أخبار

في باكستان.. المال لا يستطيع أن يشتري الحب لأميركا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الباكستاني شاه محمود قرشي عقب محادثات في واشنطن يوم الاربعاء. رويترز

واشنطن: وصف وزير خارجية باكستان نفسه بأنه رجل "سعيد" بعد محادثات رفيعة المستوى في واشنطن هذا الاسبوع أجريت بهدف تحسين العلاقات المضطربة بين الحليفتين. وعلى الرغم مما أبداه من تفاؤل فان التوتر بشأن قضايا تتراوح من التعاون الامني الى كيفية انفاق المساعدات لا تزال مستمرة بيد أن كسب تأييد الجماهير الباكستانية المتشككة للغاية ربما يكون المهمة الاصعب.

وتظهر استطلاعات للرأي أن أقل من واحد من بين كل خمسة باكستانيين يؤيدون الولايات المتحدة على الرغم من زيادة المساعدات المدنية الى ثلاثة أمثالها على مدار الاعوام الخمسة القادمة كما يشكو المسؤولون الأميركيون من أن وسائل الاعلام الباكستانية تظهر عداء في معظم الاحيان تجاه نوايا الولايات المتحدة.

وقال ممثل الولايات المتحدة الخاص الى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك "هذا هو أحد اكبر مخاوفنا. الفهم الجماهيري في باكستان لما تفعله الولايات المتحدة ليس كما ينبغي أن يكون. "الباكستانيون كونوا اعتقادا بأننا لا نعبأ الا بقضية او اثنتين. فوق كل شيء الحرب في أفغانستان والقضية النووية."

والامل هو أنه من خلال تحسين العلاقات بين الحكومتين يتسرب هذا لعامة الجماهير الذين تساورهم شكوك عميقة الى درجة أنه حين أعلن عن حزمة المساعدات الأميركية وقيمتها 7.5 مليار دولار في اكتوبر تشرين الاول استقبلت بغضب شديد وليس بالتقدير الذي كانت واشنطن تأمله.

وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي انه في حين أن هناك المزيد من الاموال المتاحة للطاقة والمياه والمشاريع الاخرى فان هذا لم يترجم الى دعم للولايات المتحدة وان واشنطن بحاجة الى نهج جديد. وأضاف "لا يمكن شراء الرأي العام. يجب كسب القلوب والعقول."

وتابع أن الاساس هو خلق علاقة كان ينظر اليها على أنها دائمة وواسعة النطاق وليس مجرد علاقة ينظر اليها لاهتمام واشنطن على أنه لخدمة مصالحها. ويترقب الباكستانيون الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي باراك اوباما بيوليو تموز 2011 لبدء انسحاب القوات الأميركية من افغانستان المجاورة خشية أن يسفر هذا عن ضعف الاهتمام بباكستان.

وقال قرشي "يجب أن يشعر الباكستانيون بأنكم شركاء يمكن الاعتماد عليهم. فيما مضى كان هناك تاريخ حين كانت مصالحنا اشبه بالمعاملات التجارية." وخلال اجتماعات هذا الاسبوع لم يقتصر التركيز على المساعدات الامنية على الرغم من أن هذه مسألة أساسية لدور إسلام أباد في أفغانستان وانما وجه ايضا الى اظهار أن واشنطن تريد المساعدة في التحديات اليومية مثل انقطاع التيار الكهربائي يوميا في باكستان واصلاح السدود والطرق.

وتقول ليزا كيرتس خبيرة الشؤون الباكستانية ان أحد مخاطر اجتماعات هذا الاسبوع هي أن التوقعات بظهور نتائج سريعة عالية جدا. وأضافت كيرتس من مؤسسة هيريتدج "ربما تكون هناك بعض التوقعات التي لم تتحقق وستصبح هذه قضية تصور في باكستان." وفي مراسم توقيع اتفاق لمد الطرق قال وزير المالية سلمان صديق ان المشاريع من هذا النوع هي التي يمكن أن تؤثر على الرأي العام لان لها أثرا مباشرا على الشعب الباكستاني.

وغيرت الولايات المتحدة أسلوب تعاملها مع المساعدات في باكستان وابتعدت عن المتعاقدين الأميركيين الكبار الذين كانوا يتمتعون بشعبية في عهد ادارة الرئيس السابق جورج بوش لتتجه الى ضخ الاموال مباشرة من خلال الحكومة المحلية او المنظمات غير الحكومية.

غير أن الجانب السيء لهذا هو أن وصول المساعدات يستغرق وقتا أطول لان على وزارة الخارجية الأميركية اتباع قواعد صارمة يفرضها الكونجرس عند استخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين ويتحقق مدققو الحسابات من تطبيق القواعد السليمة قبل تسليم الاموال.

وأظهرت الصورة التي بدت بها اجتماعات "الحوار الاستراتيجي" هذا الاسبوع تناغما بين الجانبين انعكس في طريقة جلوس المسؤولين حيث اختلط المسؤولون الباكستانيون بالمسؤولين الأميركيين رمزيا بدلا من الجلوس مقابل بعضهم البعض كما يحدث عادة في الاجتماعات الثنائية. وتحدثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن "يوم جديد" في العلاقات مع باكستان مشيدة بالتعاون الامني الذي شمل اعتقال قيادي بارز في طالبان الافغانية.

وتجنب المسؤولون الأميركيون مطالبة باكستان علنا "ببذل المزيد" من الجهد وهي العبارة التي تستفز اسلام اباد التي تقول ان البلاد عانت خسائر كبيرة في مكافحتها للتشدد سواء في أرواح البشر او من الناحية المالية. يقول بروس ريدل المحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية ان من المفارقات أن الاعتقالات الاخيرة أبرزت ما تستطيع باكستان بذله من جهد اضافي.

وأضاف ريدل الذي يعمل الان في معهد بروكينجز "أعتقد أنه سيثور الكثير من الحديث عما تستطيع باكستان بذله من جهد اضافي مع المتشددين." وتريد واشنطن من باكستان ايضا بذل جهد لكبح جماح جماعة عسكر طيبة وهي جماعة مقرها باكستان مسؤولة عن هجمات مومباي التي وقعت في نوفمبر تشرين الثاني 2008 .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف