الانتخابات الإقليميّة الإيطالية ستعاقب برلسكوني

روما: يتخوف سيلفيو برلوسكوني من ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت يومي الاحد والاثنين في الانتخابات الاقليمية التي من شأنها ان تنزل عقاباً بحزبه وتعزز رابطة الشمال، حليفه المربك الذي يمكن ان يتفوق عليه في الائتلاف الحكومي الايطالي.

وستجري الانتخابات في 13 من المناطق العشرين، لكنها ستعتبر اختبارا وطنيا لحكومة برلوسكوني الذي يتولى الحكم منذ سنتين، لأنها ستكون الاخيرة حتى الانتخابات النيابية في 2013. وعلى غرار ما يحصل في كل استحقاق انتخابي، "يحول رئيس الحكومة هذه الانتخابات استفتاء" عبر الحديث عن نفسه، كما قال الخبير السياسي مارك لازار المتخصص في الشؤون الايطالية.

واضاف لازار ان برلوسكوني الذي تراجعت شعبيته حتى 44%، "ويحسده عدد كبير من القادة الاوروبيين"، بذل جهدا كبيرا تمثل في المقابلات التلفزيونية والاذاعية التي اجريت معه، وفي مشاركته في اجتماعات من شمال ايطاليا الى جنوبها.

واستهدفت هذه الاجتماعات الحؤول دون امتناع الناخبين عن التوجه الى مراكز الاقتراع ولاسيما ناخبي حزبه "شعب الحرية". واصيب "شعب الحرية" بنكسة كبيرة جراء توقيف نواب له ضبطوا في شباط/فبراير وهم يتلقون رشاوى.

وينبه ناندو بانيونتشيلي من معهد ايبسوس الى "خطر ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت" جراء "القلق الكبير على فرص العمل والانطباع السائد ان الطبقة السياسية ووسائل الاعلام تتحدث عن كل شيء باستثناء الازمة".

لكن كاتب المقال الافتتاحي في صحيفة كورييري دي لا سييرا ماسيمو فرانكو، يقول ان الاكثرية "تريد الاعتقاد بحصول تغير" منذ التظاهرة الكبيرة التي نظمتها السبت في روما، واستبقت تراجعا محدودا للمشاركة قد يناهز "4 او 5 نقاط" (71,4% في 2005).

وقد حد برلوسكوني من طموحاته. فبعدما اراد الفوز في ست مناطق مقابل سبع للمعارضة اليسارية، بات يراهن على اربعة انتصارات (لومبارديا وفينيسيا المعقلان اليمينيان واللتان اضيفت اليهما كمبانيا وكالابري). وقال لازار "يكفي ان يفوز برلوسكوني بمنطقتين اكثر من السابق حتى يتحدث عن الانتصار"، مذكرا بأن برلوسكوني وتحالفه لم يفوزا سوى بمنطقتين في 2005.

وقال بانيونتشيلي ان خمس مناطق منها توسكانا واميلي-رومانيي يجب ان تبقى مع وسط اليسار الذي تلاحظ قوته الرئيسية المتمثلة بالحزب الديموقراكي "ارتفاع مؤشر الثقة به". ويقول الخبراء السياسيون ان اربع مناطق اخرى تسيطر عليها المعارضة في الوقت الراهن، يمكن ان تشهد تنافسا حادا هي بييمون وليغوري ودي بوي ولاتيوم.

وفي لاتيوم، ستدور المعركة بين المفوضة الاوروبية السابقة ايما بونينو والنقابية اليمينية ريناتا بولفيريني. لكن الانظار ستتجه الاثنين الى بييمون حيث تشير الاستطلاعات الى منافسة قوية بين مرشح اليمين الذي ينتمي الى رابطة الشمال روبرتو كوتا ومنافسته اليسارية مرسيدس بريسو. ورأى رئيس هذه الحركة المناهضة للهجرة اومبرتو بوسي في مقابلة ان "من المنطقي جدا" ان يحرز حزبه تقدما ويتفوق على حزب شعب الحرية في الشمال (فينيسيا وبييمون ولومبارديا).

ولاحظ لازار ان هذا التقدم قد يعرض الائتلاف الحكومي للاهتزاز "لان الرابطة لن تنضم (الى برلوسكوني) الا بثمن باهظ"، وخصوصا لتعزيز اللامركزية الادارية القوية اصلا في مجالات الصحة والتربية والضرائب. وقد يؤدي تنامي نفوذ رباطة الشمال الى خروج حليف قوي اخر لبرلوسكوني، هو رئيس مجلس النواب جانفرانكو فيني الذي شارك في تاسيس حزب شعب الحرية.