عيد رسمي مشترك مسيحي- إسلامي في لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
احيا اللبنانيون مسيحيون ومسلمون يوم الخميس، عيد البشارة الذي بات عيدا واحداً مشتركاً ورسمياً.
بيروت: للمرة الأولى في العالم أجمع يعيّد مواطنون مسيحيون ومسلمون عيدا واحداً مشتركاً ورسمياً. حصل ذلك في لبنان يوم الخميس في عيد بشارة العذراء مريم، بناء على قرار لمجلس الوزراء اتخذه في 18 شباط / فبراير الماضي استنادا إلى اقتراح من رئيس الحكومة سعد الحريري.
وأقفلت الوزارات والمصالح والمؤسسات في يوم عطلة. وكانت هذه المسألة أقرت مبدئيا في آذار 2008 ، يوم رفعت "اللجنة الوطنية الإسلامية ـ المسيحية للحوار"، توصية بهذا المعنى إلى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي وافق على المبدأ.
وقد جاء في محضر الجلسة المنعقدة في 18/2/2010 : "(...) لما كان الحوار الإسلامي ـ المسيحي عبر الاجتماعات التي تعقد يسعى الى التقريب بين الديانتين، ولما كانت السيدة مريم العذراء تمثل فكراً مشتركاً له قدسيته في الديانتين الإسلامية والمسيحية، ولما كان من هذا المنطلق يعتبر عيد بشارة السيدة مريم عيداً وطنياً، لذلك فإن دولة رئيس مجلس الوزراء عرض الموضوع على مجلس الوزراء ويقترح الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تعديل المرسوم رقم 15215 تاريخ 27/9/2005 وتعديلاته (تعيين الأعياد والمناسبات التي تعطل فيها الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات)، بحيث يضاف الى الأعياد التي تعطل فيها الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات "عيد بشارة السيدة مريم العذراء" الموافق يوم 25 آذار من كل عام.
ويروي عضو لجنة الحوار الإسلامي- المسيحي محمد السماك أن وفدا منها برئاسته زار الرئيس الحريري في اللقاء، وطالب بتحويل بشارة مريم إلى عيد وطني جامع. "وعلى الفور، تبنى مشروع القرار"، ويقول السماك إن " مكانة السيدة مريم في الديانتين الإسلامية والمسيحية فرضت نفسها على مجتمع تتلاقى فيه نماذج من طقوس متعددة. وهذه المكانة المميزة للسيدة مريم في القرآن والإنجيل لم تحظ بها أي امرأة في تاريخ الأديان".
ويستشهد بآية قرانية "إن الله إصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين". هذا الالتقاء من شأنه أن يعزز التقارب بين الديانتين، ليكون مناسبة دينية لكن بوجه وطني جامع بين المسلمين والمسيحيين.
ويرى السماك أنّ هذه الخطوة من شأنها أن تقدم نموذجاً وقدوة حسنة للمجتمعات التي يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون، سواء كانت هذه الدول عربية أو غير عربية، "فالقرار يقدم نموذجاً يُحتذى به في كل مكان"، ويشير lsquo;لى "الفاتيكان شديد الاهتمام بمبادرة من هذا النوع ذات أصالة دينية".
ويقول عضو لجنة الحوار الأمير حارس شهاب: "لا بد من إعادة بناء ذاكرة مشتركة تنقل تجربة الحياة للمسلم والمسيحي، اللذين يعيشان المشاركة في الأفراح والأتراح والاحتفاليات المختلفة". ويشير إلى عدة خطوات قامت بها اللجنة وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني في هذا الإطار، ليصير بعد ذلك نداء "معاً نحو سيدتنا مريم"، أمراً واقعاً بين المسلمين والمسيحيين. ويضيف: " يساعد هذا العيد الوطني في تعزيز اللحمة والتقارب. هو سابقة على مستوى العام بأسره، ستظهر نتائجها تباعاً".
