إيران تبني موقعين نوويين جديدين محصّنين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تعتزم إيران بناء موقعين نوويين سريين جديدين،على الرغم من المطالب الدولية التي تحثها على الكشف عن برنامجها النووي، وتحاول الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة فرض المزيد من العقوبات على إيران، إلا أن الإصرار الصيني - الروسي على إبقاء العقوبات محصورة فقط بالبرنامج النووي يؤخر صدور أي قرار حول العقوبات المفروضة.
واشنطن: افادت صحيفة "نيويورك تايمز" السبت أن مفتشين من الامم المتحدة واخصائيين من اجهزة استخبارات غربية يعتقدون بان ايران قد تكون تستعد لبناء موقعين نوويين سريين جديدين على الاقل،على الرغم من المطالب الدولية التي تحثها على الكشف عن برنامجها النووي.
وقالت الصحيفة ان هذه الشبهات مصدرها التصريحات الاخيرة لمسؤول ايراني بارز. وذكرت نيويورك تايمز ان علي اكبر صالحي رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية اعلن في مقابلة "لوكالة الانباء الطلابية الايرانية" ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امره ببدء العمل قريبًا في هذين الموقعين.
واضاف علي اكبر صالحي ان المصنعين "سيبنيان في الجبال" على الارجح لحمايتها من هجمات كما اوضحت الصحيفة. واوضح صالحي "ان شاء الله" فان بدء اعمال بناء موقعي التخصيب الجديدين" قد يكون خلال السنة الايرانية الجديدة التي بدأت في 21 اذار/مارس الماضي.
وفي ايلول/سبتمبر 2009، كشف الرئيس الاميركي باراك اوباما عن وجود دليل على موقع نووي سري في قم. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين قولهم انهم يشاطرون الوكالة الدولية للطاقة الذرية شبهاتهم وانهم يدرسون حاليًا صورًا التقطت بالاقمار الاصطناعية من شأنها أن تثبت وجود عدد من المواقع النووية المشبوهة في ايران.
لكن الصحيفة قالت ان هؤلاء المسؤولين لم يحصلوا على اثبات بان ايران تفكر في استخدام هذين الموقعين الجديدن لانتاج الوقود النووي وهم غير اكيدين من عدد المواقع النووية التي يمكن لإيران ان تبنيها.
ورأى هؤلاء المسؤولون الاميركيون اخيرًا انه حتى ولو تم بناء هذين الموقعين فان ذلك لن يشكل على الفور تهديدا وان الامر سيستغرق ايران سنة الى اربع سنوات قبل ان تتمكن من صنع سلاح نووي بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
ويبدو أن "الممانعة" الروسية والصينية تمكنت من ابطاء إقرار مزيد من العقوبات على إيران، في ما يتعلق بملفها النووي . وفي وقت توقعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دفعًا متزايدًا في المستقبل القريب باتجاه فرض عقوبات دولية جديدة على إيران، تحدث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن احتمال فرض مثل هذه العقوبات، وبدأت تظهر مؤشرات على أن الصين أيضاً قد تؤيد عقوبات إضافية، ولكن مخففة .
وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي في واشنطن الخميس "نعمل على الصيغة، أعتقد أنكم سترون دفعاً متزايداً في مستقبل قريب"، وأضافت "نعمل على إعداد قرار من شأنه الحصول على الأصوات الضرورية في مجلس الأمن" .
وفي موسكو، قال الرئيس ميدفيديف إن فرض عقوبات إضافية على إيران ليس الحل الأمثل، مكررًا تأييده للجهود الدبلوماسية، ولكنه لم يستبعد فرض مثل هذه العقوبات .
ومن مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أوردت وكالة "رويترز"، أمس، تقريرًا جاء فيه أن الصين أخذت تتجه ببطء وعلى مضض للانضمام إلى روسيا والدول القريبة من تأييد عقوبات على إيران، ولكنها تريد أن تكون عقوبات ضعيفة .
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين غربيين ومحللين قولهم إن الانعطاف في الموقف الصيني جاء الأسبوع الماضي عندما وافقت بكين بعد أشهر من المماطلة على الدخول في محادثات جادة مع القوى الخمس الكبرى الأخرى بشأن صياغة مشروع قرار سيعرض على مجلس الأمن .
وهذه المناقشات تجري في إطار مجموعة "5 + 1" التي تضم القوى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا .
ولكن الدبلوماسيين والمحللين أشاروا إلى أنه ليس واضحًا بعد كم من الوقت ستستغرق هذه المناقشات، ورجحوا أن تأخذ وقتًا، ربما حتى يونيو/ حزيران المقبل، وذلك بسبب إصرار روسيا والصين على إبقاء العقوبات محصورة فقط بالبرنامج النووي الإيراني .
يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، صعد لهجته ضد طهران قبل نحو أسبوع. وقال لافروف في اجتماع مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في موسكو إن إيران على وشك إضاعة الإمكانية الأخيرة لحوار مثمر.
وخففت روسيا موقفها إزاء فرض إجراءات عقابية على إيران في الشهور الأخيرة بعد أن كانت تحجم هي والصين عن إقرار عقوبات أوسع على طهران لنفيها السعي إلى حيازة أسلحة نووية.
وخلال زيارته لفرنسا في وقت سابق من الشهر الجاري قال ميدفيديف إن روسيا ستؤيد عقوبات "ذكية" ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية لأنه من غير الممكن الانتظار للأبد التعاون من جانب طهران.
من جهته، رفض رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوجان فرض عقوبات جديدة على إيران، وقال: "علينا أن نسعى قبلاً إلى التوصل إلى حل دبلوماسي". وتابع رئيس الحكومة التركية "ما نحن بحاجة إليه اليوم هو الدبلوماسية ومزيد من الدبلوماسية وكل ما عدا ذلك يهدد السلام في العالم".
من جهتها، كررت ميركل أمس الموقف الألماني عندما قالت في رسالة فيديو تم بثها على موقعها على شبكة الإنترنيت "إذا لم تبد إيران للمرة الأخيرة شفافية في تعاطيها مع مسائل الطاقة النووية علينا أن نفكر في العقوبات".
الأمم المتحدة تدين التشويش الإيراني...
في غضون ذلك، طالب الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للامم المتحدة إيران يوم الجمعة بانهاء تشويشها على بث قمر صناعي قائلة ان ذلك محظور وفقا لقوانين المنظمة الدولية. وتضيف مطالبة الاتحاد التي لم يسبق لها مثيل الى الضغط على طهران بينما تبحث قوى عالمية فرض جولة جديدة من عقوبات الامم المتحدة على الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي وفي وقت تشهد ايران فيه اضطرابات اجتماعية.
وتشوش السلطات الايرانية على بث الاقمار الاجنبية في مناطقها منذ أواخر العام الماضي ولا سيما في ما يتعلق بقناتي هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ودويتش فيله. وتأثرت أيضًا قدرة الايرانيين على الدخول الى مواقع في الانترنت.
وذكر المجلس المعني بالقواعد الاذاعية التابع للاتحاد في بيان أن مصدر التشويش داخل ايران وأنه يضر باشارات من شبكات أقمار صناعية تديرها يوتلسات وهي شركة فرنسية لتشغيل الاقمار الصناعية، وأضاف أن ايران يجب أن تحدد مصدر التداخل الذي يؤثر على الاشارات الاذاعية والتلفزيونية و"انهائه واعطاء ذلك أولوية أولى."
وقال سانجاي أتشاريا وهو متحدث باسم الاتحاد الدولي للاتصالات في تصريح صحافي "يوجد دليل في هذه الحالة على أن هناك محاولة متعمدة لتعطيل بث أقمار صناعية ولذلك نقول ان هذا يجب أن يتوقف لانه محظور وفقًا للقواعد"، وأضاف "لم تعترف ايران بأنها هي التي ترسل هذه الاشارات التي تشوش على يوتلسات. قالوا انهم سيحققون في الامر."
وتلاحق السلطات الايرانية الاصلاحيين منذ أن فاز الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بانتخابات رئاسة أجريت في يونيو حزيران مما أثار احتجاجات واشتباكات. وتلقي ايران باللائمة على دول أخرى في تأجيج الاضطرابات.
السؤال لم يعد هل ستفرض عقوبات جديدة على إيران بل متى ستفرض
وفي سياق متصل، تتجه الصين ببطء وعلى مضض الى تبنى موقف روسيا وأربع قوى غربية بدعم فكرة فرض الامم المتحدة عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي لكن بكين تريد أن تكون أي خطوات جديدة ضعيفة.
