التي يسعون إليها لم تتحق.
بانكوك: تمكن انصار رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناوترا الذين يطلق عليهم اسم "القمصان الحمر" من الاستمرار في تظاهراتهم حتى الاسبوع الثاني، الا ان المراقبين يشككون في امكانية نجاحهم في اجبار الحكومة على اجراء انتخابات مبكرة.
ورغم احتلال المتظاهرين عناوين الاخبار من خلال اقدامهم على خطوات للفت الانظار مثل سكب دمائهم امام منزل ومكاتب رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا، الا انهم لم تمكنوا من اخضاع الحكومة التي يقولون انها اداة في يد النخبة في تايلاند.
الا ان المتظاهرين اطلقوا ظاهرة ستتواصل حتى بعد ان يغلقوا مخيم الاحتجاج الذي اقاموه في بانكوك ويعودوا الى منازلهم التي يقع معظمها في المناطق الشمالية الريفية.
ويتوقع ان تشهد تايلاند اعواما من الاضطرابات فيما يسعى النظام السياسي في البلاد الى الاستجابة لتطلعات المناطق الريفية الفقيرة والتي انتعشت عندما تولى تاكسين السلطة قبل نحو عشرة اعوام على اساس اجندة حكم شعبوية.
وقال مايكل مونتيسانون من معهد الدراسات الجنوب شرق آسيوية في سنغافورة "اتوقع ان تتضاءل الاحتجاجات (...) ولا اعتقد ان المتظاهرين اثروا فعلا على الحكومة بشكل كبير"، مضيفا ان الطريقة التي تصرف بها الجانبان فاقت التوقعات.
وبدأت التظاهرات في 14 اذار/مارس بعد ان امرت المحكمة بمصادرة اكثر من نصف ثروة تاكسين اي 1,4 مليار دولار. واطيح بتاكسين من السلطة في 2006 وهو يعيش في المنفى هربا من حكم قضائي صدر بحقه غيابيا بالسجن لمدة عامين بتهمة الفساد.
وتهدف حملة القمصان الحمر، التي تضمنت عرضا يشبه الكرنفال مر في شوارع بانكوك السبت، الى حشد الدعم في اوساط الطبقة الوسطى المتنفذة في العاصمة وبين صفوف الجيش الذي يدعم الحكومة الحالية.
الا ان تايلاند لا تزال تعاني من النزاع بين انصار تاكسين الحمر ومنافسيهم "القمصان الصفر" الذين تدعمهم النخبة الحاكمة في معقلها في بانكوك في القصر والجيش والنظام البيروقراطي.
وقال بوب برودفوت من مؤسسة الاستشارات السياسية والاقتصادية "سيستغرق حل هذه المسألة سنوات لان تاكسين كان اول شعبوي عرف كيف يتجذب غالبية السكان".
واضاف "وحتى لو تخلصت منه فان الغالبية لا تزال موجودة، ورغم انهم ربما كانوا غير متعلمين ولكنهم ليسوا اغبياء ولن يحتملوا التمييز ضدهم".
وقد اكتسبت حركة "القمصان الحمر" احتراما بسبب تنظيمها كل هذه التظاهرات الحالية دون اي حادث، بعد ان كانت اضطرابات قبل عام ادت الى مقتل شخصين، الا ان المحللين يقولون ان عليهم الان اتخاذ خطوات تتعدى تنظيم تظاهرات الشوارع.
وقال جيمس كلاين من مؤسسة "ايجيا فاونديشن"، انه "في الوقت الحالي لا توجد ايدلوجية (لدى القمصان الحمر). لديهم الكثر من العبارات الجذابة (...) ولكن عليهم ان يبدوأ في تحديد ما يعنونه بهذه الشعارات".
ويخشى من ان تبدأ عناصر متطرفة في اللجوء الى العنف لاحياء الحركة عند اضمحلالها، وقد عززت الحكومة الاجراءات الامنية ومن بينها تزويد كبار ضباط الجيش في المواقع المهمة بالاسلحة.
ويركز "القمصان الحمر" الان على تنظيم تجمع جديد السبت يقولون انه سيتم خلالها اغلاق بانكوك باعداد من المتظاهرين تفوق اعدادهم في تجمع نهاية الاسبوع الماضية والذي شارك فيه 65 الف شخص.
وقال جاتسبورن برومبان احد زعماء المتظاهرين "سنبقى ونحتج مهما استغرق ذلك من وقت حتى نحصل على نريده".
وفي مخيم الاحتجاج حيث تفاوتت اعداد المتظاهرين ما بين خمسة الاف ومئة الف منذ بدء الحملة، بدا انصار تاكسين مصممين على مواصلة حملتهم رغم الجو الحار والاوضاع الصعبة.
وقال بانجونغساك تانغسانغانثام (70 عاما) الذي اتى الى بانكوك من مقاطعة شيانغ ماي معقل تاكسين في شمال تايلاند "لقد اتيت الى هنا بالقطار ووصلت في البداية".
واضاف وهو يجلس على كرسي صغير امام مروحة كهربائية "انا متعب بسبب الجو الحار ولكنني لا انوي العودة الى دياري".
ويتعين على رئيس الوزراء ابهيسيت فيجاجيفا الذي تولى السلطة في كانون الاول/ديسمبر 2008 في انتخابات برلمانية بعد قرار من المحكمة بعزل حلفاء تاكسين من الحكومة، اجراء الانتخابات بنهاية 2011.
وقال وزير المالية كورن تشاتيكافانيج في هونغ كونغ هذا الاسبوع ان الاضطرابات لم تتسبب بعد باضرار كبيرة، الا انه اقر بان تاريخ تايلاد المضطرب كان عائقا امام الاستثمارات في السابق.
واضاف امام مؤتمر للاستثمار "بصراحة فان السياسة في تايلاند من المستحيل فهمها".