وكان مدير دار الفتوى في لبنان الشيخ محمد نقري صرح في صحف rlm;الأحد 21 ايلول/ سبتمبر 2008، بما حرفيته: "ان كانت هذه هي مريم أمنا جميعاً في المحبة والتبتل rlm;والاخلاص لله تعالى نشترك نحن المؤمنون مسلمون ومسيحيون بمحبتها وطهارتها وصدقها، بل ونشترك rlm;بمحبة ابنها المسيح عليه السلام، يسرنا ما نسمعه عنهما وما نقرأه من محبة المؤمنين لهما rlm;ويسعدنا ما نلحظه من تكريم وتبجيل لذكرهما ، ان كانت هذه امنا مريم الجامعة افلا نشترك rlm;جميعاً بإحياء ذكراها وبذكرى بشارة الملك جبريل لها بأنه سيولد منها ابن هو روح الله ؟".
وتابع النقري: " توحد الاسلام والمسيحية في لبنان، بقراءة صحيحة لآيات صريحة في الانجيل والقرآن، واحدة في rlm;المبنى والمعنى، في الدين الواحد، للاله الأحد، رب العالمين! "احبوا بعضكم بعضا وكونوا واحداً rlm;كما احببتكم" (السيد المسيح). rlm;"ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء" (القرآن الكريم). وتابع : "لقد عاهدت نفسي منذ سنين عديدة أن اسير على هذا النهج المريمي الجامع rlm;مؤمنا بأنه يمثل هذا اللقاء المشترك حول سيدتنا مريم يشع نور لبنان الى العالم، ويكون مثلا rlm;يحتذى في العيش الواحد الاسلامي المسيحي".
وترجع قصة هذا العيد بالنسبة إلى المسيحيين إلى إنجيل لوقا ( الفصل الأول 26-56): " وفي الشَّهرِ السّادِسِ أُرْسِلَ جِبرائيلُ المَلاكُ مِنَ اللهِ إلى مدينَةٍ منَ الجَليلِ اسْمُها ناصِرَةُ، (27)إلى عذراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بيتِ داوُدَ اسمُهُ يُوسُفُ. واسْمُ العْذراءِ مرْيَمُ. (28)فَدَخَلَ إليها المَلاكُ وقالَ سلامٌ لكِ أيَّتُها المُنْعَمُ علَيْها. الرَّبُّ معَكِ. مُبارَكَةٌ أنْتِ في النِّساءِ. (29)فلَمّا رأَتْهُ اضطَرَبَتْ مِنْ كَلامِهِ وفَكَّرَتْ ما عَسَى أنْ تَكونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ.(30)فقالَ لها المَلاكُ لا تَخافي يا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِندَ اللهِ. (31)وها أَنْتِ سَتَحْبَلينَ وتَلِدينَ ابناً وتُسَمّينَهُ يَسوعَ. (32)هذا يكونُ عَظيماً وابْنُ العَلِيِّ يُدْعَى ويُعْطيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ داوُدَ أَبيهِ. (33)ويَمْلِكُ على بَيْتِ يَعقوبَ إلى الأبَدِ ولا يَكونُ لِمُلْكِهِ نِهايَةٌ. (34)فقالَتْ مَريَمُ لِلمَلاكِ كَيْفَ يكونُ هذا وأنا لسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً. (35)فأَجابَ المَلاكُ وقالَ لها، الرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَليكِ وقُوَّةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فلِذلِكَ أيضاً القُدُّوسُ المَوْلودُ مِنْكِ يُدْعَى ابنَ اللهِ. (36)وهُوذا أَليصاباتُ نَسيبَتُكِ هيَ أيضاً حُبْلَى بابنٍ في شَيْخوخَتِها وهذا هوَ الشَّهْرُ السّادِسُ لتِلْكَ المَدْعُوَّةِ عاقِراً. (37)لأنَّهُ ليسَ شَيءٌ غيرَ مُمْكِنٍ لدَى اللهِ. (38)فقالَتْ مريَمُ هُوَذا أنا أَمَةٌ الرَّبِّ. ليَكُنْ لي كَقَولِكَ. فمَضَى مِنْ عندِها المَلاكُ. (39).