ويقول دبلوماسيون ومحللون غربيون ان هذا التقدم يأتي هذا الاسبوع بعد أن أنهت الصين تأجيلات متكررة استمرت لاشهر بالموافقة على خوض مناقشات جادة مع خمس قوى عالمية أخرى بشأن كيفية وضع مسودة قرار لفرض عقوبات جديدة على ايران تطرح على مجلس الامن الدولي الذي يتألف من 15 دولة.
وقال مارك فيتزباتريك من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "موافقة الصين على الانخراط تعتبر نجاحا." وأضاف "لا أظن أن أي أحد يراهن على المدة التي ستستغرقها هذه العملية. لكن يبدو أن السؤال لم يعد ما اذا كانت ستفرض بل متى."
ومضى فيتزباتريك يقول ان نجاح الرئيس الامريكي باراك أوباما في انهاء أشهر من الجمود للاتفاق مع روسيا على بديل لمعاهدة خفض الاسلحة النووية (ستارت) التي ترجع الى حقبة الحرب الباردة سيعطي دفعة للعلاقات الروسية الامريكية ويساعد على الاحتفاظ بدعم موسكو لفرض عقوبات جديدة على ايران.
ويقول دبلوماسيون من الدول الست المشاركة في مفاوضات العقوبات وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا ان القوى الغربية الاربع تود تبني قرار الشهر القادم قبل مؤتمر تعقده الامم المتحدة عن معاهدة حظر الانتشار النووي في مايو ايار ويستمر لمدة شهر.
لكنهم يعترفون بأن المفاوضات ستمتد على الارجح حتى يونيو حزيران على الاقل ويرجعون هذا في الاساس الى رغبة الصين وروسيا في تخفيف حدة أي اجراءات عقابية مقترحة. وعلى الرغم من أن موسكو تدعم فكرة العقوبات فانها تريدها أن تكون اجراءات مستهدفة تركز على برنامج ايران النووي.
وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ومقرها بروكسل في تقرير في الاونة الاخيرة ان تكتيكات التعطيل التي تلجأ لها الصين تعود بفوائد معينة على بكين التي يقول محللون ودبلوماسيون انها تبدي حزما متزايدا في مجلس الامن الذي كانت تفضل فيه ذات يوم عدم لفت الانظار.
وأضاف التقرير "سلوك المسار الدبلوماسي يعطل الاجراءات العقابية ويعظم قوة المساومة التي تتمتع بها بكين فيما يتصل بايران والغرب على حد سواء... غير أنه اذا دعمت روسيا العقوبات في نهاية المطاف فان من المرجح أن تنضم اليها الصين تجنبا للعزلة الدبلوماسية."
وتابع التقرير "بكين لن تأخذ صف ايران على حساب علاقاتها بالولايات المتحدة على الرغم من المشاكل التي شهدتها العلاقات الصينية الاميركية في الاونة الاخيرة. ما زالت قيمة تلك العلاقات بالنسبة للصين اكبر من قيمة علاقاتها بايران."
وترفض ايران المزاعم الغربية بأن الهدف من برنامجها النووي هو تطوير القدرة لانتاج أسلحة نووية. وتؤكد أن طموحاتها تقتصر على توليد الكهرباء وتجاهلت خمسة قرارات من مجلس الامن الدولي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم.
وأضاف الدبلوماسيون أن كلتا الدولتين لم تحصلا على رد مرض حتى الان وهو ما قد يساعد في تفسير قرار الصين الانضمام الى اجتماع للقوى الست عن ايران عبر دائرة هاتفية هذا الاسبوع. لكنهما لم تفعلا هذا الا بعد أن عملتا بجهد لتخفيف العقوبات المقترحة الى حد أن بعض المحللين والدبلوماسيين اعتبروا عقوبات الامم المتحدة رمزية الى حد كبير.
وعلى الرغم من أن العقوبات بدت مخففة على الورق فان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وحلفاءهما طبقوا الكثير من الاجراءات بصرامة وأدرجوا العديد من البنوك الايرانية الكبرى على قائمة سوداء وضغطوا على مؤسسات غربية كبرى للانسحاب من الجمهورية الاسلامية.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان هذا أضر بايران اكثر مما كان متوقعا. ويقول دبلوماسيون أوروبيون انه اذا فرض مجلس الامن عقوبات اضافية على ايران فان الاتحاد الاوروبي على الارجح سيمرر عقوبات خاصة به مطبقا اجراءات تتجاوز أي عقوبات للامم المتحدة.