الإعلام الاسرائيلي: زيارة نتانياهو انتهت بالفشل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: اعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية الخميس ان حصيلة زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن كانت سلبية جدا مؤكدة ان الازمة بين البلدين تفاقمت. وجاءت تعليقات الصحافة متناقضة مع محاولة نتانياهو التقليل من شأن حجم الخلافات التي ظهرت خلال محادثاته مع الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء في البيت الابيض. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي قبيل مغادرته واشنطن "يمكننا القول اننا احرزنا تقدما". وكان ناطق باسم البيت الابيض اقر من جهته بان المحادثات لم تتح تسوية "كل الخلافات" في وقت تشهد فيه العلاقات بين الحليفين ازمة خطيرة لا سيما بسبب مشاريع بناء وحدات سكنية للاسرائيليين في القدس الشرقية المحتلة.
وبلهجة اقل دبلوماسية قالت اذاعة الجيش ان "كل محاولات تجاوز التوترات مع الادارة الاميركية قد فشلت". واعتبرت الاذاعة العامة الاسرائيلية من جهتها ان هذه الزيارة انتهت الى "خيبة امل" في افضل الاحوال والى "فشل ذريع" في اسوأ الاحوال. وقالت الاذاعة العامة ان نتانياهو سيدعو الى اجتماع للحكومة المصغرة التي تضم سبعة وزراء فور عودته الخميس الى القدس. وسيعرض رئيس الحكومة على الوزراء وثيقة خطية تتضمن مطالب اوباما لاستئناف المحادثات مع الفلسطينيين المجمدة منذ اكثر من سنة.
وفي هذه الوثيقة يطالب الرئيس الاميركي بان يتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بعدم استئناف الاستيطان في الضفة الغربية في ايلول/سبتمبر عند انتهاء قرار التجميد الجزئي لمدة عشرة اشهر الذي اعلنه نتانياهو بالنسبة لبناء المساكن كما اوضحت اذاعة الجيش. ويطالب اوباما ايضا بوقف بناء وحدات سكنية في احياء اسرائيلية في القدس الشرقية التي يريد الفلسطينيون اعلانها عاصمة لدولتهم المنشودة كما اضافت الاذاعة. وحول هذه النقطة، استبعد نتانياهو حتى الان اي تعليق لهذه الانشطة. وشدد الرئيس الاميركي ايضا على ضرورة بحث كل المسائل الجوهرية لا سيما حدود الدولة الفلسطينية المقبلة فيما اعتبر رئيس الوزراء ان الاولوية يجب ان تكون للترتيبات الامنية التي يجب ان يقدمها الفلسطينيون كما افادت وسائل الاعلام.
وقدمت الصحف رئيس الوزراء على انه رجل يتعرض لضغوط. وعنونت صحيفة معاريف افتتاحيتها "كمين البيت الابيض". من جهتها كتبت اسرائيل هايوم (يمين) "اختبار قوة في واشنطن، اجواء ازمة". من جهتها عنونت صحيفة يديعوت احرونوت على صفحتها الاولى بكلمة واحدة بالاحمر "الضغط" وكتب احد معلقيها "حرب باردة في واشنطن". واكد العديد من المعلقين ان حزم الرئيس الاميركي وضع نتانياهو امام معضلة. فقد يضطر من اجل تجاوز الازمة تغيير غالبيته الحكومية عبر ضم حزب كاديما الوسطي الى الحكومة لكي يفسح له المجال بتقديم تنازلات يرفضها حاليا حلفاؤه من اليمين المتشدد او المتطرفين.
وانتقد عوفير اكونيس النائب في الليكود اوباما قائلا ان "المقاربة القائمة على عدم ممارسة ضغط الا على احد الاطراف وهو في هذه الحالة اسرائيل خاطئة. ان واشنطن تخدع نفسها اذا اعتقدت انه عبر تحركها هذا تسهل استئناف المفاوضات، على العكس ان ذلك لا يمكن ان يؤدي سوى الى ابعادها". من جهته عبر النائب روني بارون (كاديما) عن اسفه "للغياب التام للثقة التي يوحي بها رئيس الوزراء في الولايات المتحدة" قائلا ان "الرئيس اوباما قرر الا يقبل بعد الان تكتيك نتانياهو القائم على كسب الوقت".
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت النقاب عن المطالب التي حددها أوباما لنتنياهو للموافقة عليها. ونقلت الصحيفة عن جهات وصفتها بأنها على اطلاع بالمشاورات التي اجراها بنيامين نتنياهو مع مساعديه في واشنطن، القول ان اوباما حدد لنتنياهو 13 مطلبا يتوقع ان يردّ عليها نتنياهو بالإيجاب حتى عودته الى اسرائيل اليوم، مشيرة الى ان اوباما يهدف من وراء هذه المطالب اتخاذ خطوات لبناء الثقة تجاه الجانب الفلسطيني تسهم في جلبه الى طاولة المفاوضات وإقناعه بان اميركا هي وسيط نزيه.
واوضحت ان من بين مطالب اوباما من نتنياهو، التعهد بان يستمر تجميد البناء في المستوطنات ما بعد فترة الاشهر العشرة التي حددتها الحكومة، أي حتى بعد موعد 26 من سبتمبر القادم، كما يتوقع اوباما بان تضمن الاجهزة التي اقامها نتنياهو للاشراف على لجم البناء في منطقة القدس بعدم البناء في الاحياء الفلسطينية شرق المدينة المقدسة.
وأضافت أن المطلب الأميركي الثاني، هو ان تنقل اسرائيل الى مسؤولية السلطة الفلسطينية الكاملة جميع المناطق في الضفة الغربية التي كانت تخضع لسيطرة الفلسطينيين حتى سبتمبر عام 2000 والتي استولت عليها اسرائيل خلال الانتفاضة الثانية، مشيرة الى ان باقي المطالب الاميركية من نتنياهو تتعلق باتخاذ سلسلة بوادر حسن النية تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من بينها الافراج عن مئات وحتى 1000 من الأسرى الفلسطينيين الأمنيين.
وبحسب الصحيفة فإن هذه البوادر ستكون أحادية الجانب بمعنى انه يتوقع من اسرائيل تنفيذ هذه البوادر دون تلقي اي بادرة حسن النية من الطرف الفلسطيني..مضيفة أنه بعد ذلك ستأتي واسطة العقد من ناحية اوباما، وهي الشروع في المفاوضات حول الوضع الدائم والتي سيتم انجازها في غضون عامين من موعد بدئها