وفي القرآن جاء في الآية 45 من سورة آل عمران:" إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ".
وثمة سورة كاملة باسم سورة مريم وتذكر فيها حادثة البشارة من جديد حيث جاء: " وَإذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22).
رسالة وزير التربية
وقد وجه وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة رسالة إلى التلامذة والطلاب لمناسبة هذا العيد ، مما فيها:" يأتي هذا العيد ليُثَبِّتَ فرادة اختص بها لبنان، وهي أن القيم المشتركة بين اللبنانيين، لا تقتصر على ذاكرته التاريخية ومرتكزاته الوطنية الجامعة، بل تشمل أيضاً عُمقاً روحياً وبُعداً إيمانياً في العلاقة مع الله الواحد. ما يجعلنا في هذا الوطن، مسلمين ومسيحيين، نتوحد في انتماءاتنا وتطلعاتنا وجذور إيماننا، لنعيش حاضراً جامعاً، ونواجه مصيراً مشتركاً، ونبني معاً مستقبلاً واعداً تتوزع خيراته بالتساوي بيننا.
فلبنان الطوائف المتعددة، والسبل المتنوعة في عبادة الله والتقرب إليه، لا يعني أن التعدد فيه يقوم على الفواصل القاطعة في مجالات الإيمان والمعتقد، وعلى الخصوصيات التي تجعلنا ننغلق على بعضنا البعض، بل هي تعددية تتغذى من منبع واحد، وتتشارك في أكثر من رمز ديني وإنساني، وفي مقدمهم السيدة مريم العذراء، التي يخبرنا إنجيل لوقا عنها: "فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك"، ويذكر أيضاً صلاتها بالقول: "تُعظِّمُ الربَّ نفسي، وتبتهج روحي بالله مخلصي". ويطلعنا القرآن الكريم في سورة آل عمران على مكانتها عند الله بالقول: "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين". ويقول في سورة المؤمنون أيضاً: "وجعلنا ابن مريم وأمه آية".
ما يجمع المسيحيين والمسلمين في لبنان أكثر من أن يحصى. إلا أنه لو لم يكن من جامع بينهم سوى السيدة مريم العذراء، لكفتهم مؤونةً للتآخي والتعاضد والتراحم والتعايش بمحبة بينهم. فمريم هي قصة المعجزة، وعمود الطُهر، وخلاصة التَبَتُّل والعِبَادة لله سبحانه، ومثال الإستسلام للمشيئة الإلهية، ورَحِم العطاء اللامحدود (...)".
اعتراض "حزب التحرير"
وعبرت مختلف القوى عن ترحيبها وارتياحها لما رافق المناسبة من مظاهر وحدة وطنية ، باستثناء " حزب التحرير" الإسلامي الخارج عن مألوف الأحزاب الإسلامية السنية على أنواعها، إذ اعترض على "إزالة الفروق بين الأديان في لبنان" عبر "إقحام" المسلمين في أعياد أديان غيرهم، كما أكد رئيس المكتب الإعلامي في الحزب أحمد القصص، بلغة قاطعة تدين جميع الافرقاء في لبنان من دون استثناء "لقبولهم بهذا الأمر!".
وجاء في الموقف الذي أعلنه الحزب في مؤتمر صحافي:
"- أولاً، لقد اقتحم مجلس الوزراء منطقة محظورة فيها تطاول على الشعائر الدينية، وخول لنفسه صلاحية لا شأن له بها كما عيّن نفسه وصيا على شعائر المسلمين وابتدع شعائر دينية جديدة بقراره هذا.
ثانياً- لقد عرف المسلمون عبر التاريخ وفي الماضي التعامل والعيش مع العقائد الأخرى، بمن فيهم النصارى، وهم ليسوا بانتظار مجلس الوزراء لتلقينهم درساً في كيفية التعامل مع غير المسلمين اليوم.
ثالثاً- التعايش الذي يتحدث عنه مجلس الوزراء لا يقتضي إزالة الخطوط الفاصلة بين الإسلام والأديان الأخرى، اذ لا يصح هذا النوع من التداخل وتذويب الأديان بعضها ببعض" على حد تعبير القصص الذي يرى أن ان مجلس الوزراء تجاوز الحدود كثيرا بتسمية هذا العيد "بالعيد المشترك بين المسلمين والنصارى"، وإذ يستنكر صدور دعوات لإقامة صلوات مشتركة بين الديانتين، يلفت الى ان هذا الأمر "لا يجوز على الإطلاق فالفروق بين الإسلام والأديان الأخرى يجب ان تبقى، وبالنسبة إلينا فإن أعيادنا تنحصر بعيدي الفطر والأضحى فقط لا غير".
ويوضح أن "لا داعي لحصر القرار بالحكومة"، بل ان تنديد الحزب يشمل الفريقين الحاكمين في لبنان: الأكثرية والأقلية. "
التعليقات
>>
بويوسف -لا يوجد ما يمسى بتقارب الدين فالإسلام نسخ الديانتين السابقتينقال تعالى ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين وليس بعد هذا الوضوح وضوحا
إضافة
الاســ بقلم ــــتاذ -والمسيحية أساساً تعتبر الإسلام بدعة
عظماء
جميل بدر الدين -اللبنانيين شعب متحضر وطيبي القلب يحبون بعضهم رغم الحرب القذرة التي لا علاقة للبنانيين بها بل هي صناعة اتتهم من الخارج اتمنى ان يعيد اللبنانيين مسيحيين ومسلمين كل اعيادهم مشتركين ويتزوجون من بعضهم مسلمين ومسيحيين لتعم الحرية في هذا البلد بين جميع ابنائة
إضافة
الاســ بقلم ــــتاذ -والمسيحية أساساً تعتبر الإسلام بدعة
هذا فعل مرفوض
لامكان لاوطن -انا ارى ان هذا العمل غير شرعي من الناحية الاسلامية الشرعيةومن الناحية المسيحية الدينية لان هذا العيد ابتداع جديد على الطائفتين ولم يرد عن الجهتين وبين علمائهم مثل هذا العيد والاحرى ان يبحث السياسيين عن طريقة اخرى لارساء الوحدة الوطنية بعيدا عن المعتقد والدينونحن المسلمون لا اعتراف لدينا بغير العيدينالفطر والاضحى
رد على التعليق الأول
هاشم -السيد بويوسفاولا لك الشكر على تعليقك و هو جدير بالأحترام لكونة يحتوي على آيات من القرآن الكريم. لكن لو كل ديانة تمسكت بحرفية نصوص كتبها المقدسة فلن يكن هناك مجال للألتقاء فيما بينها البتة. و في الديانة المسيحية نصوص مشابهة أيضا حيث تنص على أنه لا يوجد أي نبي بعد السيد المسيح!!. لكن الدين أتى لكي يسهل الأمور على البشر لا أن يعقدها. و النص الذي يؤخذ بحرفيتة دون روحة و مناسبة نزولة و معرفة تفسيره من قبل المتخصصين سيقودنا الى طريق مسدود. و نحن بحاجة ال فتح الطرق لاننا في عصر مختلف تماما عما سلف. نسأل الله كل العون..
رد على التعليق الأول
هاشم -السيد بويوسفاولا لك الشكر على تعليقك و هو جدير بالأحترام لكونة يحتوي على آيات من القرآن الكريم. لكن لو كل ديانة تمسكت بحرفية نصوص كتبها المقدسة فلن يكن هناك مجال للألتقاء فيما بينها البتة. و في الديانة المسيحية نصوص مشابهة أيضا حيث تنص على أنه لا يوجد أي نبي بعد السيد المسيح!!. لكن الدين أتى لكي يسهل الأمور على البشر لا أن يعقدها. و النص الذي يؤخذ بحرفيتة دون روحة و مناسبة نزولة و معرفة تفسيره من قبل المتخصصين سيقودنا الى طريق مسدود. و نحن بحاجة ال فتح الطرق لاننا في عصر مختلف تماما عما سلف. نسأل الله كل العون..