نصران كبيران يبثان الزخم في رئاسة اوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: اعطى النصران الكبيران اللذان حققهما الرئيس الاميركي باراك اوباما في الداخل والخارج اي قانون الرعاية الصحية والمعاهدة الجديدة مع روسيا للحد من الاسلحة، دفعا مفاجئا لرئاسة كانت تبدو محاصرة بالمشكلات.
وكتب المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في موقعه على تويتر "يا له من اسبوع هنا"، فيما اعلن اوباما الجمعة التوصل الى معاهدة جديدة لخفض الاسلحة الاستراتيجية في اتصال مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف.
وفي غضون ستة ايام، تحقق اثنان من اكبر مشاريع اوباما الرئاسية بعد اشهر من العمل المضني، ليغيرا صورة ادارة سعت جاهدة لكنها فشلت في وعودها المتعلقة بقضايا كبرى على جدول الاعمال.
ومنذ يوم الجمعة استطاع اوباما تسجيل نقطة امام منتقدي رئاسته الذين سيغيرون على ما يبدو مقولتهم بان "هذه الرئاسة انتهت" للاحتفاء به رئيسا منتصرا في الداخل ورجل دولة على مستوى العالم.
والامال الكبيرة المعقودة على رئاسة وعدت بالتغيير والتي كبلت اوباما منذ توليه الرئاسة وسط اسوأ ازمة اقتصادية، لم تخف على ما يبدو بعد افضل اسبوع له في البيت الابيض.
فالرئيس حقق صورة زعيم حقق تغييرا وعد به وسيبقى ملتزما بالقضايا الصعبة حتى النهاية.
وقال اوباما الجمعة "تطلب الامر صبرا ومثابرة. لكننا لم نستسلم"، مشيرا الى مفاوضات مضنية مع روسيا ومكررا النبرة التي استخدمها لوصف نصره الشاق في قانون الرعاية الصحية.
فهل سيساعد هذا النجاح اوباما في كسب الزخم في سنة استحقاقات انتخابية ويفضي الى تقدم في حل مشكلات في السياسة الخارجية؟
وقد المح البيت الابيض عدة مرات هذا الاسبوع الى ان زعماء اجانب هنأوا اوباما على نصره باصدار قانون الرعاية الصحية في اشارة الى تعزيز صورته على المسرح العالمي.
ويقول المحللون ان صورة رئاسة ناجحة امر ضروري وقد تعزز موقف اوباما في قضايا صعبة مثل الملف النووي الايراني ومنع انتشار الاسلحة والشرق الاوسط.
وقال المؤرخ السياسي في جامعة برينستون جوليان زيليزر "عندما يكون اداء الرئيس سيئا في الولايات المتحدة تقل اسباب الخشية منه في الخارج".
وفيما قاد اوباما قانون الضمان الصحي الى الكونغرس وتوصل الى معاهدة لخفض الاسلحة الاستراتيحية مع روسيا، كان الرئيس ايضا ايضا وسط اختبار علني ونادر مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
فصورة رئيس يمسك ببراعة بسياسات واشنطن ويقود في نفس الوقت عالما مراوغا قد تغير ايضا افكار البعض عن قوة اوباما.
وقال زيليزر "كانت هناك مخاوف لدى كثير من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، بانه (اوباما)، وخاصة في مجال السياسة الخارجية، خطيب ممتاز ومفكر وناشط لكنه ليس حازما بوجه الخصوص".
ورغم ان اوباما قد يكون عزز صفاته كرجل دولة يبدو من غير المرجح ان تتمكن شخصيته فقط من تغيير سياسة اعداء وحلفاء الولايات المتحدة في عالم حيث الافعال تمليها حسابات المصلحة الوطنية.
ومن غير المرجح ان تتمكن هيبة الرئاسة لوحدها من اقناع الصين باعادة تقييم عملتها او ايران بوقف برنامجها النووي او ان تهدئ الصراع في الشرق الاوسط او اقناع كوريا الشمالية بوقف تهديداتها.
وفكرة ان اوباما بسياسته المفعمة بالامل وشعبيته الكبيرة وحياته التي توجت لاحقا بجائزة نوبل للسلام، يمكن ان يجد حلا لاصعب الصراعات في العالم، اثبتت انها كثيرة الاوهام.
وصورة رجل الدولة ليست ايضا ضمانة للنجاح في الداخل، مثل الرئيس الاسبق جورج بوش الاب الذي غادر الرئاسة وسط تراجع اقتصادي بعد ان هندس نهاية للحرب الباردة واخرج العراق من الكويت.
ويمكن لمناخ سياسي سام في الداخل ان يحد من قدرات اوباما: فنصره الصعب في اصلاح نظام الرعاية الصحية زاد من الاصطفافات السياسية الاميركية بما يثير شكوكا حول نجاح تشريعات مستقبلية.
ومصيره السياسي، مثل اسلافه، قد يتوقف على وتيرة النمو الاقتصادي وخلق الوظائف حيث تصل نسبة البطالة 9,7 بالمئة.
وتراجع الاقتصاد وتأثيره على شعبية اوباما التي تدنت عن 50 بالمائة في معظم الاستطلاعات، سيكون المحرك لانتخابات منتصف ولاية الكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل والتي يخشى فيها الديموقراطيون خسائر كبرى.
وتلقي مشكلات اخرى بظلالها مثل تأخير محاكمات المشتبه بهم في معتقل غوانتانامو بكوبا، وجهود تفعيل اصلاحات مالية. ويمكن لتلك المشكلات ان تخفت البريق السياسي الجديد لاوباما.