القارة الأفريقيّة حققت رقماً قياسياً في عدد حوادث الطائرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
فيما تعد السلامة الجوية من بين أهم انشغالات الحكومات، وإحدى أولويات شركات الطيران والدول على حد سواء، اكد جلال اليعقوبي رئيس الجمعية المغربية لربابنة الطائرات في حديث خاص مع ايلاف ان إفريقيا هي القارة التي تحقق الرقم القياسي في عدد حوادث الطائرات.
الدار البيضاء:اختتمت الثلاثاء، اعمال الدورة الـ65 لمؤتمر الفيديرالية الدولية لجمعيات ربابنة الطائرات، التي نظمت في عاصمة النخيل مراكش، على مدى خمسة أيام، بمشاركة نحو 800 من ربابنة الطيران، وخبراء وأخصائيين في مجال السلامة الجوية والطيران المدني، فضلا عن ممثلي الشركات المتخصصة في صناعة الطيران.
وتعد السلامة الجوية من بين أهم الانشغالات الرئيسة، وإحدى أولويات شركات الطيران والدول على حد سواء، بعد الكوارث التي سجلت، أخيرا، وراح ضحيتها المئات من الركاب. وقال جلال اليعقوبي، رئيس الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، إن "إفريقيا هي القارة التي تحقق الرقم القياسي في عدد حوادث الطائرات.
وكشف جلال اليعقوبي، في مقابلة مع "إيلاف"، أن "المعدل العالمي يحدد في حادثة خطيرة كل مليون إقلاع، في حين أن المعدل في إفريقيا يصل إلى 9.7 في كل مليون إقلاع، ما يعني 10 مرات أكثر مقارنة مع المعدل العالمي".
وأشار رئيس الجمعية المغربية لربابنة الطائرات إلى أن "هناك اختلافات كثيرة في مستوى السلامة بإفريقيا، فمثلا في المغرب والجزائر وتونس، يسجل أن مستوى السلامة أقرب إلى أوروبا، مقارنة مع باقي الدول الإفريقية، وذلك من خلال استحضار إنجازات المطارات، وتكوين الربابنة، ومراقبي الجو".
وأضاف جلال اليعقوبي "نقطة ثانية جرى التطرق إليها في هذه الدورة، تتعلق بالأزمة المالية وتأثيرها على الطيران المدني، إذ أن هناك تخوف من استغلال الربابنة ومضيفي ومضيفات الطائرات، بالتقليص من الكلفة من قبل الشركات الجوية، عبر تغيير برامج الرحلات الخاصة بالربابنة، فمثلا الربان الذي تستغله 13 ساعة، يجري تغيير قانون البلاد حتى يستغل 15 ساعة في اليوم". وأوضح أن "هذه الطريقة يمكن أن تقلص من اليد العاملة والكلفة. وهذا من بين الأخطار التي رفعتها الفيدرالية، إذ أن تعب الربابنة له تأثير مباشر على سلامة الركاب ومستوى الطيران".
تقليص ساعات التكوين
تخوف آخر لدى ربابنة الطائرات يتمثل في تقليص عدد الساعات الإجبارية للتكوين الأولي للربان، التي تصل إلى 250 ساعة، إذ أكد جلال اليعقوبي أن "هناك جهات في الطيران المدني تحاول الدفع في تجاه تقليل هذه الساعات بمبرر أن التكنولوجيا الحديثة لا تحتاج إلى كفاية كبيرة"، وزاد مفسرا "هنا أريد التذكير بالحادثة التي وقعت بداية السنة في نيويورك، عندما اصطدمت طائرة بفوج من الطيور، وفقدت المحركين معا، إلا أن الربان تمكن من إنزال الطائرة في النهر الذي يمر من نيويورك بكل سلامة ونجا جميع الركاب. وهنا يظهر أن هذا الربان لديه كفاية خاصة بحكم تكوينه العالي، كما أنه كان طيار عسكري".
وأشار إلى أنه "إذا كان حصل تقدم تكنولوجي عال في جهاز الطائرة، والرادارات، والتواصل، إلا أن الإنسان في العشرين سنة الأخيرة لم يتغير"، مبرزا أن "الفيدرالية والجمعيات المنخرطة، ترى أن هذا سبب كاف لبذل المزيد من الجهد من أجل زيادة ساعات التكوين الأولي".
وأضاف رئيس الجمعية المغربية لربابنة الطائرات "لدينا نداء نؤكد من خلاله أن سلامة الطيران تخص الجميع، أن أي شخص لديه علاقة من قريب أو بعيد في الطيران المدني، إلا وله مسؤولية كبيرة تتمثل في الرفع من مستوى الطيران المدني". وذكر أن "الهدف من المؤتمر هو إنتاج أهم النقط المحورية لأشغال اللجان التقنية الإثني عشر، التي تكون الفيدرالية، إذ يعملون على طول السنة، ويخرجون بالنقط الساخنة".
وحول ما إذا خيمت على الربابنة تداعيات الأزمة المالية، قال جلال اليعقوبي "سنة 2009 كانت شيئا ما صعبة. والمغرب لم يتضرر كثيرا بها، لكن في الولايات المتحدة الأميركية جرى فقدان 15 ألف منصب عمل، منهم 1000 ربان طائرة"، مشيرا إلى أن "السنة الجارية عرفت شيئا ما من عودة النمو والخروج من تداعيات الأزمة المالية العالمية".
وتضمن برنامج هذه التظاهرة، المنظمة لأول مرة بالمغرب، عددا من الموائد المستديرة، والندوات، وورشات عمل تتناول قضايا ذات الاهتمام الآني المرتبطة بالملاحة الجوية، فضلا عن المصادقة على أشغال اللجن التقنية التي جرى إنجازها سنة 2009.
يشار إلى أن الفيدرالية الدولية لجمعيات ربابنة الطائرات، التي أنشئت سنة 1948، تهدف إلى ضمان أفضل مستوى للسلامة الملاحية، وحل المشاكل التي تعتري الطيران المدني الدولي. وتضم حاليا هذه الفيدرالية أكثر من مائة ألف ربان عضواً عبر العالم، تمثل أكثر من 100 دولة، من بينها الجمعية المغربية لربابنة الطائرات التي تعتبر عضوا فاعلا بها.
وكان إدريس بنهيمة، الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الملكية المغربية، في كلمة له خلال افتتاح أشغال الدورة، أكد أن ربابنة الطائرات يضطلعون بدور أساسي في الأداء الجيد لآليات سلامة النقل الجوي حسب منظور المسافرين لهذه الصناعة بصفة عامة، وذلك من أجل إرساء مستقبل أحسن للطيران المدني.