المصالح المشتركة أساس العلاقة الاميركية الباكستانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تستمد العلاقات الاميركية الباكستانية دعما من المصالح المشتركة في أفغانستان لكن التوترات قد تظهر ما لم تتحقق توقعات باكستان بشأن المساعدات الاميركية واذا شعرت بأنه يجري استغلالها.
إسلام أباد: بعد المحادثات التي جرت في واشنطن بين وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بهدف تبديد التوتر في العلاقات بين الحليفين علت البسمة الوجوه. تناولت المحادثات قضايا مختلفة من الامن الى الطاقة ومشاريع المياه. ويقول محللون انه رغم عدم ظهور مؤشرات تذكر على تقديم مساعدات أمريكية جديدة سادت المحادثات نبرة متعقلة لاسباب كان أبرزها المصالح المشتركة في أفغانستان.
وقال اياز أمير وهو محلل سياسي وعضو معارض في البرلمان "يوجد ذلك النوع من الالتقاء الشامل.. نحن على نفس المسار ونفس التوجه." ترى باكستان أن الولايات المتحدة ترغب باستماتة في الخروج من أفغانستان وانه سيتحتم عليها ان عاجلا أو آجلا أن تعقد صفقة ما مع طالبان.
كما أن باكستان التي تحارب طالبان المحلية تتطلع لتسوية في أفغانستان عن طريق التفاوض وتريد الاشراف على أي عملية سلام لضمان وجود حكومة صديقة في كابول ولتقليص نفوذ الهند لاقل حد ممكن. وباكستان ليست القناة الرئيسية التي ينقل من خلالها الجيش الامريكي الامدادات الى أفغانستان فحسب بل ان تأثيرها على طالبان ربما يكون عاملا حيويا في حث حلفائه السابقين على المشاركة في محادثات.
وفي الشهر الماضي أبرز اعلان القاء القبض على الملا عبد الغني بارادار القيادي الكبير في طالبان في عملية مشتركة مع ضباط أميركيين في مدينة كراتشي الدور الحيوي الذي يمكن أن تقوم به باكستان. وقال أمير "تشعر باكستان بأهميتها بالنسبة للوضع بأكمله وبأنه لولا الدور الذي يلعبه الجيش الباكستاني لضعف الوجود العسكري الاميركي برمته في أفغانستان."
ويعتقد الكثير من الباكستانيين أن الولايات المتحدة استغلت باكستان كأداة لتحقيق مصالحها وتركت البلاد في وضع صعب بمجرد انقضاء تلك المصالح. وما زال الباكستانيون يتذكرون جيدا بمرارة انسحاب الولايات المتحدة من افغانستان بعد أن انسحب السوفيت عام 1989 وكيف أنها تركت البلاد في فوضى. وتؤكد الولايات المتحدة على التزامها الطويل الاجل بما في ذلك برنامج مساعدات قيمتها 7.5 مليار دولار.
والى جانب المساعدات لاقتصاد باكستان الذي يحتاج بشدة للاستثمارات تريد اسلام اباد المسلحة نوويا تعاونا نوويا مدنيا مع الولايات المتحدة وتسعى للتوصل الى اتفاق مماثل لما توصلت اليه نيودلهي مع واشنطن. لكن الولايات المتحدة عازفة عن بحث مثل هذا التعاون. كما تريد باكستان من الولايات المتحدة أن تحث الهند على استئناف عملية السلام التي توقفت بعد أن هاجم متشددون مقيمون في باكستان مدينة مومباي الهندية في نوفمبر تشرين الثاني عام 2008 .
وفي حين تدرك باكستان أن التدخل الاميركي في النزاع حول منطقة كشمير غير مرجح بسبب اعتراض الهند فانها تأمل أن تسفر الضغوط الاميركية عن اقناع الهند باجراء محادثات حول نزاعات أخرى بما في ذلك تقسيم مياه الانهار بين البلدين. وقال المحلل والوزير السابق شفقة محمود ان العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة يجب أن تنمو ما دام كل جانب يشعر بأنه يحصل على ما يريد. وأضاف "من المرجح أن تنمو العلاقة لكن المشكلة تكمن في التفاصيل" مشيرا الى المحادثات المقبلة بشأن خطط المساعدات الاميركية. ومضى يقول "أصفها ببداية طيبة فقط."
وفي حين أن اهتمام الولايات المتحدة منصب على أفغانستان فانها قلقة أيضا ازاء المتشددين في باكستان وسترغب في اتخاذ اجراء ما. وعلى وجه التحديد تريد الولايات المتحدة أن تكبح اسلام اباد جماح جماعة عسكر طيبة المسؤولة عن هجمات مومباي والتي يقع مقرها في باكستان. وكانت المخابرات الباكستانية هي التي شجعت على تشكيل جماعة عسكر طيبة -وهي واحدة من أكبر الجماعات في جنوب اسيا وأفضلها تمويلا- لمحاربة الهند في كشمير.
وهناك اعتقاد أن الجيش الباكستاني القوي الذي يحدد السياسة الامنية والسياسية في المنطقة ما زال يعتبر المتشددين "أصولا استراتيجية" في حالة قيام حرب مع الهند. وقال المحلل العسكري حسن عسكري رضوي "على باكستان أن تحدد موقفها.. أن تقرر أنه لن يعود بامكانها أن تستغل الجماعات الجهادية للقيام بحرب بالانابة." ويترقب الباكستانيون بقلق الموعد الذي حدده الرئيس الامريكي باراك أوباما لبدء انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان بحلول يوليو تموز 2011 خشية أن يؤدي هذا الى تراجع الرغبة في التعاون مع باكستان. وقال أمير "هناك شعور كامن بعدم الارتياح من ألا يعطينا الاميركيون ما يكفي وأن يتخلوا عنا مرة أخرى بعد كل ما نقوم به وبعد الدور الحيوي الذي كان لنا في أفغانستان."